الصحف الإيرانية باتت تعوّل على الخلاف في البيت الأبيض، فمثلا تعتبر أن مستشار الأمن القومي لرئيس الولايات المتحدة، جون بولتون، هو عدو الجمهورية الإسلامية الأول، وأن وزير الخارجية بومبيو سياسي معتدل، وأن ترامب في الوسط يقاوم وساوس بولتون..

وعلى هذا الأساس تبني آمالا على تقارير وأخبار غير رسمية في الصحافة الأميركية عن احتمالية عزل بولتون وانتهاء الأزمة الإيرانية. 

تقرير صحيفة "جوان" الأول عن "الخلاف" في فريق ترامب، نقل عن الصحافة الأميركية أنه لا يوجد يوم لم يتشاجر فيه بومبيو وبولتون، وأن ترامب تعب من دعوات مستشاره للحرب..

حتى إن الرئيس الأميركي قال في وقت ما: "لو أن الأمور بيد بولتون لشاهدنا أميركا اليوم تخوض حروبًا في عدة جبهات".

وتوقعت "جوان" عزل بولتون قريبًا، حيث قال بومبيو في زيارته الأخيرة- كما تذكر الصحيفة المقربة للحرس الثوري- لرئيس جمهورية العراق، برهم صالح: "إن ترامب يريد عقد اتفاق جديد مع إيران ليستفيد منه في دعايته للانتخابات الرئاسية المقبلة".

احتمالية "عزل بولتون" هو الخبر المفرح للصحف الإيرانية اليوم، وقد حاول كتّاب المقالات وضع جميع المسؤولية في التوتر بين إيران والولايات المتحدة على عاتق جون بولتون.

من ذلك ما كتبه سعيد عابد بور، في صحيفة "اعتماد"، عن هجوم بولتون الدعائي، وقال إن الدعاية التي يقوم بها مستشار الرئيس الأميركي ضد إيران، تشبه الدعاية الأميركية، قبيل الحرب ضد العراق، حيث كانت المحاولات جارية لإقناع الرأي العام في أميركا والعالم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. 

يقول كاتب "اعتماد": "هذه الأيام هناك دعاية مستمرة لترسيخ (الإيرانوفوبيا)؛ مثلا وضع مسؤولية مقتل مئات الجنود الأميركيين في العراق على عاتق الجمهورية الإسلامية، أو الإعلان عن أن إيران وضعت منصات صواريخ على سواحل الخليج الفارسي".

يمكننا أن نترك بولتون ونذهب إلى السياسة الداخلية الإيرانية، حيث صادقت الحكومة، أمس، على "لائحة الشفافية"، كما أنه من المقرر أن تعلن المنظمات الحكومية صلاحياتها، وكل ما يتعلق بمهامها أمام المواطنين بشفافية كاملة.

وقد اعتبر محمد فاضلي في صحيفة "إيران" أن "المصادقة على هذه اللائحة، تعتبر نجاحًا للحكومة، وخطوةً للأمام، في ظل انعدام الشفافية الموجود". وفي الواقع تعتبر بنود هذه اللائحة غير شفافة، حيث لم تعلن الحكومة عن تفاصيل هذه البنود.

وفي سياق خبري آخر، أعلنت إيران، أمس، تخليها عن بعض بنود الاتفاق النووي، في إطار إنذارها للاتحاد الأوروبي.. واللافت أن صحف اليوم لم تهتم بالخبر كثيرًا، ومع ذلك لم تتضح بعد طبيعة رد الفعل الأوروبي على الخطوة الإيرانية الجديدة وعلى الإنذار..

ومن هذه النقطة يمكننا أن نذهب للتفاصيل.

"آرمان": الدبلوماسية الأميركية لم تكن يومًا ما "وقحة" إلى هذا الحد

كتب الخبير في الشؤون الدولية، بيروز مجتهد زاده، مقالاً في صحيفة "آرمان"، قال فيه إن "ترامب ومستشاره للأمن القومي حوّلا الشرق الأوسط إلى مخزن بارود، لكن ليعلم الرئيس الأميركي ومستشاره أن انفجار هذا المخزن سيضر بالولايات المتحدة أولا، وبعدها حلفاء واشنطن في المنطقة".

وأضاف مجتهد زاده، في مقاله، أن "السياسة الخارجية الأميركية لم تكن يومًا ما وقحة إلى هذا الحد".

وقال المحلل الإيراني: "إن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بعث برسالة إلى إيران، مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد الحرب، وكل ما تبحث عنه هو اتفاق نووي جديد.. لكن ينبغي طرح تساؤل على بومبيو: ماذا عن الشروط الاثني عشر؟".

