بعد نشر وثائق عن شراكة علي رضا بناهيان، رجل الدين والخطيب المقرب من علي خامنئي، مع صاحب شركة أغذية، في عقار تبلغ قيمته عشرات المليارات من التومانات، نشر الصحافي ياشار سلطاني وثيقة أخرى تظهر أن الرجل اشترى، عام 2012، قطعة أرض في منطقة سعادت آباد بطهران تبلغ قيمتها عشرات المليارات من التومانات بسعر 11 مليونا و800 ألف تومان، من رجل إيراني يعيش في فرنسا.

وأظهرت الوثيقة الأولى، التي نُشرت قبل أيام ولأول مرة، من قبل الصحافي ياشار سلطاني، شراكة علي رضا بناهيان، رجل الدين المقرب من علي خامنئي مع رضا مطلبي كاشاني صاحب شركة تاك ماكارون.

إلى جانب الوثائق العقارية المتعلقة بهذه الشراكة، قام سلطاني بتوجيه سؤاله إلى بناهيان، قائلا: "ما قصة شراكتك في بناء العقار بالمنطقة 2 في طهران مع السيد رضا مطلبي كاشاني، مالك شركة تاك ماكارون؟".

كما كتب الصحافي مخاطبًا بناهيان: "لا  تتحدث معنا عن التعاطف. أتمنى لو كنت قد درست قليلاً بدلاً من التشاور مع أصحاب المليارات والأثرياء لكي تفهم أن العدالة هي أحد مبادئ ديننا، ويجب أن تحكم سلوك عباد الله".

وردًا على نشر الوثيقة الأولى، أكد علي رضا بناهيان ما جاء فيها، لكنه قال إن هذه الممتلكات كانت "هدية أصدقاء"، مضيفًا: "بطريقة شريرة، أطلقوا على امتلاكي لوحدة سكنية اسم شراكة مع شخص صاحب مصنع معين، وأخذ يتصل بي كل الرفاق ويقولون: أليس لديك برج بقيمة 100 مليار؟ في حين أنه  ليس لدي إلا وحدة سكنية، وهي هدية من الأصدقاء، مثل الإمام الخميني الذي عاش على الهدايا، والمرشد [علي خامنئي] الذي يعيش على هدايا رفاقه، فأنا أعيش هكذا".

وأضاف: "لم أكن أتطلع أبدًا إلى كسب المال. لو أخبرت الناس بكل تفاصيل حياتي، فسوف يجمعون التبرعات من أجلي".

وقد قوبلت تصريحات بناهيان بردود فعل واسعة، حيث قال أكبر طبري، نائب رئيس ديوان رئيس السلطة القضائية، في وقت سابق، خلال محاكمته بتهم الفساد، إن ممتلكاته كانت "هدايا من أصدقاء".

وقال طبري أيضا: "إذا أردت 800 مليار، فسيعطيني هؤلاء الإخوة ذلك، وإذا أردت كل لواسان ومصانعها، فسيسجلونها باسمي. وليست مشكلتي أنك لا تملك مثل هؤلاء الأصدقاء."

الوثيقة الثانية التي تم الكشف عنها هي: شراء 423 مترًا من الأرض، تقدر قيمتها بعشرات المليارات من التومانات في سعادت آباد، بسعر 11 مليون تومان؛ ووصف ياشار سلطاني، أمس الثلاثاء، تصريحات بناهيان بأنها "تأكيد لقصة شراكته مع مالك شركة تاك ماكارون". هذا ونشر سلطاني وثيقة أخرى تظهر أن علي رضا بناهيان اشترى أرضًا مساحتها 423 مترًا مربعًا تقع في منطقة سعادت آباد عام 2012 مقابل 11 مليونًا و800 ألف تومان.

وإلى جانب نشر وثائق شراء وبيع هذه الأرض، طرح سلطاني على بناهيان 4 أسئلة، وكتب: "ما قصة شراء 423 مترًا مربعًا من الأرض في منطقة سعادت آباد في طهران من السيدة ليلى ممتحن عام 2012؟".

وتوجه سلطاني بالسؤال إلى بناهيان، قائلا: "إذا كنت في عام 2012، كما ورد في الوثيقة، قد اشتريت هذه الأرض التي تبلغ مساحتها 423 مترًا، مقابل 11 مليونًا و800 ألف تومان، فكيف وفي أي مناسبة قمت بشراء أرض سعادت آباد مقابل 43 ألف تومان للمتر المربع؟".

وكان سؤال سلطاني التالي لبناهيان هو: "هل قامت عائلة السيدة ممتحن التي غادرت البلاد خلال الثورة، ببيع هذا العقار لكم بأقل من السعر الحقيقي، وبوساطة من السيد  مسكر زاده؟".

وأعرب سلطاني عن أمله في أن يكشف بناهيان للرأي العام تفاصيل عملية شراء الأرض بشفافية.

يذكر أن علي رضا بناهيان من مواليد عام 1965 في طهران. وقد بدأ تعليمه الديني في قم عام 1983 وهو أحد طلاب وحيد خراساني وجوادي آملي ومحمد كاظم حائري وعلي خامنئي.

وخلال الحرب العراقية الإيرانية، تم تعيين بناهيان مساعداً ثقافيًا لقائد الفرقة 27 من الحرس الثوري "محمد رسول الله"، وشغل مناصب مثل المساعد الثقافي لتمثيل المرشد في الجامعات والمركز العالمي للعلوم الإسلامية.

وقد زادت علاقاته الوثيقة مع علي خامنئي كطالب، وكانت منابر وعظ بناهيان كرجل دين مقرب من بيت المرشد، تزيد من قوته وتأثيره في العقدين الماضيين. كما أسس مدرسة دار الحكمة في طهران.

يذكر أن بناهيان، الذي يتمتع بالدعم الدعائي للمؤسسات التي يسيطر عليها خامنئي مثل الإذاعة والتلفزيون، كثيرًا ما كان يروج للبساطة كطريقة إسلامية للحياة، ولكن مع اتساع دائرة الكشف عن فساد المسؤولين خلال السنوات القليلة الماضية، أدلى بتصريحات أخرى حول "الثراء تمهيدًا لظهور الإمام الغائب".

وكان بناهيان قد قال في خطاب ألقاه في مدينة مشهد في أغسطس (آب) 2019: "إن العمل الثقافي بمفرده لا يكفي لظهور الإمام الغائب، وعلينا أن ندرب القوات على الثراء والقيادة".

وقال أيضًا: "إذا قمنا بالعمل الثقافي فقط ولم نتحد في الشؤون المالية والاقتصادية والسياسية، فسنواجه مشاكل عندما يظهر إمام العصر".

وفي نفس الخطاب، قال بناهيان لشباب حزب الله إن "القضية هي قضية وراثة الأرض، والوراثة تعني القوة"، مضيفًا  أنه "من أجل الحفاظ على سلطة وأموال إمام العصر على الأرض"، يجب أن "تأخذوا هذه الأمور على محمل الجد".