أشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى الجهود السابقة من أجل تسوية الخلافات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية، والحوار مع وزير الخارجية السعودي السابق، قائلا: "أنا قمت بإرسال رسائل.. لو كنتم تفكرون أنني المداهن الأكبر على حد تعبيركم، فسيتفاوض معكم قاسم سليماني".

وخلال زيارته إلى السويد ولقائه مع حشد من أبناء الجالية الإيرانية في هذا البلد، أمس الاثنين 19 أغسطس (آب)، أعلن ظريف أنه منذ تعيينه في منصبه هذا، اقترح التفاوض مع السعودية حول قضايا اليمن والبحرين والعراق ولبنان، لكنه "تلقى ردًا سلبيًا".

وتابع ظريف أن المسؤولين السعوديين ردوا عليه بهذه العبارة: "ظريف ليس بيده شيء"، مضيفًا أن المسؤولين السعوديين " يقولون إن مشكلتنا مع اللواء سليماني".

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية وغالبية دول الخليج، تعتبر الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني من الكيانات الإرهابية، كما تنتقد الرياض باستمرار تدخل الجمهورية الإسلامية في شؤون دول المنطقة وتمويل ميليشيات مسلحة فيها.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية، قد حظرت محمد جواد ظريف، في مطلع أغسطس (آب) الحالي، واستخدم الحساب الفارسي لوزارة الخارجية الأميركية في ترجمة تغريدة لمايك بومبيو، وصف "المداهن الأکبر" إشارة إلى ظريف.

وفي معرض رده على هذه التغريدات، قال وزير الخارجية الإيراني من السويد إن "بومبيو يعتقد أنني سأحزن إذا سمح لشخص عديم الأدب بأن يغرد بدلا عنه".

وأشار ظريف إلى رد سابق لوزير الخارجية السعودي الراحل، سعود الفيصل، على اقتراح ظريف بالتفاوض، حيث قال له: "إن العالم العربي ليس من شأنك".

ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى جهوده من أجل التفاوض، وإقامة علاقات مع دول المنطقة، قائلا: "أنا وباعتباري راعيًا للعلاقات، فقد بذلت جهدًا من أجل تحسين العلاقات مع دول الجوار".

وصرح الوزير الإيراني بأنه لا يزال مستعدًا لبذل المزيد من أجل تحسين العلاقات، وأوضح: "نحن لسنا بخلاء ومائدتنا ممتدة، ونحن مستعدون لأي جار يريد الجلوس على مائدة العلاقات الطيبة".

وكان ظريف قد أكد سابقًا أيضًا أنه "إذا كانت السعودية مستعدة للتفاوض فنحن دائمًا مستعدون من أجل التفاوض مع دول الجوار".

وفي المقابل، أكد المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله بن يحيى المعلمي، يوم الأربعاء 24 يوليو (تموز) الماضي، "استعداد الرياض لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران"، مشيرًا إلى "جهود استعادة السلام والأمن في المنطقة".

وتعليقًا على هذه التصريحات، قال ظريف خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد يوم الاثنين 29 يوليو (تموز) الماضي: "إننا نعتبر أن هذه التصريحات تمثل إشارات إيجابية".

وفي جانب آخر من تصريحاته أمام الجالية الإيرانية في السويد، لفت ظريف إلى تأثير وشدة العقوبات الأميركية، و"تحفظ أوروبا" تجاه هذه العقوبات، وكذلك تنفيذ الآلية المالية الأوروبية (إينستكس)، قائلا: "إن الآلية المالية الأوروبية وعلى المدى القصير قد لا تكون قادرة على علاج مشاكلنا، لكنها توضح حقيقة أن أقرب حلفاء أميركا أنشأوا آلية للالتفاف عليها".

كما اعتبر ظريف أن الآلية الأوروبية تتسبب في "إبعاد الاقتصادات عن الدولار الأميركي".

وقال إن تقييد "إينستكس" على الغذاء والدواء فقط، وعدم دخول عوائد النفط فيها، من ضمن المشاكل الإيرانية في هذه الآلية.

وفي معرض إشارته إلى إدراج اسمه ضمن قوائم عقوبات الحكومة الأميركية، لفت ظريف إلى زياراته الأخيرة إلى الكويت، وفنلندا، وفرنسا، ولقائه المسؤولين الأوروبيين، مبينًا: "لم أتعرض لضغوط ملحوظة".

كما انتقد ظريف تخلف إيران في مجال استخدام إمكانيات الفضاء الإعلامي والافتراضي في الدبلوماسية العامة، مؤكدًا: "ينبغي على الإيرانيين بذل المساعدة عبر (إعادة التغريدات)". 

وأشار إلى إمكانية فوز الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الانتخابات المقبلة، قائلا: "هناك احتمال كبير بأن يكون ترامب ضيفًا مزعجًا في العالم لمدة أربع سنوات أخرى".

ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى النزعة القومية في السياسات الاقتصادية لدى الحكومة الأميركية، مضيفًا: "إذا استطاع ترامب أن يحقق إنجازًا ملحوظًا في أميركا، وإذا حققت الاتجاهات القومية الحديثة إنجازات في أوروبا أيضًا، فمن الممكن أن تتحول هذه النزعة القومية إلى اتجاه".