يقوم الرئيس الإسرائيلي ورئيس أركان جيشه بزيارة مشتركة، غير مسبوقة، إلى 3 دول أوروبية لمناقشة "التهديد الإيراني"، قبل محادثات أميركية محتملة للعودة إلى الاتفاق النووي.

ووفقًا لتقرير صحيفة "تايمز" الإسرائيلية، سيسافر الرئيس رؤوفين ريفلين ورئيس الأركان أفيو كوخافي الأسبوع المقبل إلى كل من ألمانيا وفرنسا والنمسا، لتوضيح "مخاوف إسرائيل بشأن تسريع برنامج إيران النووي" لمضيفيهم.

وبحسب التقرير، فإن الجنرال كوخافي سيبلغ قادة الدول المضيفة بالقضايا الأمنية المتعلقة بإيران.

وكتبت صحيفة "تايمز" الإسرائيلية أن "زيادة قدرة حزب الله في لبنان" والقرار الأخير لمحكمة لاهاي الجنائية بفتح تحقيق في "جرائم الحرب" في الأراضي الفلسطينية هي قضايا أخرى سيناقشها الرئيس الإسرائيلي ورئيس الأركان مع مسؤولين في الدول الأوروبية الثلاث.

وعادة ما يتم إجراء مثل هذه الرحلات من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع القادة الأوروبيين باتخاذ مواقف متشددة تجاه إيران.

لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن هذه البلاد واثقة إلى حد كبير من أن الأوروبيين ما زالوا مهتمين بالحفاظ على الاتفاق النووي، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها النمسا، تعمل على إبقاء الاتفاق حيًا.

وتأتي زيارة اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى فيينا في الوقت الذي سمع فيه المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، خلال زيارة لإسرائيل، الأسبوع الماضي، موقف إسرائيل المعروف ضد إيران من رئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي.

ومن المقرر أن تتم الزيارة المشتركة لرئيس الجمهورية ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى النمسا وألمانيا وفرنسا، عشية الزيارة الثانية لرئيس الوكالة رفائيل غروسي إلى طهران.

يذكر أنه على الرغم من قرار البرلمان الإيراني في 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتعليق التعاون في البروتوكول الإضافي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بسبب عدم رفع العقوبات الأميركية المشددة عن إيران، توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحكومة طهران إلى ترتيبات لمواصلة التعاون للأشهر الثلاثة القادمة.

وفي الوقت الذي دعت فيه إسرائيل إلى اتخاذ قرار أكثر صرامة ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، وأصرت على إحضار طهران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن إصدار قرار ضد إيران، في أعقاب المحادثات الهاتفية الأخيرة بين عدد من القادة الأوروبيين والرئيس الإيراني حسن روحاني.

يشار إلى أن الجنرال كوخافي، الذي من المقرر أن يرافق رئيسه في رحلة إلى 3 دول أوروبية، كان قد حذر، الشهر الماضي، الرئيس الأميركي، ضمنيًا، من أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ستؤدي إلى هجوم إسرائيلي على إيران.

ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن السبب الرئيسي الآخر لمرافقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للرئيس، في رحلته الأوروبية، هو قلق إسرائيل بشأن تداعيات تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في عدد كبير من العسكريين الإسرائيليين وكبار المسؤولين بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في الاراضي الفلسطينية.

هذا وقد أدانت إسرائيل والولايات المتحدة بشدة قرار محكمة لاهاي، لكن فاتو بن سوده، المدعية العامة للمحكمة، قد بدأت في التحقيق منذ الأسبوع الماضي.

من ناحية أخرى، لم تتخذ الدول الأوروبية موقفا واضحا من قرار محكمة لاهاي بشأن إسرائيل والفلسطينيين.