طالبت عائلة أرشام إبراهيمي، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي قُتل في الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة في أصفهان، بـ"محاكمة الجناة".

وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، الخميس 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، أشار بهزاد إبراهيمي، عم أرشام، إلى عدم معرفة أسرة أرشام بمقتل ابنهم لمدة أربعة أیام، كما لفت إلى مدى صدمتهم من هذا الحادث، وإلى تعنت مسؤولي الأمن في تسلیم جثمانه بعد وفاته.

يذكر أن أرشام أصيب برصاصة مباشرة وفقد حیاته في المستشفى، بسبب النزیف يوم 16 نوفمبر (تشرین الثاني) الحالي.

وقال إبراهيمي عن معاملة قوات الأمن لعائلة الشاب بعد وفاته: "أخبرنا رجال الأمن بأنهم تلقوا أوامر بدفن الجثة في حديقة رضوان لیلاً".

وبالإشارة إلى خلفية مشارکته هو ووالد أرشام في الحرب التي استمرت ثماني سنوات، بين إيران والعراق، أوضح أنه قال في مواجهة مقاومة واتهامات رجال الأمن: "إذا كنا أشرارًا حقًا، فقد خسرتم كل شيء.. ماذا فعلتم في البلاد؟".

الدفن المشروط بوجود رجال الأمن

وفقًا لعم أرشام إبراهيمي، فقد بذلت الأسرة جهودًا مضنية لاستلام الجثة، فوافقت السلطات علی تسلیم الجثة في مبنی القائمقامیة، وألزمت أسرة إبراهيمي بالدفن على الفور، وفي الليل، مع وجود أربعة من رجال الأمن.

وأشار إبراهيمي، وهو یبکي، إلى الآثار النفسية القاسية للمأساة على أسرة أرشام، وتأثر والده ووالدته، مضيفًا: "لا أعرف كيف سيتحمل أخي هذه المأساة".

كما أشار عم الشاب إلى رسالة موقعة من عدد من المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية، وقد طالبوا في هذه الرسالة "بمحاكمة قاتل أو قتلة الشاب".

استمرار الغموض حول عدد الضحایا

يذكر أن الاحتجاجات بدأت على مستوى البلاد، يوم 15 نوفمبر (تشرین الثاني)، بعد ارتفاع أسعار البنزین، ووفقًا لما قاله علي فدوي، نائب قائد قوات الحرس الثوري، فقد شملت الاحتجاجات 28 محافظة من أصل 31 محافظة إیرانیة.

وخلال الاحتجاجات، قطعت الجمهورية الإسلامية شبكة الإنترنت بالكامل، وبدأت قوات الأمن في حملات واسعة النطاق وعنيفة ضد المحتجين.

وفي حين لم يقدم المسؤولون في الجمهورية الإسلامية، حتى الآن، إحصاءات رسمية عن ضحایا هذه الاحتجاحات، تفيد منظمة العفو الدولية بأن 143 شخصًا على الأقل، قتلوا خلال الاحتجاجات.

وکتبت قناة تلغرامية تابعة لموقع "كلمة" المقرب من مير حسين موسوي، أمس الخميس، أن مصدرًا مطلعًا أعلن، في اتصال مع الموقع، أن عدد القتلی المسجلین حتى الآن بلغ 366 شخصًا.

ووفقًا للتقارير والصور التي نشرها أشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، تم قتل كثير من ضحايا الاحتجاجات نتيجة إطلاق قوات الأمن النار المباشر على المدنيين.

وفي الأثناء، تم دفن جثث المحتجين الآخرين الذين قُتلوا في مدن مختلفة، في صمت، من خلال الضغط علی عائلاتهم وفي ظل تدابیر أمنیة مشددة.