أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء 10 يوليو (تموز)، تزامنًا مع تصاعد التوتر بين طهران وبريطانيا حول احتجاز الناقلة الإيرانية في جبل طارق، أن الجمهورية الإسلامية لم تتلق مقترحًا بشأن تبادل نازنين زاغري مع ناقلة النفط.

يشار إلى أن نازنين زاغري هي مواطنة بريطانية-إيرانية، تم اعتقالها في مطار طهران في نوروز 2016، أثناء مغادرتها إيران. وقد حكمت عليها السلطة القضائية الإيرانية بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التجسس، لكن زاغري تنفي التهمة.

ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، قال ظريف على هامش اجتماع الحکومة، اليوم الأربعاء، ردًا على سؤال حول رحلة کبير مستشاري الرئيس الفرنسي إلى طهران، لتخفيف التوتر والتفاوض، إنه لم يكن على علم بما اقترحه على إيران.

وفي نفس الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، عن مجيء وذهاب الأوروبيين من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي.

وفي يوم الخميس الماضي، أعلنت حكومة جبل طارق أنها بمشاركة البحرية البريطانية أوقفت ناقلة "غريس-1" التابعة لإيران، والتي كانت تنقل النفط إلى سوريا، لمخالفتها العقوبات الدولية.

وبعد ذلك، أصدرت محكمة جبل طارق أمرًا بتمديد مذكرة التوقيف لمزيد من التحقيق من قبل الشرطة. وجاءت هذه الخطوة برد فعل إيران، حيث قال مسؤولون في الجمهورية الإسلامية إن الإجراء البريطاني لن يبقى دون رد.

لا أهمية لمجلس المحافظين

وفي جزء آخر من کلامه، ردًا على طلب الولايات المتحدة بعقد اجتماع عاجل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن رفع نسبة التخصيب الإيراني، وصف ظريف هذه المؤسسة بأنها لا أهمية لها إلا في إطار الاتفاق النووي.

وقال أيضًا عن زيادة العقوبات ضد إيران: "نحن لن نتفاوض تحت الضغط". وأضاف ظريف أنه بعد رفع العقوبات، "يمكن أن نتحدث عن تنفيذ الاتفاق النووي".

وفي الوقت نفسه، قال براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميرکية، إن العقوبات حرمت إيران من عائدات النفط السنوية البالغة 50 مليار دولار وستستمر.

خمس رسائل لموغيريني

وفي حديثه مع الصحافيين، أعلن ظريف عن کتابة خمس رسائل لفيديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، حول تقليل التزامات إيران في إطار الاتفاق النووي. وقال إن هذه الرسائل أبلغت عن تنفيذ المادة 36 في الاتفاق النووي.

وكانت موغيريني، أمس الثلاثاء، قد دعت، في بيان مشترك مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى عودة إيران والتقيد الفوري بالاتفاق النووي.

وأشار ظريف إلى اعتقال الإيرانيين من قبل الحكومات الأوروبية بتهمة انتهاكات العقوبات الدولية، قائلاً إن هذه الاعتقالات كانت بطلب أميركي وإن أوروبا بهذا الإجراء تنتهك الاتفاق النووي.

التزامات لجنة الاتفاق النووي

وفي إشارة إلى اجتماعات اللجنة والالتزامات التي تم التعهد بها لإيران، قال وزير الخارجية الإيراني، إنه لم يتم تنفيذ أي من الالتزامات الـ11 حتى الآن.

وكان اجتماع لجنة الاتفاق النووي قد عقد، يوم 28 يونيو (حزيران) في فيينا، وبعد مراجعة الالتزامات المصرفية والنفطية لإيران، أعلن رسميًا عن تشغيل الآلية المالية (إينستكس) بين إيران وأوروبا.

وردًا على الخطوة الثانية المتمثلة في تخفيض التزامات إيران، أعربت موغيريني يوم الأحد الماضي، عن قلقها إزاء عدم امتثال الجمهورية الإسلامية للاتفاق النووي، وطلبت من لجنة الاتفاق النووي عقد اجتماع عاجل بشأن إيران.