بدأ نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، زيارة إلى أفغانستان، الیوم السبت 5 ینایر (کانون الثاني)، بعد أن كان قد التقی، قبل أيام، في طهران وفدًا من جماعة طالبان، والتقی فی کابول الرئيس الأفغاني، أشرف غني، صباح اليوم، حسب ما نقلت وكالة "إرنا" الحكومية.

يشار إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لهذا المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الإيرانية إلى كابول، خلال الشهر الماضي، بهدف دفع عملية السلام في أفغانستان، کما أعلن.

وقد أكد السفير الإيراني في أفغانستان، محمد رضا بهرامي، اتصالات الحكومة الإيرانية بجماعة طالبان، أول مرة، يوم 22 مایو (أيار) الماضي، لكنه قال: "نحن على اتصال بحركة طالبان، لكننا لم نطور هذه الاتصالات إلى علاقات، لأننا لم نكن نرغب في أن نخلق مشروعية لجماعة طالبان". 

ومع ذلك، أعلن أمين عام المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، خلال زيارته التي استغرقت يومًا واحدًا إلی کابول يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن إيران تفاوضت مع طالبان، عندها أصبح من الواضح أن استراتيجية إيران قد تغيرت وأنها أقامت علاقات مباشرة مع طالبان.

وعلى الرغم من أن إيران أعلنت أن غرضها من التواصل مع طالبان، هو المساعدة في حل مشاكل أفغانستان الأمنية، فإن الولايات المتحدة وجهت اتهامات أخرى إلى إيران بخصوص هذه التطورات.

وعندما أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، مايك بومبیو، يوم 21 مايو (أيار) 2018، الشروط الاثني عشر للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، کان قد أشار إلى إنهاء دعم حركة طالبان وغيرها من الحركات الإرهابية في أفغانستان وإیواء أعضاء تنظیم القاعدة، کأحد الشروط.

ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول)، عن بدء العقوبات ضد طالبان، واتهمت عضوين من فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني  بتقديم الدعم المالي والتكنولوجي لطالبان. 

ووفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، فقد نفذت حركة طالبان بعض الهجمات ضد الحكومة الأفغانية بدعم من أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوری الإيراني، كما قدم فيلق القدس تدريبًا عسكريًا لبعض أعضاء حركة طالبان في معسكر تدريبي في مدينة بيرجاند شمال شرقي إيران بالقرب من الحدود الأفغانية.

كما اتهم المبعوث الأميركي الخاص في شؤون إيران، براین هوك، إيران بحماية طالبان.

ولم تعلق طالبان على اتهامات الحكومة الأميركية، لکنها أصدرت بيانًا يوم الاثنين الماضي، الموافق الأول من  يناير (کانون الثاني)، يؤيد محادثاتها في طهران وأعلنت أن هدف المحادثات هو إعادة السلام والأمن في أفغانستان.