قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الأربعاء 26 ديسمبر (كانون الأول)، مؤكدًا إجراء المحادثات مع حركة طالبان: "إن المحادثات تجري بعلم الحکومة الأفغانية وستستمر".

وكان شمخاني قد ذهب إلى کابول في رحلة غير معلنة، برفقة غلام رضا محرابي نائب رئيس الاستخبارات والأمن في القوات المسلحة الإيرانية، وإسماعيل قاني نائب فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

ووفقًا للتقارير، فقد التقى شمخاني بالمسؤولين الأفغان، بمن فيهم حمد الله محب، مستشار الأمن القومي الأفغاني.

وخلال الزيارة، وصف شمخاني الغرض من المحادثات بين إيران وحركة طالبان بـ"المساعدة في حل المشاكل الأمنية في أفغانستان".

وقد عقدت المحادثات بين ممثلين من طالبان، وممثلي الولايات المتحدة، وباكستان، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، في أبوظبي من 16 إلى 19 ديسمبر (کانون الأوَّل).

كما أرسلت أفغانستان ممثليها إلى المحادثات، لكن حركة طالبان أعلنت في عدة بيانات أنها غير مستعدة لمقابلتهم.

وخلال السنوات الماضية، اتهمت الولايات المتحدة، إيران مرارًا وتكرارًا بالعمل مع حركة طالبان الأفغانية من أجل تحقيق "أهداف معادية لأميركا"، لكن سلطات طهران نفت باستمرار هذه المزاعم.

وفي غضون ذلك، دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى "اتخاذ تدابير عملية" لمعالجة هذه القضية، في إشارة إلى أن طهران قلقة بشأن "توسع نطاق نفوذ داعش في أفغانستان".

تجدر الإشارة إلى أن زيارة شمخاني إلى أفغانستان تتزامن مع الإعلان عن تأجيل إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية المزمع إجراؤها في أبريل (نيسان) المقبل، لكن حاليًا تم تأجيلها إلى يوليو (تموز).

ومن غير الواضح إلى أي مدى يرتبط تأجيل الانتخابات بمحادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وفي وقت سابق، أصدرت بعض وسائل الإعلام الدولية تقارير تفيد بأن طالبان تريد تأجيل الانتخابات، ولكن في وقت لاحق، نفت طالبان والحكومة الأفغانية هذه التقارير.

يذكر أن حركة طالبان أعلنت عن نفسها عام 1994، خلال ذروة الحرب الأهلية في أفغانستان. وفي عام 1996، استولت طالبان على كابول عاصمة أفغانستان.

وقد انهزمت طالبان بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، ولكنها عادت وأعلنت عن نفسها مجددًا عام 2006.

وفي السنوات الأخيرة، كانت طالبان في نزاع دائم مع الحكومة المركزية، كما أن الخطط التي وضعت من أجل السلام حتى الآن لم تكن ناجحة.