بعد عامين من التوقف، عقد حسن روحاني مؤتمرًا صحافيًا مع وسائل الإعلام، وعنونت كل صحيفة عنوانها الخاص..

"مستعد للتضحية من أجل مصلحة إيران"، كان العنوان المتكرر للصحف الإيرانية، "ابتکار"، و"آفتاب يزد"، و"سازندكي".

أما صحیفة "كيهان"، فقد سألت عن عملة الـ4،200 تومان، وسألت عن المسؤول عن الاختلاس البالغ 18 مليار دولار، وأجاب روحاني: "لم نهدر 18 مليار دولار، بل قدمناها للشعب!"، لکن "كيهان" اتهمت روحاني بالكذب، وکتبت أن حدیثه یختلف عن الواقع 180 درجة. وسأل رئيس تحرير الصحيفة، حسين شريعتمداري، في مقال افتتاحي: "إذا لم تذهب هدرًا فأين ذهبت؟".

كانت تصريحات روحاني حول صلاحیات الرئيس بموجب المادة 113 من الدستور، وميثاق المواطنة، ردًا على سؤال نشرته صحيفة "اعتماد"، حیث استخلص رئيس تحرير الصحیفة من فحوی حدیث روحاني حول مسؤولية الحكومة في قضية دعاة حماية البيئة واغتيال العلماء النوويين، العنوان التالي: "علينا أن نعتذر للناس".

وذكرت صحيفة "همدلي" أن هذا كان أول مؤتمر صحافي لروحاني منذ فوزه بالانتخابات الثانية عشرة، وقد أبرزت الصحیفة احتجاج روحاني علی مجلس صیانة الدستور تحت عنوان: "عندما نتحدث عن الاستفتاء یغضبون".

وقد سألت صحیفة "سازندكي" عن الانتخابات، وسمعت أن "مجلس صیانة الدستور یراقب، لا یتدخل ولا یحكم".

لكن جائزة أفضل عنوان، ینبغي أن تُمنح لصحيفة "جهان صنعت" التي وصفت معارضة روحاني اتفسير مجلس صيانة الدستور للمادة 113 من الدستور بأنها "احتجاج لوجستي".

لقد وضعت صحيفة "جمهوري إسلامي" السياسة الخارجية علی صفحتها الأولی، وکتبت، نقلاً عن روحاني، إن "إنهاء حرب اليمن سيفتح الباب أمام العلاقات الإيرانية السعودية".

وكان من المفترض أن يكون مؤتمر روحاني الصحافي أهم خبر في صحف البلاد اليوم، لكن اعتقال روح الله زم، وهو من المعارضين السياسيين للنظام الإيراني، ورئيس تحرير موقع "آمد نیوز" عطل الحسابات وجلب صور زم إلى الصفحات الأولى لعشرات الصحف، بما في ذلك الصحف الأصولیة التي وجدت ذريعة جيدة لتجنب نشر صور روحاني وتصریحاته علی صفحاتها الأولی.

وقد عنونت صحیفة "رسالت" مبتهجةً: "تم القبض علی زم"، وکتبت صحیفة "جوان": "جاء (آمد نیوز) أیضًا".

وعنونت صحیفة "خراسان": "نهاية الهمس القذر لزم"، وأبرزت صحیفة "جام جم" صید الحرس الثوري، تحت عنوان: "زم الذلیل". لكن صحيفة "شرق" الإصلاحية سألت: "كيف تم القبض على زم؟".

بعض التقارير لا تنطبق على بعض الصحف! على سبيل المثال، نشرت الیوم صحيفة "خراسان" تقريرًا بعنوان: "التجارب المريرة للنقل المائي العالمي"، بحجة موافقة وكالة حماية البيئة على نقل المياه من بحر قزوين إلى سمنان. وقد اقترحت أن أي إجراء بشأن نقل المياه من البحر ينبغي النظر فيه بعناية.

ومن الغريب نشر هذا التقرير في "خراسان"، لأن الصحيفة كانت داعمةً لمشروع نقل المياه من بحر عمان إلی خراسان رضوي. إن النظرة المحدودة، علی مستوی المحافظة، حول مسألة نقل المياه لا تساعد في حل المشكلة.

وقبل أن ننسی، نتطرق أیضًا إلی حیرة الصحف فیما إذا کان تم رفض "باليرمو" أم الموافقة عليها في نهاية المطاف.

قال مصباحي مقدم، ومحسن رضائي، من أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، إن صمت المجلس يعني رفض "باليرمو". لكن النائب فلاحت بيشه قال قبل يومين إن تعليق "باليرمو" في المجلس يعني الموافقة عليها.

الصمت الغامض لمجلس تشخیص مصلحة النظام مستمر، وما زالت هناك تكهنات حول التصديق أو عدم التصديق على هذه الاتفاقية الدولية في وسائل الإعلام.

دعونا الآن نقرأ المزيد من تفاصيل الأخبار في صحف اليوم.

"آفتاب يزد": مقابلة احتفالیة ومتأخرة لرئیس الجمهوریة

نشرت الصحف مقالات تتناول انتقادات حول مؤتمر روحاني الصحافي، بالإضافة إلى افتتاحية "كيهان"، تحدثت شهيندخت مولاوردي في صحیفة "اعتماد" حول المواطنة ومسؤولية رئیس الجمهوریة، ونشرت صحیفة "آرمان ملي" مقالاً بقلم صادق زيباكلام، وکتبت صحیفة "جهان صنعت" في مقال افتتاحي عن جهل الرئيس المتعمد.

