قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم السبت 29 ديسمبر (كانون الأول)، في حديث مع قناة "فونيكس" الصينية: "لو رجعت الأوضاع إلى ما قبل ثلاث سنوات، أيّام المحادثات النووية بين إيران والغرب، لكنا بلا شك أكثر صرامة".

ووفقًا لوکالة "إيسنا"، فقد أضاف ظريف في هذه المقابلة: "كان من الصعب الوصول إلى اتفاق أفضل من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه".

وقال أيضًا إن الولايات المتحدة "معزولة" عن العالم، وحكومتها تسعى "للتنمر"، و"التلويح بالقوة في التعامل مع الآخرين"، في المجتمع الدولي.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة ستستمر في المستقبل القريب "بنفس التحدي".

ووفقًا لما قاله ظريف، فإن الولايات المتحدة لا تسعى إلى "اتخاذ قرار لتوتير العلاقات مع إيران"، وإيران لا تسعى إلى الصراع.

وقال ظريف في جزء آخر من المقابلة إن إيران لن تتفاوض أبدًا مع الولايات المتحدة "تحت الإجبار"، وإن الأميركيين "يجب أن يعوّدوا أنفسهم على التفاوض".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في مايو (أيار) الماضي أن الاتفاق النووي مع إيران لم يمنع إجراءات الجمهورية الإسلامية الأخرى في المنطقة أو البرنامج الصاروخي للبلاد، فانسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات ضد إيران، بما في ذلك في قطاع بيع النفط.

وكان وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، قد حدد 12 شرطًا مسبقًا للتفاوض مع إيران،  وهي الشروط المسبقة التي قالت الحكومة الأميركية إنها ضرورية لتغيير سلوك الدولة الإيرانية.

وصرح ظريف لقناة "فونيكس" بأن الولايات المتحدة "لا تستطيع وقف صادرات النفط الإيراني"، وإذا كان من المفترض أن "تفعل ذلك فستضطر إلى اتخاذ سياسات تجعل العالم في فوضى".

ووصف وزير الخارجية الإيراني أيضا الصين وروسيا بأنهما "أهم شريكين تجاريين" لإيران، قائلاً إن السياسة الخارجية الإيرانية "ليست ردة فعل على أوروبا، وأوروبا ليست أهم شريك تجاري لنا".

ومع ذلك، أضاف حول الاتفاق النووي: "أخبرنا الأوروبيون بأنه على الرغم من كل المعارضات الأميركية، فإنهم مهتمون، لكننا لم ننتظر أوروبا أبدًا، والآن أيضًا نحن لا ننتظر أوروبا".

لقد دعت إيران وأوروبا في سلسلة المفاوضات التي أعقبت انسحاب أميركا من الاتفاق النووي إلى خلق مجال للحفاظ على الاتفاق النووي وإنشاء آلية مالية مستقلة تتيح مواصلة التجارة مع إيران، لكن طهران اتهمت أوروبا بأنها لا تعمل بجدية من أجل إنشاء هذه الآلية.