لماذا تخاف طهران من قاذفات B-52 الأميركية؟
كتب المحلل الإيراني في الشؤون العسكرية بابك تقوايي مقالاً في موقع صحيفة "إندبندنت" النسخة الفارسية، تطرق فيه إلى مهمة قاذفات B-52 الأميركية التي استأنفت تحليقها في سماء الشرق الأوسط يوم أمس، الأحد.
وقال "تقوايي" في مقاله، الذي عنونه: "لماذا تخاف طهران من قاذفات B-52 الأميركية؟"، إن الهدف من هذه المهمة هو إرسال رسالة واضحة من الحكومة الأميركية إلى الجمهورية الإسلامية، مفادها: الحفاظ على جاهزية القوات الجوية الأميركية لمواجهة أي تهديد يمثله الحرس الثوري الإيراني والقوات العميلة له، خاصة في العراق، ضد القوات الأميركية والقوات المتحالفة.
وستلعب قاذفات سلاح الجو الأميركي B-52 المسلحة بصواريخ كروز "إيه جي إم-158 "دورًا مهمًا في بدء أي هجوم جوي أميركي على إيران، حيث يمكن إطلاق صواريخ كروز التي يبلغ مداها 925 كم على مسافات بعيدة من الأجواء الإيرانية وخارج مدى صواريخ "أرض – جو" التابعة لقوات الدفاع الجوي للجيش الإيراني والقوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، وتدمير منشآت الرادار والدفاع الجوي للجيش والحرس الثوري الإيراني.
وفي حالة حدوث نزاع عسكري مع إيران والحاجة إلى القيام بأي عمليات من قبل مقاتلات F-15E التابعة للقوات الجوية الأميركية في المجال الجوي الإيراني، يمكن لصواريخ كروز التي تطلقها قاذفات B-52 استهداف شبكات الدفاع الجوي التابعة للجيش والحرس الثوري الإيراني وتأمينها بتدمير مواقع رادار الإنذار المبكر وكذلك أنظمة الدفاع الصاروخي "أرض – جو".
بعد ذلك، يمكن للمقاتلات المضادة للرادار مثل F-35B، المستقرة على سفينة "يو إس إس ماكين آيلاند"، إكمال عمليات ضرب الدفاع الجوي للجيش والحرس الثوري، دون القلق بشأن كشفها عن طريق الرادار.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة رد فعل قادة الحرس الثوري، وخاصة أمير علي حاجي زاده، وبعض المسؤولين الإيرانيين، على تحليق هذه القاذفات قرب الأجواء الإيرانية، حيث حاولوا إخفاء الخوف والهلع وإظهار السخرية والاستهانة بهذه التحليقات.
وفي عدد من المقابلات مع مراسلي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ادّعى أمير علي حاج زاده أن هذه القاذفات يمكن بسهولة استهدافها بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي التابعة للحرس الثوري الإيراني وأنها في الواقع "علامات رماية متنقلة". وتأتي هذه التصريحات بينما حافظ طاقم هذه القاذفات دائمًا على المسافة اللازمة من موقع أنظمة الدفاع الصاروخي في جنوب إيران، أثناء التحليق فوق المياه الخليجية.