أكدت النائبة البلجيكية في البرلمان الأوروبي، فدريك ريس، في تصريح لقناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الجمعة 13 ديسمبر (كانون الأول)، على ضرورة تغيير طريقة سلوك وتعامل أوروبا مع النظام الإيراني، قائلة إنها ستبذل جهدها لوضع الاحتجاجات الأخيرة في إيران على جدول أعمال البرلمان الأوروبي.

وعلى هامش مؤتمر "مستقبل القوميات في إيران" الذي انعقد في البرلمان الأوروبي في بروكسل، أضافت ريس في مقابلة مع مراسل قناة "إيران إنترناشيونال": "منذ سنوات عديدة، حين دخلنا في حوار من أجل الاتفاق النووي، أشعر أن كل حدث يجري في إيران، ومهما كانت الظروف، يبدو أنها ستمر بسلام"، مؤكدة: "ولكن الأوضاع والأمور في إيران ليست طبيعية".

وفي معرض إشارتها إلى كلمة ممثلي القوميات الإيرانيين في المؤتمر المذكور، قالت ريس: "نحن الآن نواجه أوضاعا غير طبيعية في إيران. الأقليات القومية والنساء والطلاب الجامعيون والمحتجون، جميعهم قتلوا في الاحتجاجات التي اندلعت في إيران. وبالتالي فإن الأوضاع في إيران ليست طبيعية".

كما دعت هذه النائبة في البرلمان الأوروبي إلى طرح ومناقشة موضوع إيران مرة أخرى في هذا البرلمان.

وقالت: "لقد سعيت إلى وضع هذا الموضوع على جدول أعمال البرلمان وآمل أن أتمكن من إعداد هذا الموضوع للمناقشة أمام النواب في شهر يناير (كانون الثاني) القادم في ستراسبورغ. نحن في هذا الشأن سنحتاج إلى إصدار قرار، وآمل أن نمارس ضغوطا أكثر من خلال هذا الموضوع على النواب والقادة البرلمانيين الجدد".

تأتي تصريحات هذه النائبة في البرلمان الأوروبي بعد تصريحات شیرین عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي انتقدت ردة فعل الدول الأوروبية على الاحتجاجات الأخيرة في إيران، حيث دعت عبادي الدول المشاركة في المؤتمر المذكور إلى سحب السفراء من طهران، "تنديدا بقمع احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي".

كما كان مسؤول السياسة الخارجية الجديد في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، قد أصدر یوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، بيانًا حول احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي التي اندلعت في عموم إيران، وطالب فيها طهران بالتحقيق مع مرتكبي العنف ضد الشعب ومساءلتهم، واصفًا تعامل القوات الأمنية الإيرانية مع المحتجين بأنه "غير مناسب".

وفي السياق، أشارت ريس في مقابلتها مع مراسل قناة "إيران إنترناشيونال"، إلى تغيير مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مؤكدة: "آمل أن نحقق تغييرا في نهج ومفهوم سياستنا وأن يتم تحقيق تغيير أيضا في طريقة سلوك الاتحاد الأوروبي تجاه إيران".

وفيما يتعلق بالعقوبات ضد إيران، أكدت هذه المسؤولة الأوروبية على ضرورة إجراء مباحثات مع طهران من أجل الضغط على سلطاتها لتغيير سلوكهم، ودعت إلى فرض "عقوبات جديدة وحقيقية" على إيران.

وأضافت: "ليس من المقرر أن نفرض عقوبات فقط. العقوبات يجب أن تكون حقيقية. الموجود في الوقت الراهن هي فقط عقوبات أوروبية رمزية".

ولفتت إلى تقارير منظمات حقوق الإنسان حول الاحتجاجات الأخيرة في إيران، وأوضحت: "بعض هذه المنظمات تتحدث عن مقتل أكثر من 200 إيراني، خلال أسبوعين فقط، ولكن النظام الإيراني يقول إن 15 شخصا فقط هم من تم قتلهم. ولكنهم يقولون إنهم سيستمرون في إجراء تحقيقاتهم وسيتم تعديل هذا الرقم".

وبينما يرفض النظام الإيراني تقديم إحصاءات دقيقة عن قتلى الاحتجاجات الأخيرة، طالبت هذه البرلمانية الأوروبية بإجراء تحقيق دولي في هذا الخصوص، وكذلك إجراء تحقيقات من قبل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.