مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض: إذا فاز ترامب فسيكون من الصعب للغاية على إيران رفض التفاوض
شرح روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الجمعة 16 أكتوبر (تشرين الأول)، آفاق سياسة إدارة دونالد ترامب الثانية تجاه إيران.
وردًا على سؤال من ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي لإدارة جورج دبليو بوش، حول احتمال التفاوض مع إيران إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أكد أوبراين أنه "سيكون من الصعب للغاية على إيران رفض التفاوض. إنهم ينتظرون الآن، والدول الصديقة لإيران تخبرنا أن الإيرانيين ينتظرون نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية".
جاء ذلك في إطار كلمة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض في مؤتمر عبر الفيديو مع معهد "إسبن" للدراسات السياسية، حول سياسات إدارة دونالد ترامب، تجاه إيران إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.
وصرح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بأن "الإيرانيين يفضلون حكومة أخرى (جو بايدن) لتولي السلطة. يريدون العودة إلى أيام الاتفاق النووي. إذا أعيد انتخاب دونالد ترامب، فلن نعود إلى تلك الأيام. يبقى أن نرى ما سيحدث في يوم الانتخابات".
وكانت إيران قد توصلت مع 6 قوى عالمية (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، إلى جانب ألمانيا)، إلى اتفاق في فيينا عام 2015 لحل الغموض في برنامج إيران النووي، والذي تقيد إيران بموجبه بعض أنشطتها النووية. وفي المقابل تُعلّق بعض العقوبات النووية على طهران.
وانتقد دونالد ترامب هذا الاتفاق النووي السداسي مع إيران، ووصفه بأنه "أسوأ" اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة. كما انسحبت الولايات المتحدة في عهده من الاتفاق في مايو (أيار) 2018 وأعادت فرض عقوباتها.
إطار المفاوضات مع إيران في إدارة ترامب المقبلة
وأضاف روبرت أوبراين أنه إذا أعيد انتخاب إدارة ترامب، فإن الضغط الأقصى للعقوبات الاقتصادية لن يجعل إيران تستمر، لكن في حالة العقوبات، لا يمكن التنبؤ لماذا يمكن للدول مقاومة الضغط، خاصة إذا كانوا يريدون إطلاق النار على المتظاهرين في الشوارع واستخدام كل قوات الأمن الداخلي لديهم. لقد أظهرت إيران أنها تستطيع القيام بذلك.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض: "نعتقد أنه إذا فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن الضغوط الاقتصادية ستكون كبيرة لدرجة أن إيران لن تكون قادرة على المقاومة لأكثر من شهر أو شهرين، ولن تكون قادرة على تحمل هذا الضغط لمدة 4 سنوات أخرى".
وأضاف روبرت أوبراين: "نعتقد أنهم سيأتون إلى طاولة المفاوضات. على طاولة المفاوضات نريد أن نرى شيئين. الأول هو تعطيل برنامجهم النووي تمامًا. وهذا لم يتحقق في إطار الاتفاق النووي، وعجلات الطرد المركزي ما زالت تدور، وحتى بعد أن تركنا الاتفاق النووي ما زالوا يعملون بجد أكبر. علينا التخلص من هذا البرنامج.
وأضاف مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أن إيران يمكن أن تدخل في برنامج نووي مدني كامل، إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات، لكن برنامجًا نوويًا مع منشآت تحت الأرض يمكن لإيران استئنافه بسرعة إذا كانت غير راضية عن الغرب، فهذا ليس خيارًا على الإطلاق.
وشدد أوبراين على أن برنامج الصواريخ الذي يمكن أن يهدد أوروبا والولايات المتحدة غير قابل للتفاوض، ويجب التخلي عنه. كما أن استمرار الأنشطة الإرهابية أمر غير قابل للتفاوض.
وأشاد المستشار الأمني للبيت الأبيض بالشعب الإيراني، معربًا عن أمله في أن تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات وتتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، مضيفًا: "كما قال الرئيس دونالد ترامب، يمكن التوصل إلى اتفاق مع إيران، ويمكن أن يكون لهذا البلد رؤية مليئة بالازدهار والسعادة. آمل أن تتصرف إيران بحكمة، وأن تأتي إلى طاولة المفاوضات".
هذا وکان المسؤولون في إدارة ترامب قد أعلنوا، في الأسابيع الأخيرة، أنه سيتم توسيع مشروع الضغط الأقصى لإجبار النظام الإيراني على التفاوض.
یشار إلى أن الضغوط القصوى أدت، على مدى العامين الماضيين، إلى أزمة اقتصادية واسعة النطاق وارتفاع حاد في قيمة الدولار، وانخفاض حاد في الاستثمار الأجنبي في إيران.
وكان المرشد الإيراني قد قال يوم 12 أكتوبر (تشرين الأول): "سنحول الضغوط القصوى للولايات المتحدة إلى أقصى درجات الخزي والندم لهم"، داعيًا إلى الاهتمام بالداخل، قائلاً: "لا ينبغي أن نبحث عن العلاج في الخارج، لأننا لا نرى أي خير وفائدة من الخارج".
ويقول المنتقدون الأصوليون لإدارة روحاني إنه "يتطلع إلى الخارج" وينتظر أحداثًا مثل نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحل المشاكل الاقتصادية.