قامت وسائل الإعلام الموالية للنظام في إيران، مؤخرًا، بنشر عدد من الفيديوهات السابقة لاجتماعات المرشد علي خامنئي، في محاولة لإظهاره متقبلاً "للانتقاد"، و"يقظًا".

وبثت قنوات تلغرام لوكالات الأنباء المقربة من الحرس الثوري، ومنها "فارس"، و"تسنيم"، مقتطفات من لقاءات خامنئي المحدودة وجهًا لوجه، الخميس 24 ديسمبر (كانون الأول)، والتي تناولت في الغالب النكات ورد فعله على انتقادات الجمهور واحتجاجاته على القيود.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب تكهنات بشأن صحة خامنئي، في الأسابيع الأخيرة.. ومن ناحية أخرى، مع تكرار موجة الاحتجاجات العامة وزيادة إعدام المعارضين، ازدادت الانتقادات المحلية والدولية للقمع الذي يمارسه النظام.

وفي هذا الصدد، بثت القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني، على هامش اجتماعاته، تقريرًا مصورًا مماثلًا بعنوان "غير رسمي". وفي بعض هذه المقاطع، شكا فنيون وثقافيون، بمن فيهم مخرجو أفلام، شكوا إلى خامنئي من الرقابة، وإزالة الأعمال الفنية من قبل مؤسسات النظام.

وفي أحد مقاطع الفيديو المتعلقة بلقائه عام 2018، مع عملاء المسلسل التلفزيوني، أشار خامنئي تحديدًا إلى الفيلم المحظور "السحلية" للمخرج كمال تبريزي، وقال إنه نصح طلاب الحوزة بـ"الترحيب" به بدلاً من الاحتجاج عليه.

وتظهر مقاطع فيديو أخرى لقطات من لقائه مع "الجماعات الجهادية" عام 2019، حيث يواجه انتقادات من شاب بسبب عدم الاهتمام بالشباب في تعييناته.

وخلال سنوات قيادته، عندما واجه احتجاجات طلابية وانتخابية واقتصادية على مستوى البلاد على مدى العقود الثلاثة الماضية، دافع خامنئي، مرارًا وتكرارًا، عن قمع المتظاهرين في خطاباته العامة، واصفًا إياهم بـ"عملاء العدو"، أو "المدعومين من الخارج".

ويرى بعض مستخدمي "تويتر" ونشطاء الإعلام أن نشر الفيديوهات يهدف إلى تبرئته من الفساد والقمع وأعمال التصفية الموجودة في النظام.

مقاطع لإظهار "اليقظة" و"الفكاهة"

بالإضافة إلى الطريقة التي تم بها اختيار مقاطع الفيديو لإظهار خامنئي متقبلا للانتقاد، يبدو أن بعض مقاطع الفيديو التي تم نشرها أيضًا تهدف إلى إظهار وعيه وتمتعه بروح الدعابة.

وفي هذا السياق، يتناول أحد مقاطع الفيديو وقتًا أمضى فيه خامنئي بضع دقائق يحاول وضع خاتم هدية على أصابع أحد الحاضرين لزيارته.

وكان رد فعل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي على مقاطع الفيديو هذه مختلفًا أيضًا، حيث يعتقد بعض مستخدمي "تويتر" أن مقاطع الفيديو قد تم إصدارها لإظهار اليقظة والصحة البدنية التي يتمتع بها المرشد.

وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تقارير عن الغموض حول صحة خامنئي، وهو ما نفاه المسؤولون المقربون من المرشد، بمن فيهم مهدي فضائلي، عضو مكتب المرشد الإيراني للنشر، معلنًا عن ممارسة المرشد لأعماله الروتينية في مكتبه بنشاط و"حيوية".

يذكر أن خامنئي لم يجر اجتماعات موسعة بشكل مباشر، منذ العام الماضي، باستثناء بضع جلسات محدودة.

وفي أول لقاء له مؤخرًا- بعد غياب دام 22 يومًا عن وسائل الإعلام- مع عائلة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المقتول، بدا صوته أضعف قليلاً، وهو ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.