قالت المفوضة العليا لشؤون السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إنها تعتقد أن الآلية المالية للتجارة مع إيران، والتي تسمى "إینستکس" جاهزة للتشغيل.

وكان المسؤولون الإيرانيون في الأسابيع الأخيرة، قد کثفوا الانتقادات لما يسمونه "القصور" الأوروبي حول هذه الآلية.

وقد أكدت فيديريكا موغيريني، الثلاثاء 25 يونيو (حزيران)، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الباكستاني، أن الدول المتبقية في الاتفاق النووي، أي إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، سيجتمعون بعد غد الجمعة.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قال يوم 20 يونيو (حزيران) إن مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد، وأعضاء الاتفاق النووي سوف "يناقشون كيفية التعامل مع التحديات الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي واستئناف العقوبات ضد إيران".

وفي السياق، تقول موغيريني إن الوضع الحالي "ربما هو الأصعب"، قائلةً "ينصب تركيزنا على إبقاء الاتفاق النووي حيًا والحفاظ على تنفيذه بالكامل".

وأضافت موغيريني أنه في الأيام المقبلة، سيتم نشر المزيد من الأخبار قائلة: "كما تعلمون، لقد فعلنا الكثير مع الأعضاء لتنفيذ الآلية التي تسمح بإجراء تعاملات تجارية مشروعة مع إيران".

ومن ناحية ثانية، قالت المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "في رأيي، هذه الآلية جاهزة للعمل الآن، وآمل أن يساعد ذلك في التزام إيران بتعهداتها، كما كانت من قبل، ونحن جميعًا نريد أن نرى هذا الموضوع".

يشار إلى أنه مع عودة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، بعد انسحاب حكومة ترامب من الاتفاق النووي، أصبحت دائرة العقوبات ضد طهران تزداد ضيقًا.

وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة، أول من أمس الاثنين، وهذه المرة طالت العقوبات المرشد الأعلى والأشخاص الذين يُعينهم، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

كما قال ترامب إنه يريد التفاوض دون شروط مسبقة مع إيران للتوصل إلى اتفاق جديد. وأشار إلى أن الاتفاق الذي تم إبرامه في فترة حكم باراك أوباما كان واحدًا من أسوأ الاتفاقيات، وأكد مرارًا وتكرارًا أن "عهد أوباما وجون كيري (وزير الخارجية الأميركي السابق) قد انتهى".

وفي غضون ذلك، اشتدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة، وظهرت تكهنات حول وقوع مواجهة عسكرية بين الجانبين، رغم أن كلا الجانبين قالا إنهما لا يريدان شن حرب.

وقد قلصت طهران جزئيًا من تعهداتها في الاتفاق النووي وحذرت من أن عملية خفض التعهدات ستستمر. كما رفض مرشد الجمهورية الإسلامية المفاوضات مع حكومة ترامب.

ومن ناحيتها حذرت الأطراف الأوروبية إيران من الانسحاب من الاتفاق النووي، كما انتقدوا انسحاب أميركا من الاتفاق النووي.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس الثلاثاء، ستقوم إيران "بارتكاب خطأ جسيم" إذا ما انتهکت تعهداتها المتعلقة بالتزاماتها النووية، فمثل هذه الخطوة رد خاطئ على الضغط الأميركي ضد طهران.

وقد أثار مسؤولو الجمهورية الإسلامية الكثير من الانتقادات حول الفشل في تنفيذ الآلية المالية للتجارة مع إيران. من ناحية أخرى، أثار المحللون أيضًا شکوکًا مختلفة حول الاستخدام الواسع لهذه الآلية في ظل العقوبات الأميركية الواسعة.

وتزامنا مع تصريحات موغيريني، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأميرکي، مارك إسبر، الذي سافر إلى بلجيكا للاجتماع بوزراء دفاع أعضاء الناتو، قال إنه ينوي التحدث مع نظرائه حول السلوك الإيراني وضرورة تشكيل تحالف ضدها.