عقب تصريحات علي خامنئي بشأن "حظر استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية إلى إيران"، أعلن مصطفى قانعي، رئيس اللجنة العلمية بمقر مكافحة كورونا، أن المرحلة الثالثة من الاختبار البشري للقاح الكوبي على عدة آلاف من الإيرانيين ستبدأ قريبًا.

وقد تم الإعلان رسميًا عن المرحلة الثالثة من اختبار اللقاح الكوبي على عدة آلاف من الإيرانيين، بينما قال خامنئي، يوم 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، حول سبب معارضته "شراء واستيراد لقاحات أميركية وبريطانية"، إنه لا يثق بالولايات المتحدة، وإنهم قد يرغبون في تجربة اللقاح على "دول أخرى".

لكن مصطفى قانعي، رئيس اللجنة العلمية بمقر مكافحة كورونا، قال في برنامج تلفزيوني، مساء الاثنين 11 يناير (كانون الثاني)، إنه رغم بدء العمل على إنتاج لقاح في الشركات الإيرانية، لكن يبدو أن اللقاح الكوبي سيدخل السوق الإيرانية في وقت قريب، وسيبدأ الحقن الجماعي للقاح الكوبي في البلاد بحلول الربيع المقبل.

وقد وصف أمين اللجنة العلمية لمقر مكافحة كورونا الخيار الرئيسي للتلقيح في إيران بلقاح من صنع كوبا، قائلاً: "إن اللقاح، الذي يتم إنتاجه في إيران بمشاركة كوبا، تم حقن 56 شخصًا به في كوبا في المرحلة الأولى، وأكثر من 100 آخرين في المرحلة الثانية، ولكن في المرحلة الثالثة، سيتم تطعيم عدة آلاف من الأشخاص في إيران بالتزامن مع كوبا".

وأضاف رئيس اللجنة العلمية لهيئة مكافحة كورونا، أن المجموعة الأولى من التجارب البشرية للقاح مؤسسة بركة، والتي كانت تضم 3 أشخاص، عادوا إلى منازلهم بعد أسبوع من الحجر الصحي وما زالوا تحت الإشراف والرعاية الطبية، ومع استمرار النتائج الإيجابية، سيتم حقن اللقاح لـ56 متطوعًا، بعد شهرين آخرين، وإذا كانت النتائج إيجابية فسيتم البدء في المرحلة الثالثة.

وشدد قانعي على أنه "في إيران، هناك 6 شركات تقوم بإعداد اللقاحات، وبحلول سبتمبر (أيلول) 2021 سنواجه فائضا من اللقاحات المنتجة في البلاد".

وقال المسؤول في مقر مكافحة كورونا أيضًا: "بالنظر إلى دفع 16 مليونًا و800 ألف جرعة لقاح لشركة كوفاكس، سيتم استيراد مليوني جرعة من لقاح كورونا للبلاد عبر كوفاكس، حتى مارس (آذار) 2021، أو أبريل (نيسان) المقبل، وستكون الأولوية، للطواقم الطبية، ومن ثم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة".

وكان المرشد علي خامنئي قد أعلن في كلمة بالفيديو، الجمعة الماضي، حظر "اللقاح الأميركي والبريطاني" لكورونا في إيران، مضيفًا أنه لا يثق بفرنسا أيضًا.

وقال خامنئي: "إذا كانت الولايات المتحدة وشركة فايزر يستطيعان صنع لقاح، لما كان لديهم هذا العدد الكبير من الضحايا".

وعقب تصريحات خامنئي، شن جهاز الدعاية ووسائل الإعلام في إيران حملة واسعة النطاق ضد لقاحات كورونا، خاصة لقاحي فايزر وأكسفورد، ووصفها بأنها تفتقر إلى المناعة اللازمة ضد فيروس كورونا.

ومن ناحية أخرى، أثار أمر خامنئي بحظر استيراد اللقاحات المصنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لإيران احتجاجات واسعة من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي.

وندد غالبية هؤلاء النشطاء بتصريحات خامنئي واتهموه بتجاهل الحق في الحياة والصحة للشعب الإيراني، ووصف البعض أمره بأنه "فتوى بارتكاب مجزرة بحق الشعب الإيراني".

ومن جهة ثانية، كتب مسؤولو منظمة النظام الطبي الإيراني قبل يومين رسالة إلى حسن روحاني، أكدوا فيها أن "شراء اللقاح حاجة حيوية وملحة اليوم".