تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

سقوط قاسم سلیماني في شوارع العراق

 

رغم أن قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، لم يعلن عن وجوده في العراق إلا في حالات نادرة، خلال "الحرب" ضد داعش، إلا أنه في الأيام الأولى للمظاهرات الواسعة النطاق التي اندلعت مؤخرًا في العراق، انتشرت شائعات بین أهل بغداد عن دور سليماني في إدارة غرفة العمليات لمواجهة الاحتجاجات الشعبية.

وقد اتهم البرلماني العراقي أحمد الجبوري، علنًا، قاسم سليماني، ونائبه الحاج حامد، بقيادة مجموعة من القناصة، من خلال غرفة عمليات، مما أدی إلی زيادة الإصابات في صفوف المتظاهرین.

كما أفادت بعض الصحف العراقية بمشاركة هادي العامري، وجمال إبراهيمي، المعروف باسم أبو مهدي المهندس، وقيس الخزعلي، في غرفة العمليات. وثلاثتهم قادة متشددون في ما يسمى "الحشد الشعبي".

ولكن بعيدًا عن هذه الأخبار المتفرقة، كان إیرج مسجدي، وهو عضو آخر في فيلق القدس، ويعمل سفيرًا لإيران في بغداد، كان نشطًا للغاية، خلال أيام المظاهرات العراقية، وسافر إلى أربيل، بالإضافة إلى حضور اجتماعات مع كبار القادة الشيعة والمنظمات السياسية الشيعية، وتباحث مع مسعود برزاني حول التواطؤات المحتملة في جلسات البرلمان العراقي، ودعم عادل عبد المهدي. 

وقد طالبت بعض الجماعات السياسية، مثل تکتل "سائرون"، التابع لمقتدى الصدر، وکتلة "النصر" التابعة لرئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، طالبت باستقالة عبد المهدي.

ومع استمرار احتجاجات الشعب العراقي، الأسبوع الماضي، وازدياد عدد القتلى والعنف، أصبحت الشعارات التي تعارض تدخل نظام المرشد الأعلى في الشؤون الداخلية العراقية "أكثر حدةً"، وكان لها تأثير كبير على الساحة السياسية والعامة في بلاد ما بين النهرين، فأصبح الدفاع عن النظام الإيراني في هذه الظروف أمرًا بالغ الصعوبة، واضطر شخص مثل قيس الخزعلي، الذي كان يُعرف سابقًا بخطبه التي یدافع فیها عن ولي الفقيه، اضطر إلی أن ینسب نفسه إلى الإمام الحسين، بدلاً من نظام ولي الفقيه، ویصف قواته بأنها تدافع عن الحسین، ويصف المتظاهرین بأنهم "أعداء" الحسین.

کما أُجبر قائد قوات الشرطة الإيرانية الخاصة، أيضًا، على التراجع عن كلماته وإلقاء اللوم على المترجم الذي نقل حديثه إلی اللغة العربية، بعد أن رد المسؤولون العراقيون بشدة على إرسال 7500 من أفراد هذه القوات لتوفیر الأمن لزوار الأربعین.

لكن في العراق، لا يزال النقاش الدائر حول مسببي العنف ضد المتظاهرين ساخنًا، وأصابع الاتهام موجهة إلى العملاء الإيرانيين.

وفي الوقت نفسه، ووفقًا للوثائق التي حصل عليها البرلمان، ووزارة الداخلية، ومكتب مستشار الأمن القومي العراقي، فإن سبب العنف ضد المتظاهرين هو مثلث الشرطة الفيدرالية، وقوات سوات، وقوة حمایة معلومات الحشد الشعبي، حيث تم تجنيد معظم قادة الشرطة الفيدرالية من فيلق بدر، التابع لإيران، ويعتقد الكثير من المتظاهرين أن هؤلاء القادة أمروا بإطلاق النار مباشرة علیهم.

وقد تشكلت قوات سوات من قبل نوري المالكي، وهو عمیل آخر لجمهورية إيران الإسلامية، وما زالت موالية لحزب الدعوة الذي یتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق. لكن قوة حمایة معلومات الحشد الشعبي تم تشکیها بناءً على طلب رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي. وتم اختيار أعضاء هذه المؤسسة من قوات الاستخبارات والأمن والقتال في الحشد الشعبي، وهم ينتمون بشكل غير مباشر إلى قاسم سليماني.

