ظريف: عدم إلغاء الرحلات المدنية في إيران ليلة الهجوم الصاروخي "قرار سياسي"
أرجع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أسباب عدم إلغاء رحلات الركاب ليلة الهجوم الصاروخي على القواعد الأميركية في العراق لأسباب "سياسية" و"تقنية"، وذلك ردًا على الغموض حول ما حدث في هذه الليلة.
وفي هذا الصدد، قال ظريف في مقابلة مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، نُشرت أمس الجمعة 24 يناير (كانون الثاني): "لقد كان ذلك القرار تقنيًا بالإضافة إلی کونه قرارًا سياسيًا، فلم تكن طهران في منطقة نزاع". ولم يقدم ظریف مزیدًا من التفاصيل حول الأمر.
وأضاف ظريف: "لقد دخلنا في حرب مع العراق لمدة 8 سنوات، ولم نغلق مجالنا الجوي".
جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي صرح فيه قائد القوات الجوية بالحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، في مؤتمر صحافي بأن إيران کانت في حالة تأهب قصوى، وفي حالة حرب كاملة، ليلة الهجوم، وأن مسؤولیة الفشل في إيقاف رحلات الركاب تقع علی عاتق القوات المسلحة.
وكانت هناك أيضًا تكهنات في الأيام الأخيرة حول استخدام الحكومة الإيرانية المتعمد لتكتيك استخدام رحلات الركاب كدرع ضد أي ضربة أميركية محتملة.
وردًا على سؤال عن سبب التكتم حول إطلاق النار علی الطائرة لمدة ثلاثة أيام، أشار ظريف إلى تأخر وصول المعلومات إلی السلطات، قائلاً: "الحكومة ليست مسؤولة عن ذلك".
وفي هذا الصدد، قارن وزير الخارجية الإيراني بين إسقاط هذه الطائرة وإسقاط الطائرة الإيرانية من قبل البحریة الأميرکیة في الخليج، صيف 1988، قائلاً: "إن الولايات المتحدة لم تعتذر رسميًا" حتی الآن عن ذلك الحادث، في حين أن العسكري الإيراني الذي أسقط الطائرة الأوكرانية یقبع الآن في السجن".
يذكر أن المحتجين على إسقاط الطائرة، وعائلات بعض الركاب القتلى، طالبوا بمساءلة المرشد علي خامنئي، واستقالته.
وفي غضون ذلك، وصف ظريف احتجاج الناس إثر إطلاق النار على طائرة الركاب من قبل الحرس الثوري، بأنه "شكوى مشروعة".
وقال ظريف، تعليقًا على الاحتجاجات الشعبية بعد هذه الحادثة ومعارضة النظام الإيراني: "إذا كنت تريد أن ترى هذا كمقياس على معارضة النظام، فيجب مقارنة ذلك بشكل صحيح مع جنازة سليماني".
بومبيو بعث برسالة تهديد بعد مقتل سليماني
وفي جزء آخر من هذه المقابلة، وحول تبادل الرسائل بین طهران وواشنطن، في أعقاب الهجوم على قاعدة عین الأسد؛ أشار ظريف إلى رسالة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إيران. وقال: "إن وزير الخارجية، بومبيو، ليس دبلوماسيا جيدًا، فقد كانت رسالته لنا استفزازية وعدوانية وتهديدية".
وذكر ظريف أيضًا أن الهجوم على قاعدة عین الأسد العسکریة في العراق لم يكن "ردًا رسميًا" للجمهورية الإسلامية على مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس. وأضاف رئيس الدبلوماسية الإيرانية أن "الرد الحقيقي سيأتي من شعوب المنطقة"، مؤكدًا أنه لم تكن هناك نية لإحداث إصابات خلال الهجوم على تلك القاعدة العسكرية.
وفي معرض رده على سؤال حول الاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في إيران، وصف وزير الخارجية الإيراني هذه الاحتجاجات بأنها "من أسوأ فترات حياته".
ورفض ظريف الأنباء حول أعداد القتلى التي زادت على 1000 قتيل، خلال احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفق كثير من التقديرات، قائلا: "هذا العدد خطأ، كانت (أعداد القتلى) أقل من ثلث هذا العدد. والتحقيقات مستمرة".
تأتي تصريحات ظريف بعد مرور أكثر من 70 يومًا على اندلاع الاحتجاجات في 28 محافظة إيرانية، وما زال المسؤولون الإيرانيون لم يعلنوا حتى الآن عن أي إحصاء رسمي لأعداد القتلى والمعتقلين على خلفية هذه الاحتجاجات.
أميركا تستطيع العودة للمفاوضات بعد رفع العقوبات
وفي معرض إشارته إلى تصاعد حدة التوترات بين إيران وأميركا في قضية الاتفاق النووي، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني، قال ظريف: "إدارة ترامب تستطيع إصلاح ما قامت به، برفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات".
ولم يستبعد وزير الخارجية الإيراني إجراء مفاوضات مجددًا مع أميركا، مضيفًا: "أنا لا أستبعد أبدًا احتمال أن يقوموا بتغيير نهجهم ومعرفة الحقائق".
كما انتقد وزير الخارجية الإيراني ما وصفه بـ"استسلام أوروبا أمام الضغوط الأميركية" في ما يتعلق بالملف النووي.
وكانت الدول الأوروبية قد قامت، في وقت سابق، بتنفيذ آلية فض النزاع، المعروفة بـ"آلية الزناد" في الاتفاق النووي، ردًا على تقليص إيران لتعهداتها النووية بموجب الاتفاق المذكور.
وردًا على هذا الإجراء الأوروبي، حذر ظريف أيضًا من احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، إذا تمت إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن.