كان أمس السبت آخر أيام تسجيل مرشحي الرئاسة في إيران، وشهدت وزارة الداخلية حضور وجوه معروفة لتسجيل أسمائها في قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في يونيو (حزيران) القادم. ومن بين الشخصيات التي قدمت أوراقها: إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق والمستشار الحالي لعلي خامنئي، وإسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس روحاني.

ورحبت الصحف الأصولية الصادرة اليوم الأحد بترشح إبراهيم رئيسي، معتبرة أنه الخيار الأصلح والأفضل لتولي منصب رئاسة الجمهورية بعد فشل التيار الإصلاحي والمعتدل في قيادة البلاد خلال ثماني سنوات من الحكم.

ومن خلال التصفح السريع للصفحات الأولى، يتبين للقارئ تجاهل أحمدي نجاد تماما، حيث لم تنشر له أي صورة في الصحف الرئيسية التابعة للتيارين الأصولي والإصلاحي أثناء تسجيل اسمه، خلافا لبقية المرشحين. كما يلاحظ القارئ أن الصحف الأصولية حاولت إبراز المرشح إبراهيم رئيسي على أنه الأنسب والأكثر حظا عن بقية المرشحين الآخرين، خصوصا وأنه قد يكون الأقرب للمرشد علي خامنئي الذي أوصى في آخر كلمة له باختيار "الأنسب".

وأشارت "كيهان"، و"رسالت"، و"جوان" إلى موضوع المرشحين، واعتبرت أن رئيسي هو الشخصية التي ترغب في حدوث تغيير في وضع البلاد مقابل الشخصيات التي كانت سببا في وصول البلاد إلى هذا الوضع، وعنونت "جوان" عن الموضوع وقالت: "تنافس مسببي الوضع الحالي مع مريدي التغيير". كما عنونت صحيفة "رسالت" بالقول "رئيس [ي] للجمهور"، مرفقة العنوان بصورة لأبرز الشخصيات التي ترشحت للانتخابات وتوسطها إبراهيم رئيسي أبرز المرشحين عن التيار الأصولي.

أما الصحف الإصلاحية فحاولت أن تسلط الضوء على خلفية المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية ودراسة حظوظ كل منهم، وتساءلت صحيفة "صداي اصلاحات" بالقول: "تعدد المرشحين.. أزمة أم اميتاز؟"، واستخدمت "ابتكار" عنوان "التنور الساخن للوعود الاقتصادية"، مشيرة إلى كثرة الوعود الاقتصادية التي يتقدم بها المرشحون للانتخابات.

وفي شأن اقتصادي آخر، سلطت صحيفة "تجارت" الضوء على واقع الاقتصاد الإيراني في ظل عدم وجود اهتمام وعناية بالشؤون الاقتصادية للبلاد موضحة أن هذا الإهمال كان سببا في هروب الاستثمار من داخل البلاد.

كما لفتت الصحيفة إلى قطاع السياحة في البلاد وذكرت أن هذا القطاع وعلى الرغم من عدم حاجته لاستثمار كثير إلا أنه هو الآخر يشهد أزمة كبيرة، واصفة السياحة في إيران بأنها في "الوضعية الحمراء".

وفي شأن آخر، تناولت صحيفة "همشهري" أزمة المياه التي بدأت في السنوات الأخيرة تشهد تفاقما متزايدا في ظل فقدان سياسات مدروسة لهذا القطاع الهام، وكتبت الصحيفة في عنوانها الرئيسي: "استعدوا للتعايش مع الجفاف".

كما كان للحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة نصيب من عناوين الصحف الصادرة اليوم في إيران، وزعمت "كيهان" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول البحث عن وسطاء لإنهاء التصعيد مع حماس.

ويمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف أخرى..

