"موت المصالحة".. ودفاع الرئيس عن المرشد.. وخطورة موقف اللاحرب واللاتفاوض.. أبرز عناوين اليوم
تجرأت الصحف الإيرانية اليوم على التطرق للعقوبات الأميركية بحرية أكبر، بعد أن تحدث الرئيس حسن روحاني، يوم أمس، دفاعًا عن خامنئي الذي طالته العقوبات الأميركية، قائلا إن المرشد لا يملك سوى منزل وحسينية.
النتيجة التي خرجت بها أغلبية الصحف اليوم في تحليلاتها عن العقوبات الأميركية الرمزية ضد السلطات الإيرانية هي أن هناك "رائحة حرب"، بات يمكن شمها في المنطقة، حيث كان عنوان صحيفة "جهان صنعت" هو "موت المصالحة"، وصحيفة "ابتكار" هو "عقوبة الدبلوماسية"، أما صحيفة "شرق" فكان عنوانها "نهاية الدبلوماسية".
وفي الوقت الذي دافع فيه حسن روحاني، أمس، عن المرشد خامنئي، دافع أيضًا عن الاتفاق النووي.. كما ذمّ روحاني معارضي الاتفاق النووي بطريقة سوقية، مشبّها إياهم بـ"أم العريس"، التي قلبت مراسم العرس (يوم إبرام الاتفاق النووي) إلى كآبة بسبب تذمرها.
وبطبيعة الحال، لم تنشر الصحف الأصولية هذا الجزء من كلام الرئيس روحاني، وأبرزت تصريحه الذي يقول فيه إنه يقبّل يد الحرس الثوري لإسقاطه الطائرة الأميركية المسيرة. فكانت العناوين الرئيسية لصحيفتي "كيهان"، و"جوان" عن تقبيل روحاني يد العسكريين.
من ناحية ثانية، يزداد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، يومًا بعد يوم، فيما يفضل أصحاب المقالات الصحافية التأكيد على المواقف الرسمية للنظام وتوضيحها.
مثلا الكاتب جعفر كلابي، قال في صحيفة "آرمان" إن العقوبات الأميركية الجديدة تشير إلى غضب السلطات الأميركية، مذكرًا بتصريح المسؤولين الإيرانيين من أن قبول التفاوض بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، لا يعني إلا الاستسلام.
أما المحلل السياسي جلال خوشجهرة، فقد كرر في مقال نشرته صحيفة "ابتكار"، تصريحات المرشد من أن ترامب يمد يده للتفاوض وبيده الأخرى العصا وفي هذه الحالة يصبح التفاوض شبيها بالنكتة.
مع هذه التحليلات يبدو أن الجمهورية الإسلامية باتت لا تعول إلا على الانتخابات الأميركية القادمة، حيث تتأمل هزيمة دونالد ترامب، خلاف كثير من التوقعات التي تؤكد على حظوظ ترامب الكبيرة في البقاء بالبيت الأبيض.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي علي بيغدلي، في حوار مع صحيفة "همدلي"، إن فرصة فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية كبيرة جدًا، حيث تمكن من تحسين الاقتصاد الأميركي وإرضاء غير المهتمين بالسياسة، وهم شريحة كبيرة من المجتمع الأميركي.
"آرمان": ترامب يسعى لتحميل إيران مسؤولية فشل محاولات التفاوض
قال المحلل السياسي صادق زيبا كلام، في حوار مع "آرمان" إن الولايات المتحدة تريد بناء إجماع دولي ضد إيران، ولذلك فإنها تسعى إلى إظهار إيران بأنها تريد الحرب، وتريد أن تقنع العالم بأن إيران أسقطت الطائرة المسيّرة خارج مجالها الجوي، وقبلها هاجمت السفن النفطية.
وقد حذر زيبا كلام مسؤولي الجمهورية الإسلامية من خطة ترامب ضد إيران، وقال إن الإجماع الدولي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة هو مقدمة لإدانة إيران في مجلس الأمن الدولي، كما حصل في فترة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
وأكد الأكاديمي الإيراني، في حواره، أيضًا، أن الوقت يمر لصالح الولايات المتحدة، حيث إن الأوضاع الاقتصادية الإيرانية قد تشهد نموًا سلبيًا يصل إلى 6 في المائة، وتضخمًا يصل إلى 50 في المائة، لذلك لا يمكن الاستمرار بسياسة اللاحرب واللاتفاوض مع الولايات المتحدة.
وتوقع زيبا كلام أن يفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة وفي حال حدوث ذلك، حسب رأي الكاتب، فإن احتمال وقوع حرب سيكون كبيرًا جدًا.
"همدلي": العقوبات من مبادئ السياسة الأميركية
يرى الأكاديمي هرميداس باوند أن الولايات المتحدة تدرك أنه لا يمكن خوض حرب عسكرية ضد إيران، لذلك تريد الوصول إلى أهدافها من خلال تكثيف الضغوط الاقتصادية عبر فرض مزيد من العقوبات.
ويقول باوند في مقال نشرته "همدلي" إن الأميركيين نجحوا في أهدافهم بالعقوبات، حيث لا حيلة لإيران حاليًا سوى الالتفاف بصعوبة على العقوبات، وبيع موادها النفطية وغير النفطية بأثمان رخيصة.
وأضاف كاتب "همدلي" أن الحل الوحيد أمام إيران الآن هو التعامل الاقتصادي مع الدول التي لا تخشى من عدم الالتزام بالمطالبات الأميركية، حتى يتم العثور على رؤية تنهي نزاع أربعة عقود بين إيران والولايات المتحدة.
"اعتماد": الدبلوماسية لم تنته بعد
يرى النائب البرلماني، حشمت الله فلاحت بيشه، خلافًا لكثير من المحللين الإيرانيين، إن فرص الدبلوماسية لم تنته بعد، رغم فرض عقوبات على سلطات الجمهورية الإسلامية، وقيادات الحرس الثوري.
ومع ذلك يقول البرلماني الإيراني إن العقوبات الرمزية التي فرضها ترامب ضد إيران، أغلقت باب التفاوض بين طهران وواشنطن رسميًا، لكن لا تزال هناك أبواب دبلوماسية مفتوحة لخفض التوتر بين البلدين.
يذكر فلاحت بيشه أن تأكيدات مسؤولين في الدول العربية بعدم رغبتهم في الحرب مع إيران وتصريح ترامب الذي وضع مسؤولية أمن مضيق هرمز على مشتري النفط العالميين مثل الصين، يشير إلى أن ترامب يريد من هذه الدول أن تنشط في الأزمة وتقوم بدور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة.
عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية ذكر أيضًا أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تأمل في التفاوض إلا بعد إلغائها العقوبات ضد إيران.
"آفتاب": العقوبات ليست السبب الوحيد لأزمات الاقتصاد الإيراني
بناء على التوقعات العالمية والمحلية، فإن نمو اقتصاد إيران، خلال العام الجاري، سيكون سلبيًا بمقدار 5 في المائة.
صحيفة "آفتاب" كتبت تقريرًا، تطرقت فيه إلى الركود غير المسبوق في اقتصاد البلاد.
وجاء في التقرير أن العقوبات الأميركية ليست هي العامل الوحيد وراء الركود والنمو السلبي في الاقتصاد الإيراني، بل إن المديرين غير الأكفاء وفاقدي الخبرة الذين يعملون في الصناعات والقطاعات الاقتصادية للبلاد هم أيضًا لعبوا دورًا رئيسيًا في النمو الاقتصادي السلبي في البلاد.