بناءً على طلب من الحكومة الكندية، دعت منظمة الطيران الدولية التابعة للأمم المتحدة (ICAO)، الحكومة الإيرانية إلى التصرف بسرعة بخصوص تحليل أو تسليم الصندوقین الأسودین لطائرة الركاب الأوكرانية.

وذكرت قناة "CBS" التلفزيونية الكندية، الثلاثاء 4 فبراير (شباط)، أن منظمة الطيران المدني الدولي طالبت إيران في رسالة، باستعجال لجنة مراجعة الكوارث لتحليل محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية، أو تسلیمهما إلى بلد قادر على القيام بذلك.

وقد صرح وزير النقل الكندي، مارك جارنو، للصحافيين بأنه التقى مع كبير مندوبي الإيكاو لمناقشة التأخير في استكمال قراءة الصندوقين الأسودين للطائرة التي تم إسقاطها بصاروخ إيراني قرب طهران.

وقال جارنو: "نريد تحليل الصندوقین الأسودین في أسرع وقت ممكن"، في إشارة إلى مضي نحو أربعة أسابيع علی الحادث.

كما ناقش مع وزير الطرق والتنمية العمرانية الإیراني، محمد إسلامي، عدم وجود الأجهزة المتخصصة المطلوبة في إيران وضرورة إرسال الصندوقين الأسودين إلى فرنسا.

وطلب المسؤول الحكومي الكندي من منظمة الطيران الدولية التحقيق فيما إذا كانت إيران تفي بالمتطلبات الدولية للتحقيق في الحادث. في حین أعلنت الإيكاو أنها تحقق في تقارير "عدم امتثال إيران لمتطلبات الاتفاقية".

وقال المتحدث باسم الإيكاو، أنتوني فيلبن، في بيان صحافي: "يرسل رئيس مجلسنا رسالة إلى سلطات الطيران الإيرانية تؤكد ذلك وتذكّر بالالتزامات ذات الصلة في الملحق 13 من اتفاقية شيكاغو".

ووفقًا لقواعد اتفاقية الخطوط الجوية الدولية، يجب على الدولة التي تدير التحقيق في الحوادث الجوية أن تضمن قراءة الصندوقين الأسودين، دون تأخير. وتنص الاتفاقية أيضًا على أنه إذا لم يكن لدى بلد ما "تسهيلات كافية" لقراءة الصندوقين الأسودين، فعليها طلب المساعدة من بلد آخر.

وقد أدلى مسؤولو الجمهورية الإسلامية حتى الآن بتصريحات مختلفة بشأن مراجعة الصندوقين الأسودين وتسليمهما.

وعلى الرغم من التأكيد السابق على عدم وجود مرافق كافية في البلاد، أعلنت إیران في آخر موقف لها أنها لن تسلم الصندوقين الأسودين إلى دولة أخرى. وقد أثار ذلك قلقًا دوليًا من احتمال أن تلحق إيران ضررًا بالصندوقین.

وقد أصر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أول من أمس الاثنين، على إجراء "بحث قوي ومستقل" في هذا الشأن، قائلاً إنه "من المقلق للغاية" أن إيران تحاول "تحلیل الصندوقین الأسودین" على الرغم من "عدم امتلاکها إمكانات تقنية".

كما أعلنت كندا أنها تخطط للمشارکة بجدية في التحقیق بشأن هذه الطائرة. وقد أعلن وزير النقل الكندي قرارًا بالضغط على إيران في هذا الصدد.

يذكر أنه بعد ثلاثة أيام من الرفض الإيراني الرسمي للهجوم الصاروخي على طائرة الركاب الأوكرانية، في وقت سابق من الشهر الماضي، أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان لها، أن طائرة الرکاب الأوکرانیة التي تقل 176 راکبًا وطاقمًا، سقطت بفعل صاروخ أطلقه الحرس الثوري الإيراني.

وأشار المسؤولون الإيرانيون إلى أن إطلاق الصاروخ علی هذه الطائرة کان بسبب "خطأ بشري".