وتساءل مجتهد زاده أيضًا: "ألم يكن جون كيري وزيرًا لخارجية أميركا، وباراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة في الاتفاق النووي؟".

ثم أنهى مجتهد زاده مقاله بالقول: "لا يمكن الوثوق بالأميركيين، لأنهم تنصلوا بسهولة من معاهدة دولية".

"آفتاب": بعض البرلمانيين يتغيّرون 180 درجة 

في الأشهر الأخيرة من عمر البرلمان الإيراني، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية، تتغير تصريحات بعض النواب، أملا في كسب رضا مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على تزكية المرشحين وقبولهم لخوض الانتخابات من جديد.

لم تذكر "آفتاب" اسم البرلمانيين الذين تغيرت تصريحاتهم 180 درجة، لكن المتوقع أنهم من التيار الإصلاحي، لأن الأصوليين لا يواجهون مشكلة في هذا الأمر، بسبب تقارب مواقفهم من مواقف مجلس الصيانة.

وقد تعجبت "آفتاب" من أن الأصوليين، من أجل كسب أصوات الإصلاحيين، يدلون بتصريحات إصلاحية، كما أن الإصلاحيين يرتدون لباس الأصولية، إرضاءً لمجلس صيانة الدستور.

وقال الخبير القانوني نعمت أحمدي، لصحيفة "آفتاب"، بهذا الخصوص: "لو عمل النواب بحرية كما ينص الدستور الإيراني، لما شهدنا كل هذه الازدواجية في المواقف".

"كيهان": لماذا تخيفوننا

منذ أيام تركت صحيفة "كيهان"، المقربة للمرشد، كل التحفظات السياسية والمهنية، وكتبت بكل جرأة عن دعمها للحوثيين بعناوين كبيرة على صفحاتها الأولى. فمثلا اليوم كتبت عن أن "المراكز السعودية والإماراتية الحساسة في مرمى أنصار الله اليمنية".

مواقف "كيهان" المتشددة والحادة، واجهت ردود فعل كثيرة، حيث اتهمتها بعض الصحف الإصلاحية بأنها "تتجاهل المصالح القومية".

وفي سياق الخط التحريري لصحيفة "كيهان"، كتب جعفر بلوري مقالاً تحت عنوان: "لماذا تخيفوننا"، ردًا على الانتقادات الموجهة ضد "كيهان"، وقد جاء في هذا المقال: "فريق ترامب الجديد يستخدم التخويف لاختراق الدول المستقلة، وفي الداخل الإيراني بات البعض خائفًا، ليس ذلك وحسب، بل ويريد تخويف الآخرين".

إلى ذلك، يقول الكاتب إن "أنصار الله" اليمنية "تقوم بكل شجاعة بعمليات ضد المصالح النفطية السعودية عبر طائرات مسيرة"، مضيفًا: "حينما تلقي الحرب بظلالها على بلد، يجب المواجهة بكل شجاعة، وليس البحث عن التفاوض الذي يهدف إلى نزع صواريخ إيران.. علينا أن لا نسلم سلاحنا للعدو في ظروف الحرب". 

ويضيف بلوري أن جميع المشاكل الاقتصادية الحالية في إيران سببها الحديث عن السلمية، والخوف، وابتسامة الحكومة أمام أوروبا وأميركا، والحديث عن المصالح الوطنية بما لا يعني سوى الخوف.

"همدلي": عرقلة الدراجات النسائية

أمر مدعي عام أصفهان قوات الشرطة والأمن في المدينة، بمنع النساء من ركوب الدراجات، ومنذ الآن أصبح ركوب المرأة للدراجة في هذه المدينة التاريخية من المحظورات التي يعاقب عليها".

وفي السياق، قالت ستاره لطفي، في تقرير لصحيفة "همدلي": "إن ما أمر به مدعي عام أصفهان يعارض الدستور، فلم يتم منع النساء من ركوب الدراجات في جميع المدن الإيرانية الأخرى، بالإضافة إلى أنه كان دائمًا يواجه معارضة البعض".

وتضيف لطفي أن إيران بها منتخب وطني لركوب الدراجات.

لكن الأكثر إثارة في الأمر، كما تقول الصحافية، هو مطالبة قوات الشرطة في أصفهان بمواجهة راكبات الدراجات.

وتخلص لطفي إلى أن "حقوق النساء الضائعة في إيران كثيرة، وركوب الدراجات ليس من الحقوق الأساسية للنساء، لكنها إشارة إلى أن هناك ظلمًا يمارس ضدهن حتى في المجالات التي لا يوجد فيها منع قانوني".