وفي الأيام الأخيرة، حاول رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، من خلال تقديم حزمة إصلاحات تركز على التعدیل الوزاري والوعود الاقتصادية، حاول اجتیاز الخسائر البشریة في المظاهرات الأخیرة، والتي قدّرتها بعض المصادر بنحو 1200 شخص. لكن هذا التجاوز لا يمكن القيام به بسهولة، وعادل عبد المهدي هو أحد المتهمين في "مثلث القتل".

هذه المشکلة متجذرة بعمق في وضع العراق الیوم، ولم تتخذ الجماعات السياسية موقفًا ضدها، ليس ذلك فحسب، بل إن المرجعیة الشيعية أیضًا اتحذت موقفًا مماثلاً.

وفي بيان قُرئ في صلاة الجمعة نيابة عن السیستاني، ألقى آية الله السيستاني باللوم على عادل عبد المهدي في أعمال العنف ضد المتظاهرين، بل ذهب إلی أبعد من ذلك، وألقى باللوم على رئيس الوزراء العراقي لإعطاء الضوء الأخضر لمجموعة من القناصة لقتل المتظاهرين.

هذا الموقف يجعل عبد المهدي وأنصاره في وضع هش. وليس أمامه هو وقادة الحشد الشعبي المنتمون لجمهورية إيران الإسلامية خيار سوى تحمل مسؤولية أفعالهم، أو مواصلة أكاذيبهم، والوقوف في مواجهة الشعب العراقي.

لقد بدأت معركة تقليص هيمنة الحشد الشعبي على الحكومة العراقية قبل أشهر؛ ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، تم تغيير المخطط التنظيمي للحشد الشعبي بقرار جديد من قبل الحكومة العراقية. وتم طرد أبو مهدي المهندس، صدیق قاسم سليماني، من منصب نائب رئیس الحشد، وزادت قوة فالح فياض، رئیس الحشد الشعبي؛ حيث إن فياض عضو قديم في حزب الدعوة، ويشغل الآن منصب مستشار الأمن القومي العراقي. كما أن فالح فياض، على عكس أبو مهدي المهندس، وغيره من كبار قادة الحشد الشعبي المرتبطين بقاسم سليماني، یرجح أن یظهر بمظهر الحكومة الوطنية العراقية أكثر من ميليشيا تابعة لإيران.

ومع الحفاظ على علاقات جيدة مع جمهورية إيران الإسلامية، أقام فیاض علاقات عميقة مع المسؤولين الأميركيين، وأصر على الحفاظ على حياد العراق في النزاعات الإقليمية والدولية.

وقبل أسبوعين، أعلن إيرج مسجدي، في مقابلة مع تلفزيون "دجلة"، أن جمهورية إيران الإسلامية يمكن أن تهاجم القوات الأميركية من الأراضي العراقية. هذا التصریح أغضب فالح فیاض بشدة، وتم تحذير سفير ولي الفقیه في بغداد.

لقد زادت المظاهرات الأخيرة في العراق من قوة أفراد مثل فالح فياض في التسلسل الهرمي للحكومة العراقية، وقلصت من قوة الجماعات المرتبطة بجمهورية إيران الإسلامية.

وفي الأسبوع الأخير، کانت حناجر المتظاهرین هي التي تصدح فقط بشعار "بغداد حرة حرة.. إیران بره بره" (أي: حریة بغداد تکمن في طرد إیران منها)، والآن أصبحت معظم الجماعات السياسية، والمرجعیة الشيعية، تقف ضد أداء إيران في بلاد ما بين النهرين.

إن اتهام عبد المهدي والحشد الشعبي بقتل المتظاهرين، هو في الحقيقة اتهام لقاسم سليماني بسفك دماء الشعب العراقي، وهو ما يصعب عليه التهرب منه.

لقد أدت الاحتجاجات الأخيرة في العراق إلى الإطاحة بقاسم سليماني في شوارع بغداد، والمدن العراقية الأخرى.

 

محلل سياسي في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More