"بعد الاختبار، أخبروني أنني مصابة بالفيروس، وقالوا لي لكن حالتك ليست سيئة، لقد كتبنا لك بعض الأدوية وعليك أن تحصلي عليها من صيدلية شهيد كاظمي".

هذه تصريحات لسيدة إيرانية تعاني من فيروس كورونا، مؤكدة أنها امرأة وحيدة، وليس لديها أحد.. "وبما أنني مصابة بكورونا، فإذا تنقلت في المدينة، قد أنقله إلى الآخرين".

وعن رحلتها مع العلاج، قالت السيدة الإيرانية: "إن المستشفى قد خصص الأدوية الموصوفة للمرضى المحجوزين فيه فقط، أما الذين لا يحتاجون إلى المستشفى، فعليهم أن يذهبوا إلى صيدلية شهيد كاظمي"، مضيفة: "هذه الصيدلية مزدحمة للغاية. بشكل عام، يأتي إليها بعض مرضى السرطان، وغيره، عادةً.. دخلت إليها الساعة الخامسة صباحًا وكنت رقم 90 في الطابور".

وتشير السيدة الإيرانية في روايتها إلى أنه على عكس تصريحات وزير الصحة حول الكشف المجاني على المرضى وعلاجهم، فقد دفعت هذه المرأة البالغة من العمر 45 عامًا ما يقرب من مليون تومان.

كما يختلف المسؤولون في وزارة الصحة حول ما إذا كان علاج المرضى الذين يعانون من كورونا مجانيًا أم لا؛ فقد أكد وزير الصحة، سعيد نمكي، مرارًا، أن تكلفة علاج مرضى كورونا مجانية. لكن قاسم جان بابائي، مساعد وزير الصحة، قال إن مرضى كورونا يدفعون 10 في المائة من التكلفة.

وقال شخص آخر يسكن في طهران: "كنت قلقًا من السعال الجاف والصداع. اتصلت بالهاتف الذي أعلنوا عنه.. قال عامل الهاتف إنه سيكون من الأفضل إجراء اختبار وأغلق الهاتف.

وقال مستشفى مسيح دانشوري إن الاختبار يكون للأشخاص الذين يأتون إلى المستشفى وهم في حالة حرجة، فاتصلت بمستشفى خاص وأرسلوا شخصًا لأخذ عينة ودفعت 650 ألف تومان.. لم أكن  مصابًا بالعدوى، لكنني مررت بحالة من التوتر لأربع وعشرين ساعة".

كما قالت امرأة تبلغ من العمر 38 عامًا، وكانت قد عزلت نفسها لمدة أسبوعين بسبب أعراض مريبة: "كل شيء يظهر جميلاً في المقابلات التلفزيونية، لكنهم يخفون الحقيقة.. أعاني من الربو وبسبب الأعراض المشبوهة، اتصلت بالرقم المعلن، جلست على الهاتف لمدة ساعة ونصف الساعة، ولكن تم قطعه. ذهبت إلى مستشفى مسيح دانشوري. قالوا إنه من غير الممكن الحجز في المستشفى. ابقي في المنزل أسبوعين وعودي إذا ساءت حالتك الصحية.. حالتي لم تتحسن وليس لدي قدرة مالية لدخول مستشفى خاص".

ومن جهة ثانية، تقول ممرضة في مستشفى عام في طهران: "ما علاقة الوضع الذي نمر به ببقية العالم؟ هل حالة مرضانا وطاقمنا الطبي أفضل؟ لا تزال لدينا مشكلة الكمامات والقفازات، وغالبًا ما يشعر المرضى بالخوف ويعتقدون أنهم سيموتون. نحن نبذل قصارى جهدنا لرفع معنوياتهم. ولكن نحن أيضًا لا نملك كثيرًا من القوة. كان لدينا مرضى غادروا المستشفى بسبب صعوبات مالية، لكنهم لم يكونوا في حالة حرجة. لقد غادرونا رسميًا".

ويبدو أن إخفاء البيانات وعدم تقديم تسهيلات كافية وضرورية لرعاية المرضى والكوادر الطبية، زادا من الضغوط التي يتعرض لها المواطنون، ففي الوقت الذي يقول فيه مواطنون في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، إن الأدوية والعلاج والاختبارات مجانية، يقول كثير من المواطنين في إيران إنهم دفعوا ثمن العلاج والاختبار، كما أن بعض هؤلاء الأشخاص عادوا إلى منازلهم بسبب عدم قدرتهم على الدفع.