ردًا على الضغوط التي تفرضها السلطات الأمنية الإيرانية على أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في طهران، وصف جواد سليماني، زوج الناز نبیئي، إحدى ضحايا الطائرة هذه الضغوط بأنها "ذروة الوقاحة"، معتبرًا أن إسقاط هذه الطائرة "جريمة" النظام الإيراني.

وخلال نشره مقطع فيديو على صفحته في موقع "إنستغرام"، اليوم الجمعة 24 يناير (كانون الثاني)، قال جواد سليماني إن "جريمة النظام الإيراني ليست إطلاق صاروخ على طائرة الركاب الأوكرانية فحسب، بل علم المسؤولين بالأوضاع الحربية في البلاد واستخدام رحلات الطيران المدني دروعًا دفاعية للبلاد".

ووجّه جواد سليماني خطابه إلى المسؤولين العسكريين في إيران، متسائلا: "لماذا لم تقوموا بوقف الرحلات المدنية في البلاد؟ وقد كنتم على علم بالأوضاع المتأزمة، وعلى علم بتحليق المقاتلات الأميركية على الحدود الإيرانية العراقية".

كما انتقد زوج إحدى ضحايا إسقاط الطائرة الأوكرانية، عدم شفافية المسؤولين العسكريين الإيرانيين، مضيفًا: "ربما لم تكونوا لتمانعوا لو قامت أميركا باستهداف إحدى الطائرات المدنية بالخطأ".

وتساءل جواد سليماني: "لماذا كذبتم لمدة ثلاثة أيام بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية؟ ثم قمتم بإصدار بيان والاعتراف بما قمتم به بعدما كشفت الدول الأخرى عن استهداف الحرس الثوري لهذه الطائرة".

وحول التصريحات التي أدلى بها قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، والتي زعم خلالها أن الطائرة تم التعامل معها على أنها صاروخ كروز، اعتبر جواد سليماني أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو المسؤول عن هذه الحادثة، مطالبًا بمساءلته.

وقارن جواد سلیماني بين أداء الحكومة الإيرانية وأداء الحكومتين الكندية والأميركية في متابعة حقوق الشعب وأسر الضحايا الإيرانيين، في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، معربًا عن أسفه إزاء إهمال وتجاهل المسؤولين الإيرانيين للحادثة.

وفی جزء آخر من تصريحاته، أشار جواد سليماني إلى استدعائه من قبل وزارة الاستخبارات الإيرانية بتهمة "إهانة ممثلي خامنئي"، واصفا هذا الإجراء بـ"ذروة الوقاحة".

وكانت أنباء قد تم نشرها سابقًا أيضًا عن ممارسة قوات الاستخبارات الإيرانية ضغوطًا على أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية لمنعهم من إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية وإجبارهم على توقيع بيان لدعم النظام الإيراني.

وفي معرض انتقاده تجاهل المسؤولين الإيرانيين لأهمية هذه الحادثة، أشار سليماني إلى خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها علي خامنئي، قائلا: "وبعد تلك الحادثة، تتحدث عن قاسم سليماني؟ وتنتقد عملية تمزيق صورته؟"، مضيفًا أن "الشعب غاضب من ظلمكم".

وفي غضون ذلك، انتقد سليماني توصية خامنئي "بالتقوى" في ما يتعلق بإسقاط الطائرة الأوكرانية، مضيفًا: "إن سلطات الجمهورية الإسلامية سكروا بالسلطة ولم يعد يهمّهم شيء".

ولفت جواد سليماني إلى عدم ثقة الشعب الإيراني بنظامه، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على إيران من أجل إرسال الصندوقين الأسودين للطائرة إلى بلد ثالث من قبل الحرس الثوري الإيراني.

كما أعلن جواد سليماني، سابقًا، عن استدعائه وتهديده من قبل دائرة الاستخبارات في مدينة زنجان، بتهمة "إهانة ممثلي خامنئي"، وقال إنه اضطر لمغادرة إيران.

يذكر أن الحرس الثوري الإيراني شارك في مراسم تشييع جثامين كثير من ضحايا الطائرة الأوكرانية وفرض قيودًا على حضور أسر وأقارب الضحايا في مراسم التأبين، كما سعى إلى تقليل صدى هذه الحادثة من خلال اعتبار الضحايا "شهداء" ووضع العلم الإيراني على نعشهم.