أكدت مديرة مكتب سلامة النقل في كندا، كايثي فوكس، تسلم تقرير إيران بشأن تفريغ معلومات الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي أسقطها صاروخان للحرس الثوري يوم الأربعاء 8 يناير 2020، وقالت: "لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة".

وكانت منظمة الطيران المدني الإيرانية، قد نشرت يوم الأحد 23 أغسطس (آب)، نتائج فحص وإعادة قراءة الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية، التي سقطت مطلع العام الحالي.

وجاء في تقرير منظمة الطيران المدني الإيرانية عن قراءة الصندوقين الأسودين: "في الأصوات والمعلومات المسجلة لا يوجد صوت أو إشارة على حالة قُمرة الركاب، والطريقة التي تحدث بها طاقم الطائرة ورد فعله كانت تدل على صحتهم البدنية في ذلك الوقت"، (أي بعد 19 ثانية من إصابة الطائرة بالصاروخ الأول).

وقالت مديرة مكتب سلامة النقل في كندا؛ ردًا على ذلك: "هذا التقرير ليس التقرير النهائي لتحقيقات السلامة، ولكنه ملخص موجز للمحتويات المستخرجة من الصندوقين الأسودين في باريس الشهر الماضي". 

كما قالت المسؤولة الكندية إن التقرير "يتطابق مع المعلومات التي تلقاها خبراء بلادها أثناء مشاركتهم في استخراج بيانات الصندوقين في باريس".

ومع ذلك، قالت: "التحقيق ما زال بعيدًا عن نقطة النهاية لأن هناك العديد من الأسئلة الرئيسية التي تحتاج إلى إجابة".

كما دعت في السياق نفسه إلى "تحقيق كامل وشفاف وذي مصداقية" للإجابة عن ثلاثة أسئلة.

أحد الأسئلة المطروحة هو "ما السياق والعوامل البشرية أو المؤسسية الكامنة وراء كل إجراء أو قرار في تسلسل الأحداث التي أدت إلى إطلاق الصاروخ (الصواريخ) الذي أدى إلى سقوط الطائرة؟".

أما السؤال الثاني الذي سعى مكتب سلامة النقل في كندا للحصول على إجابة عنه فيتعلق بالسبب وراء إبقاء المجال الجوي مفتوحًا على الرغم من إطلاق النظام الإيراني صواريخ على قاعدة عسكرية في العراق.

والسؤال الثالث الذي طرحه المكتب هو: "كيف قررت الطائرات المدنية (بما في ذلك الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية) مواصلة العمل في المنطقة المتوترة؟ خاصة بعد أن أطلق النظام الإيراني صواريخ على قاعدة عسكرية في العراق".

يذكر أنه بعد شهور من الخلاف مع أوكرانيا وكندا وفرنسا حول قراءة الصندوق الأسود، وافقت إيران أخيرًا على إرسال الصندوق إلى فرنسا لتحليل المعلومات بعد زيادة الضغط الدولي.

وتمت قراءة الصندوقين الأسودين في الفترة من 17 إلى 24 يوليو (تموز) في مختبر أبحاث وتحليل سلامة الطيران المدني الفرنسي .

وكان تورج دهقاني، رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، قد أعلن خلال مؤتمر صحافي (الأحد 23 أغسطس/ آب) عن نتائج قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، قائلًا: توقف تسجيل بيانات القمرة بعد 19 ثانية من انفجار الصاروخ الأول؛ ولأن الصاروخ الثاني أصاب الطائرة بعد 25 ثانية، فلم يتم الحصول على معلومات أو تحليل حول تأثيرات وأداء الصاروخ الثاني".

وكان الكاتب الإيراني حامد إسماعيليون، الذي فقد زوجته وطفله على متن الطائرة، دعا على "تويتر"، يوم السبت، الدول الأخرى في القضية إلى الرد على تقرير إيران للمساعدة في "كشف الحقيقة".

إلى ذلك، حذر رئيس هيئة الطيران الإيرانية في تصريحاته مما سماه "الاستغلال السياسي لهذه القضايا"، قائلًا إن ذلك من شأنه أن "يلقي بظلاله على عملية التحقيق في الحادث". 

وختم بالقول إن التحليق فوق إيران سيكون "آمنًا ومأمونًا".

وأعلن المسؤولون الإيرانيون أن دفاعات الحرس الثوري استهدفت الطائرة وأسقطتها "بسبب خطأ بشري"، بإطلاق صاروخين.

وقال المدعي العام العسكري في طهران في يوليو (تموز) إن ضابطًا في نظام الدفاع التابع للحرس الثوري أطلق الصاروخين دون الحصول على إذن من كبار المسؤولين.