أفاد عدد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، من شخصيات فنية ودينية، بين رجال ونساء، بأن شرطة الأمن الأخلاقي أرسلت لهم في الأيام الأخيرة رسائل نصية تستدعيهم وتحذرهم من "خلع الحجاب". كما أشار بعض النشطاء إلى أن هذا الإجراء يتزامن مع اتساع ردود الفعل الغاضبة على إعدام نويد أفكاري.

ونشر مرتضى روحاني، مدير دار ترجمان للنشر، الأحد 13 سبتمبر (أيلول)، صورة للرسالة النصية التي تلقاها على "تويتر"، وكتب مشيرًا إلى أنه رجل دين: "لم أكن أعلم أن خلع العمامة أيضًا يعد خلعًا للحجاب".

وفي نص هذه الرسائل، حذرت شرطة الأمن الأخلاقي من "جريمة خلع الحجاب في السيارة"، وطالبت البعض بمراجعة الشرطة خلال 10 أيام، مصطحبين معهم وثائق الهوية والملكية.

ونشر المغني في مجموعة "بالت"، أوميد نعمتي، صورة مماثلة على حسابه على "إنستغرام" وكتب أنه تلقى الرسالة أثناء وجوده في الحجر الصحي.

كما أشار الصحافي، أمير سيدين، في تغريدة له، إلى أن زوجته كانت من بين متلقي الرسائل النصية؛ في حين أن سيارتها كانت تركن في زاوية من موقف السيارات، وهي متسخة لدرجة أنه من المستحيل قيادتها، دون غسلها".

وبحسب التقارير، يبدو أن الرسالة النصية تم إرسالها بالجملة في يوم واحد، بدليل أن من بين المتلقين مواطنات محجبات ونشطاء اجتماعيون ورجال دين.

وفي وقت سابق، قال جليل محبي، سكرتير المقر العام للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو رجل دين، إنه تلقى مثل هذه الرسالة النصية.

وقد تمت بالفعل الإشارة إلى إرسال "الرسائل النصية الخاطئة" وتأكيدها من قبل وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، ومسؤولين في القضاء وتطبيق القانون.

يذكر أنه في سبتمبر (أيلول) 2019، قال غلام حسين إسماعيلي، المتحدث باسم القضاء، في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول نفس الموضوع: "قد يكون هناك خطأ في مكان ما، وهم [الشرطة] يقرون بذلك".

وأشار إسماعيلي إلى أنه تم إبلاغ الشرطة "بالاعتراف بأخطائهم عندما يحدث خطأ ما".

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أكد حسين رحيمي، قائد شرطة طهران الكبرى، أنه من المحتمل أن يكون إرسال هذه الرسائل النصية قد تم عن طريق الخطأ.

يشار إلى أن إرسال هذه الرسائل النصية تزامن مع ردود فعل واسعة على إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري

وقد وصف بعض نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، بمن فيهم الصحافي شراكيم زند، الإرسال المكثف للرسائل النصية بأنه يهدف إلى التغطية على إعدام نويد أفكاري، وما ينتج عنه من ردود فعل غاضبة.

وكتب ناشط يُدعى مسعود عابد في هذا الصدد: "من تغيير جنس السيد فروتن إلى إرسال الرسائل الجماعية حول خلع الحجاب، فعلوا كل شيء لإلهاء الناس عن إعدام نويد أفكاري والتخلص من ردود الفعل، وجربوا أساليب جديدة لتوجيه الرأي العام".

كما كتب أحد نشطاء "تويتر" أنه على الرغم من استدعاء والدته لشرطة الأمن الأخلاقي وتسجيل رقمها القومي، بناءً على طلب رجال الأمن، فقد قال لها الضابط: "اذهبي، سيتم محوه".

وبخصوص الجوانب القانونية لهذه القضية، كتب المحامي علي مجتهد زاده، على حسابه في "تويتر"، أن تغريم الأشخاص ومصادرة السيارة، بذريعة خلع الحجاب، يعد "فرضًا للعقوبة رسميًا دون محاكمة أو دفاع".

واعتبر هذا العمل بمثابة صدور حكم قضائي، الأمر الذي لا يدخل إلا في اختصاص المحكمة.