تداولت مصادر صحافية، اليوم السبت 13 يوليو (تموز)، أنباء عن توقيف شرطة ولاية فراه في أفغانستان، يوم الاثنين الماضي، لاثنين من العسکریین الإيرانيين تسللا إلى الأراضي الأفغانية.

وسرعان ما انتشرت أنباء اعتقال العسكريين الإيرانيين الاثنين واللذين قيل إن أحدهما جندي، وإن الآخر برتبة ضابط، وقد بدأت التكهنات حول الدافع وراء دخولهما الأراضي الأفغانية.

وبعد يومين من توقيفهما، أطلقت شرطة ولاية فراه سراح العسكريين الاثنين، عقب الانتهاء من إجراء التحقيقات معهما، قائلة إن الشخصين ادعيا أنهما دخلا أفغانستان من غير قصد.

ولکن، قال عضو مجلس ولاية فراه، داد الله قانع، إن العسكريين الإيرانيين قد أفرج عنهما بأمر من سلطات كابول.

وأضاف قانع أنه بعد اعتقال الشخصين "كان الجنود الإيرانيون على الجانب الآخر من الخط الحدودي، في حالة تأهب، كما كانت طائراتهم تحلق فوق ميناء أبو نصر فراهي، ويقومون بإجراء مناورات".

وتابع أنه ردًا على اعتقال هذين الاثنين "فقد قطعت إيران الكهرباء التي تصدرها لهذه المنطقة عدة ساعات".

واعتبر المسؤول الأفغاني أن "التدخل العسكري والتجسس الإيراني في ولاية فراه"، يعتبر أحد أكبر مخاوف أهالي هذه المنطقة، مضيفًا أنه في معظم حالات انعدام الأمن في هذه الولاية هناك آثار على التدخلات المباشرة، وغير المباشرة، من قبل إيران".

ولكن قانع أبدى جهلا تامًا بالدافع وراء تسلل العسكريين الإيرانيين إلى الأراضي الأفغانية، متهمًا السلطات المركزية للبلاد بإهمال حالات انعدام الأمن، وتدخل الدولة المجاورة في ولاية فراه.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم شرطة ولاية فراه، محب الله محب، إن الشخصين كانا يرتديان الزي الرسمي للقوات المسلحة الإيرانية، ويحملان معهما أسلحة رشاشة ثقيلة، وقد دخلا أفغانستان بسيارة.

كما أكدت بعض التقارير غیر الرسمیة أن الشخصین الإيرانيین کانا يخططان لنقل قادة من طالبان إلى إيران.

ومن جهة أخرى، أكد المتحدث باسم شرطة فراه في تصريح له مع قناة "إيران إنترناشيونال" أنه خلال العامين الماضيين شنت طالبان هجمات مختلفة على هذه الولاية بدعم عسكري وتجهيزات حربية من إيران.

وفي معرض إشارته إلى الهجوم المسلح لحركة طالبان على إحدى مدن هذه الولاية، قال قانع إنه قبل نحو عامين، وبعد استعادة مدينة بشت كوه من سيطرة طالبان، عثرت شرطة ولاية فراه على بعض التجهيزات الحربية الإيرانية في هذه المدينة.

کما أعلن مسؤول استخبارات طالبان في مدينة زندجان هرات، والذي اعتقلته قوات الأمن القومي الأفغانية قبل عام، أعلن عن زيارته السرية إلى إيران.

وفي مقطع فيديو حصلت عليه قناة "إيران إنترناشيونال"، يعترف هذا المسؤول الطالباني لقوات الأمن القومي الأفغانية بأنه دخل الأراضي الإيرانية بشكل سري، عام 2017، وتلقى هناك، لمدة شهرين، تعليمات استخباراتية وأمنية.

يشار إلى أن ولاية فراه الأفغانية لها حدود مشتركة ممتدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعد واحدة من أكثر المناطق غير الآمنة في أفغانستان.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال عناصر عسكرية إيرانية من قبل الحكومة الأفغانية وذلك بسبب الاعتداء على أراضيها، ولكن هل ستكون هذه هي آخر مرة يتعدى فيها عسكريون إيرانيون على الأراضي الأفغانية؟