ماكرون: لا نعلم أي أجنحة النظام الإيراني وراء محاولة "تفجير باريس"
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه من غير المعروف ما إذا كان كبار المسؤولين الإيرانيين قد أصدروا أمرًا بالهجوم الفاشل على منظمة مجاهدي خلق، بالقرب من باريس.
وأشار ماكرون، في لقاء مع تلفزيون "فرنسا 24"، إلى الخلاف والانقسامات بين الأجنحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدًا صعوبة معرفة الجهة الإيرانية التي قامت بتدبير الهجوم الفاشل في يونيو (حزيران) الماضي.
وكانت الأجهزة الأمنية الفرنسية قد أعلنت في الأول من يوليو (تموز) الماضي، عن اعتقال زوجين إيرانيين بلجيكيين ودبلوماسي إيراني، بتهمة محاولتهم القیام بتفجير مقر اجتماع سنوي، لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة، في ضواحي باريس، تزامنًا مع زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلی أوروبا.
وكان بحوزة الزوجين اللذين ألقي القبض عليهما في بلجيكا، وهما أمير سعدوني ونسيم مؤمني، 500 غرام من مادة شديدة الانفجار مع صاعق، تحملهما الزوجة.
كما ألقي القبض أيضًا على رجل يبلغ من العمر 54 عامًا واسمه مرهاد آلف، في فندق بباريس كان على تواصل مع الزوج المعتقل، وفقًا لما صرحت به الشرطة البلجيكية.
وفي السياق، اعتقل في ألمانيا أيضًا، دبلوماسي إيراني مرتبط بالسفارة الإيرانية في النمسا، هو أسد الله أسدي، تعتقد الشرطة الألمانية أنه قام بتسليم المتفجرات إلى الزوجين في لوكسمبورغ، في شهر يونيو (حزيران) الماضي، لاستخدامها في الهجوم على اجتماع مجاهدي خلق.
وفي 10 أكتوبر اتهمت السلطات البلجيكية، بصورة رسمية، هؤلاء الأفراد بالتخطيط لعملية تفجير مقر اجتماع مجاهدي خلق.
من جانبها نفت السلطات الإيرانية الاتهامات، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن "سيناريو تورط الدبلوماسي الإيراني في إحدى الدول الأوروبية غير صحيح ودون أساس، وتم إعداده وتنفيذه لتقويض العلاقة بين إيران وأوروبا في هذه المرحلة الزمنية الحساسة".
وفي غضون ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفراء فرنسا والنمسا والقائم بالأعمال في السفارة الألمانية، وعبرت لهم عن احتجاج طهران القوي تجاه ذلك.
إلى ذلك، كانت الحكومة الفرنسية قد اتهمت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء الهجوم، وقامت بفرض عقوبات على الوزارة وعدد من المواطنين الإيرانيين، حيث أعلنت الأجهزة الفرنسية يوم الثلاثاء 2 أكتوبر (تشرين الأول)، عن تجميد أصول رجلين إيرانيين وإدارة الأمن في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية بسبب دورهم في محاولة تفجير مؤتمر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد اتهمت إيران في السابق باستخدام بعض سفاراتها لشن هجمات متطرفة في أوروبا. وحذرت واشنطن من أن هذه الإجراءات ستكلف إيران ثمنًا باهظًا.
لكن موقف فرنسا الأخير، الذي أعلنه ماكرون حول محاولة الهجوم ودور وزارة الاستخبارات الإيرانية فيه، يشير إلى أن النظام الإيراني به أجنحة مختلفة، حسب قول الرئيس الفرنسي، لذلك "لا نعلم أي هذه الأجنحة تقف وراء محاولة الهجوم ضد مؤتمر مجاهدي خلق يوم 30 يونيو (حزيران) الماضي؟ وهل صدر الأمر بالهجوم من كبار المسؤولين الإيرانيين أم من الاستخبارات الإيرانية؟".
ورغم أن الرئيس الفرنسي كان يحذر من مغبة الخروج من الاتفاق النووي ضد إيران، لكنه أشار في مقابلته مع "فرنسا 24" أمس الجمعة، إلى أنه ينبغي تبني سياسة أكثر صرامة تجاه طهران.