"ستاره صبح": يبدو أن رئيسي نسي أنه كان مسؤولا في البلاد منذ بداية الثورة

أشار المحلل السياسي والوزير السابق في حكومة خاتمي، علي صوفي، إلى ما جاء في بيان رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي الذي حاول أن يتبرأ من الوضع الراهن ويحمل مسؤولية ذلك إلى أطراف أخرى، وذكر الكاتب أن إبراهيم رئيسي يبدو أنه نسي أنه كان مسؤولا ومتوليا لمناصب مؤثرة في البلاد منذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا، مضيفا: "لا يمكن لرئيسي الادعاء بأنه لم يكن له دور في الوضع الراهن".

ونوه صوفي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إلى أنه لا أحد بين المسؤولين الإيرانيين ومَن ترشحوا للانتخابات يستطيع أن يدعي أنه لم يكن له دور فيما وصلت إليه البلاد، مشيرا إلى المناصب التي تولاها رئيسي، وكان آخرها منصب رئيس السلطة القضائية، حيث كان بإمكانه مواجهة الفساد، حسب تعبير الكاتب.

"ابتكار": المتغيرات الأساسية في الاقتصاد الإيراني تابعة للتحولات والسياسة الخارجية 

أشار المحلل الاقتصادي، مرتضى أفقه، إلى الانتخابات الرئاسية والوعود الكثيرة التي يعطيها المرشحون دون إدراك حقيقي لطبيعة الأزمة الاقتصادية في إيران، قائلا: "من المستغرب جدا أن يقوم مرشحو منصب رئاسة الجمهورية بإعطاء وعود حول إحداث انفراجة اقتصادية في البلاد ويكونون واثقين بهذه الوعود في الوقت الذي لا تعتبر رئاسة الجمهورية ذات صلاحيات واسعة وليس لها قدرة كبيرة على المناورة"، موضحا أن هذا العجز ناتج عن وجود هيكل سياسي غير مناسب في البلاد.

وتابع أفقه في مقابلة مع صحيفة "ابتكار": "نسبة كبيرة من المتغيرات الرئيسية في الاقتصاد الإيراني لا يتم تحديدها في الداخل وإنما تكون متأثرة بالتحولات والسياسة الخارجية للبلاد".

"جمهوري إسلامي": المشكلة الأساسية في البلاد ليست الانتخابات وإنما عدم احترام القانون والدستور

قال مدير تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري، في افتتاحية الصحيفة إن المشلكة الرئيسية في إيران ليست في الانتخابات وإنما في عدم تنفيذ القانون والالتزام بما نص عليه الدستور، معتقدا أن الانتخابات في مثل هذه الحالات لن تكون حلا ولن تأتي بجديد.

واستشهد الكاتب بعدد من النماذج التي لا يتم فيها الالتزام بالقانون مثل عدم إيقاف الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عن نشاطه وفعالياته التي يحاول من خلالها الدعاية الانتخابية قبل الموعد المحدد لها والتغاضي عن ذلك لأسباب وغايات غير واضحة للمواطن. 

كما ذكر مهاجري احتكار الإعلام الرسمي من قبل تيار واحد وما لذلك من تأثير على نتائج الانتخابات، مؤكدا أن ذلك يعد مخالفة قانونية واستغلالا لمؤسسة وطنية تعود لعامة الشعب وليس لشريحة أو تيار بعينه.

"جهان صنعت": التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين هو خطة سرية لطهران

أشار الكاتب، صلاح الدين هرسني، في مقال له بصحيفة "جهان صنعت" إلى الحرب التي اندلعت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وذكر أن الكثير من المحللين يعتبرون هذا التصعيد الأخير هو خطة سرية تقوم طهران بتنفيذها، منوها إلى أنه وفي حال كانت هذه التحليلات والقراءات صحيحة فإننا يمكن لنا أن نفهم العلاقة بين الأحداث في المنطقة والمسار البطيء الذي نشاهده في مفاوضات إيران النووية.

وأضاف هرسني قائلا: "على الرغم من أن طهران لم تتبن هذا التوجه رسميا إلا أن هذه التحولات قد تحمل رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية والترويكا الأوروبية مفادها أن طهران تمارس سياساتها الميدانية بجانب سياستها الدبلوماسية".