تجمع عدد من نوّاب البرلمان الإيراني عن المحافظات الشمالية، في منصة هيئة رئاسة البرلمان، اليوم الاثنين 14 أکتوبر (تشرين الأول)، وعطلوا الجلسة لبضع دقائق، احتجاجًا على مشروع نقل مياه بحر قزوين إلى سمنان.

وفي الجلسة العلنية للبرلمان، صباح اليوم الاثنين، عندما کان مسعود بزشکيان، النائب الأوَّل لرئيس البرلمان، يدير الجلسة في غياب علي لاريجاني، اجتمع عدد من نواب محافظات مازندران، وكلستان، وجيلان، في منصة رئاسة البرلمان.

وقد رفع النواب أوراقًا مكتوبًا عليها: "لا لنقل مياه بحر قزوين"، و"قرار غير مدروس يساوي تدمير بحر قزوين"، و"الشعب لا يسمح بتدمير بحر قزوين"، و"لا تکرروا کارثة زاينده رود وبحيرة أورومية"، و"نقل مياه بحر قزوين يساوي تدمير البيئة".

وقال مسعود بزشکيان، الذي ترأس الجلسة، مخاطبًا النواب، إن هذه الخطوة تعارض قوانين البرلمان، وطالب النواب بالعودة إلى أماكنهم.

يشار إلى أن تجمع نواب المحافظات الشمالية، شوَّش الأجواء داخل البرلمان لدقائق.. وبينما حاول عدد من أعضاء هيئة الرئاسة، مثل محمد علي وكيلي، توجيه هؤلاء النواب إلى أسفل الدرج، التحق بعض نواب المدن الجنوبية بنواب الشمال، رافعين لافتات مماثلة.

تجدر الإشارة إلى أن ميزانية مشروع نقل مياه بحر قزوين إلى مدينة سمنان، تبلغ 10 آلاف مليار تومان، ويتم من خلاله نقل أكثر من 200 مليون متر مكعب من المياه من بحر قزوين سنويًا، وسيتم تنفيذ عمليات تحلية المياه على شاطئ البحر ونقلها إلى مدينة سمنان باستخدام أنبوب بطول 180 كيلومترًا، ومن هناك سيتم نقل بعض المياه إلى بعض المدن التي تقع غرب وشرق محافظة سمنان.

وقد جاء اعتراض نواب المحافظات الشمالية في جلسة البرلمان، اليوم الاثنين، بعد أن انتشرت رسالة من عيسى کلانتري، رئيس منظمة حماية البيئة، في المواقع وشبکات التواصل الاجتماعي، يخاطب فيها وزير الطاقة رضا أردكانيان، وتفيد بموافقته على نقل المياه من بحر قزوين إلى سمنان.

كما أشار مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية في تقرير له إلى تكلفة هذا المشروع، معلنًا أن: "تكلفة نقل المياه إلى الصحراء الوسطى من بحر قزوين تساوي تقريبًا التكلفة المطلوبة لتجهيز شبكات الري في البلاد، بقيمة الأداء الکلي في الـ15 سنة الماضية، في مجال تحسين نظام الري في البلاد".

وفي وقت سابق، قال محمد درويش، الناشط البيئي وعضو هيئة مؤسسة أبحاث الغابات والمراعي، عن عواقب نقل مياه بحر قزوين إلى الهضبة الوسطى الإيرانية: "في مشروع نقل المياه من بحر قزوين إلى سمنان ننفق المليارات لخفض مستوى جودة حياة الناس؛ هذه كارثة أكبر من انفجار نووي".

وكانت مواقع إيرانية قد أعلنت، يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنه رغم تحذيرات خبراء البيئة، فإن الحكومة الإيرانية ستقوم بتنفيذ مشروع نقل مياه بحيرة قزوين إلى وسط البلاد، حيث تعاني من الجفاف.

لكن في نفس الوقت، واجه تنفيذ هذا المشروع اعتراضات جدية من الناشطين البيئيين والخبراء الاقتصاديين، واعتبروا أن تنفيذ هذه الخطة ضار ويفتقر إلى أي مبرر اقتصادي.

ويعتقد الخبراء الذين يعارضون المشروع أن نقل مياه بحر قزوين إلى المحافظات الوسطى يمكن أن تكون له عواقب على البيئة في المنطقة لا يمكن إصلاحها، مثل تدمير الغابات والأملاح والمياه المالحة التي ستتركها العملية. ومن ناحية أخرى، لن تكون تحلية المياه في المصدر مجدية اقتصاديًا.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال، أثناء إحدى زياراته إلى مسقط رأسه سمنان، إن حكومته لا ترى أي مانع في نقل المياه من بحر قزوين إلى سمنان، وأن حكومته ستدعم الشركات التي ستساهم في تنفيذ المشروع.

وترى الحكومة الإيرانية أنه مع تنفيذ هذه المشروع، سيتم نقل مياه بحر قزوين من خلال الأنابيب والأنفاق لاستخدامها، أولاً في محافظة سمنان، ومن ثم إلى المناطق المركزية الأخرى الإيرانية، ومنها محافظتا يزد وأصفهان. لكن يجب أولاً تحلية هذه المياه ثم استخدامها في الزراعة وغيرها.