استمر الانخفاض الحاد في مؤشر بورصة طهران، وتراجع مؤشر هذه البورصة بنحو 37 ألفًا، اليوم الاثنين 18 يناير (كانون الثاني) وحده. وفي الوقت نفسه، تجمع عدد من المساهمين المتضررين في هذه السوق أمام المبنى، مرددين هتافات مثل: "يسرقون أموالنا ويتبخترون بها"، و"الموت لروحاني"، و"الموت للمفسد الاقتصادي".

وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تجمع العشرات من المساهمين المحتجين أمام مبنى البورصة، اليوم الاثنين، مرددين هتافات مثل: "الكازينو الإسلامي هنا" بالإضافة إلى الشعارات المناهضة للحكومة، كما قامو بإنزال علم البورصة أمام المبنى.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، بأن مؤشر بورصة طهران تراجع بأكثر من 36 ألف وحدة، مستمرًا في التراجع في حدود 1.1 مليون وحدة.

ووفقًا لموقع "همشهري أونلاين"، فإن "صناعات الخليج الفارسي البتروكيماوية"، و"فولاذ مباركه أصفهان للصلب"، و"الصناعات النحاسية الإيرانية الوطنية"، و"استثمارات الضمان الاجتماعي"، و"كل كهر للصناعة والتعدين"، و"النفط والغاز والبتروكيماويات"، و"تعدين وصناعة تشادرملو"، كان لها التأثير الأكثر سلبية على سوق الأسهم مقارنة بالمؤشرات الأخرى.

يأتي هبوط مؤشر بورصة طهران بعد اجتماع لكبار المسؤولين الحكوميين مع المساهمين الاعتباريين، في وقت سابق، كما زار أعضاء البرلمان مؤسسة البورصة.

لكن موقع "همشهري أونلاين" كتب بسخرية عن عدم مبالاة مسؤولي النظام الإيراني بأوضاع البورصة، قائلاً: "على الرغم من أن المساهمين المحتجين كانوا قد قذفوا مبنى البورصة بالبيض الذي بلغ سعره 2000 تومان للبيضة الواحدة، لكن نتيجة عملهم هذا كانت ارتفاع سعر البيض إلى 22000 تومان وانخفاض المؤشر الإجمالي عن مليون وحدة".

وأضاف هذا الموقع: "لكن ضياع رأسمال المواطنين العاديين في البورصة، والنظرة القاتمة للمستقبل، ضيقت الخناق على المواطنين لدرجة أنهم لم يجدوا لديهم خيارًا سوى الوقوف أمام مبنى البورصة".

وفي الوقت ذاته، قالت سارا فلاحي، ممثلة إيلام في البرلمان الإيراني، في توبيخ شفهي في البرلمان: "مطلبنا إلى القضاء هو تخليص الاقتصاد وسوق الأوراق المالية من المقامرين السياسيين والاقتصاديين".

كما وجه محمد مهدي فروردين، عضو اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني، توبيخا شفويا لوزير الاقتصاد، اليوم الاثنين، قائلا: "لماذا لا تهتم بوضع البورصة؟ عليك اتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب وقت ممكن".

وقال سعيد إسلامي، عضو مجلس البورصة لوكالة "إيلنا"، اليوم الاثنين، إن "اجتماع المجلس سيعقد غدا ولم نتخذ قرارًا بتشكيل سوق متميزة للأوراق المالية بنطاق تذبذب 10 في المائة".

وبخصوص أسباب تراجع مؤشر بورصة طهران، قال: "في الأيام القليلة الماضية، شهدنا تدفق السيولة الخارجة من هذه السوق بسبب التراجعات المتتالية في المؤشر، جزء منها كان رد فعل لانخفاض محتمل في أسعار العملات".

وفي الأشهر الأخيرة، تجمع المساهمون المتضررون في بورصة طهران مرارًا وتكرارًا أمام مبنى البورصة للاحتجاج على عدم الاستقرار في هذه السوق.

وكان نائب رئيس البرلمان الإيراني قد وصف البورصة في وقت سابق بأنها قضية "أمنية"، وحذر من تأثير الشركات التابعة للحكومة والمؤسسات الأخرى من التأثير على البورصة.

وقبل ذلك، أشار عدد من الخبراء الاقتصاديين إلى فقاعة بعض الأسهم أو حتى فقاعة البورصة، متوقعين عواقب انفجار هذه الفقاعة.