لكن عبد الله ناصري كتب في افتتاحية "آفتاب يزد" أن تصريحات الرئيس بعد عشرين شهرًا من آخر مؤتمر صحافي لم تكن مختلفة كثيرًا عن الاجتماعات السابقة، ولم يكن لديه شيء جديد يقوله.

وحول التعبيرات التي وجهها روحاني إلی الرقابة وتدخل مجلس صیانة الدستور في قضیة الانتخابات؛ ذكّر هذا الناشط الإعلامي روحاني بأنه، في البرلمان الرابع، کان من مؤیدي الرقابة التصحیحیة.

وفي نقد ادعاء روحاني بأن قیمة العملة الوطنية قد ارتفعت بنسبة 40 في المائة واستعادت عافيتها من أزمة العام السابق، طرح ناصري سؤالاً على روحاني هل هذا التحسن كان له أي تأثير على القوة الشرائية للناس؟

يعتقد عبد الله ناصري أن مقابلات روحاني كانت دائمًا غير مثيرة للجدل على مدار الأعوام الستة الماضية، ودون حضور خبير ماهر ومطلع علی الأمور. وأن هذه المقابلات الاحتفالية مع الصحافيين الذين تكون أسئلتهم محددة سلفا ويتم التحكم فيها، لا تقنع الرأي العام، في هذه الظروف.

"صداي إصلاحات": الانتخابات مستحيلة بالنسبة للإصلاحیین

إقصاء النخبة يؤدي بأفراد من الدرجة الثانية والثالثة إلى دخول البرلمان.

کتبت صحیفة "صداي اصلاحات"، نقلاً عن محمد خاتمي، أن المشارکة في الانتخابات حتمیة، لكن قائمة الإصلاحيين غیر حتمية، وتخضع لوجود مرشح إصلاحي مجرب.

وفي حديثه لصحیفة "صداي إصلاحات"، بالإضافة إلى نقل رسالة خاتمي، قال علي صوفي إن المشاورات مع مجلس صيانة الدستور لم تكن مختلفة عن الماضي، ولا يبدو أن مجلس صيانة الدستور قد أعاد النظر في نهجه.

ووفقًا لهذا الناشط الإصلاحي، فإن الانتخابات القادمة للإصلاحيين أصبحت صعبة للغاية وتكاد تكون مستحیلة.

ويرى صوفي أن توجه الإصلاحيين لإصلاح السلطة في ثلاثة انتخابات، 2013 و2015 و2017، في ائتلاف مع الأصوليين المعتدلين، هي التي جردت الإصلاحيين من مصداقیتهم، لأنه على الرغم من انتصار قائمة الإصلاحيين، لم يتم تنفيذ الالتزامات والشعارات.

ويعتقد هذا الناشط السياسي الإصلاحي أن الإصلاحيين يجب أن يغيروا الاتجاه، وأن لا یدرجوا في قائمتهم إلا أصحاب الکفاءة والملتزمین بمبادئ الإصلاح، الذين هم على استعداد لدفع ثمن الوفاء بوعودهم.

قال أحمد خرم، وزير الطرق والنقل في حکومة الإصلاحات، إن التحالف مع المحافظین المعتدلین، تحالف أحادي الجانب. إذا کانت السلطة ترید انتخابات حماسیة، فيجب أن تضمن اعتماد أهلیة 80 في المائة من الإصلاحيين.

"اعتماد": تكتيك السعودية بالتقرب من روسيا

بعد رحلة فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، قال بهرام أمير أحمديان، في مقابلة مع صحیفة "آفتاب يزد"، حول زيارة بوتين للرياض، إن موسكو لا ترغب في التوسط بين إيران والسعودية، وهي تبحث عن مصالح اقتصادية واستثمارية في المملكة العربية السعودية.

كما أجرت صحیفة "اعتماد" مقابلة مع حسن بهشتي بور، وقال هذا الخبير في القضایا الروسية، حول مقارنة العلاقة السعودية الأميركية مع روسيا، إن العلاقات السعودية مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، كانت قوية واستراتيجية، في حين أن العلاقة مع موسكو لم تكن طريقًا استراتيجيًا للملكية السعودية. إنه طريق تكتيكي يستخدم للضغط على المنافسين الإقليميين أو استفزاز الولايات المتحدة.

إن حجم التبادلات العسكرية بين الولايات المتحدة والسعودية مرتفع للغاية، لكن روسيا تتطلع إلى فتح نافذة للتبادلات العسكرية، وربما یکون بناء محطات للطاقة النووية وبيع الدفاعات المضادة للصواريخ خطوات أولیة، لكنها ليست مؤکدة بعد.

ويؤكد بهشتي بور على ثلاث نقاط: أولاً، المصالح الوطنیة والاقتصادیة لکل من روسيا والولايات المتحدة تقتضي عدم بيع تكنولوجيا التخصيب للسعودية.

ثانيًا، يجب أن لا تكون استراتيجية إيران ضد التكنولوجيا النووية السعودية، حيث تدعم إيران الشرق الأوسط الخالي من الأسلحة النووية، وليس الشرق الأوسط الخالي من التخصیب، وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية وكل الدول الأخرى لها الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي.

ثالثًا، لا ينبغي اعتبار الرياض تبعا لأميركا، وأنها تنفذ كل كلمة تمليها علیها واشنطن.