حذر رئيس مستشفى "سينا" في طهران، محمد طالب بور، من تداعيات فيروس كورونا والآثار المترتبة على الجائحة، قائلا: "في حال استمر الوضع الراهن، فإن عدد الوفيات بكورونا ستصل إلى 300 ألف شخص خلال العام ونصف العام المقبلين".

وأضاف طالب بور: "أصيب قرابة 400 شخص من أفراد الطاقم الطبي العاملين في مستشفى سينا البالغ عددهم بشكل عام 1200 شخص".

وفي سياق متصل، قال مدير مستشفى "مدرس" في العاصمة طهران، حسين بدخشان، اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر (تشرين الأول)، إن "أحد المخاوف تتمثل في زيادة أعداد الإصابة بين الطواقم الطبية، حيث إن نحو 30 شخصًا من الزملاء حاليا في إجازة علاجية بسبب الإصابة بالفيروس".

وأضاف بدخشان: "حتى الآن أصيب 220 شخصا من الطاقم الطبي والخدمي في المستشفى بفيروس كورونا"، مشيرًا إلى "الآثار النفسية" التي تخلف حالات الوفاة بين أفراد الطاقم الطبي في المستشفى.

وفي هذا السياق، قال حميد رضا شريف، المتخصص في حالات الإغماء، لوكالة "مهر" للأنباء، إنه وبسبب الآثار النفسية الناجمة عن وفاة المرضى، فإن الأطباء والموظفين العاملين في المستشفيات يحتاجون إلى دورات من "المراقبة الذاتية".

وأعلن محمد رضا ظفرقندي، رئيس منظمة النظام الطبي الإيراني، عن تشكيل لجنة وطنية لتقييم ودراسة أسباب الارتفاع في حالات الإصابة والوفيات بين الطواقم الطبية في المستشفيات، معربًا عن قلقه من هذا الارتفاع الكبير في عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا.

وعن أسباب هذا الارتفاع في عدد الوفيات بالفيروس، قال مسعود مرداني، عضو المقر الوطني لمكافحة كورونا، إن السبب الرئيسي في ذلك هو شح "أدوات الوقاية".

التحذير من أوضاع المستشفيات وزيادة عدد المصابين

وفي الأيام الأخيرة، زادت تحذيرات مسؤولي الصحة في طهران وبعض المدن، من الوضع المزري للمستشفيات والمراكز الطبية.

وأشار مسعود مرداني، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، اليوم الثلاثاء، إلی أنه "لا يوجد سرير إطلاقا لاستقبال مرضى كورونا في المستشفيات"، قائلا: "لم يكن لدينا يوم كانت فيه جميع المستشفيات مكتظة خلال هذا الوباء مثلما هو الآن"، منتقدًا بعض المستشفيات الخاصة لعدم استقبال مرضى كورونا، مضیفًا: "بالنسبة للمريض الذي يريد أن يدخل المستشفى، اتصلت بـ7 إلى 8 مستشفيات، وعلى الرغم من أنهم يرحبون بنا كثيرًا، إلا أنهم يقولون إنه لا توجد أسرة شاغرة".

وأشار عضو هيئة مكافحة كورونا إلى "نقص الأدوية" كمشكلة أخرى.

 من جانبه، قال حسين بدخشان، مدير مستشفى مدرس: "تم شغل جميع الأسرة المخصصة لمرضى كورونا، سواء في الأجنحة العامة أو الخاصة".

ولفت أيضًا إلى عدم وجود أسرة الآن بعد شغل الأسرة المضافة أيضًا، قائلاً: "هناك ما بين 25 إلى 35 مريضًا في غرفة الطوارئ ينتظرون، دائمًا، وضعهم مكان المرضى الذين يخرجون من المستشفى.

وبحسب ما قاله بدخشان، فقد كانت الأسرة في المستشفيات مشغولة "باستمرار" خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال محمد طالب بور، مدير مستشفى سينا: "إذا استمر الوضع على هذا النحو لمدة عام ونصف عام، فسيكون لدينا 600 إلى 700 حالة وفاة يوميًا، وسيصل إجمالي الوفيات إلى نحو 300 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا".

وصرح طالب بور لوكالة أنباء "إيلنا" بأن "عدد الضحايا سيرتفع إذا لم يبذل الناس جهدًا كبيرًا ولم يتم تعزيز النظم الصحية".