كشف جواد سليماني، زوج إحدى ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في طهران، في وقت سابق من هذا الشهر، عن استدعائه وتهديده من قبل دائرة الاستخبارات في مدينة زنجان، بتهمة "إهانة ممثلي خامنئي". وقال جواد سليماني،واليوم الخميس 23 يناير (كانون الثاني) إنه اضطر إلى مغادرة إيران.

يشار إلى أن جواد سليماني، زوج الناز نبيي، التي توفيت إثر إسقاط الطائرة الأوكرانية بعد استهداف الحرس الثوري لها، كان قد نشر على صفحته في موقع "إنستغرام" منشورًا أكد خلاله أن دائرة الاستخبارات في مدينة زنجان قامت، صباح اليوم التالي لـ"مراسم تشييع الجثمان"، باستدعائه بتهمة "إهانة ممثلي خامنئي، وبسبب منشوراته على إنستغرام".

وأضاف جواد سليماني أنه كان سابقا قد انتقد "كيفية تنفيذ مراسم التأبين المفروضة من قبل مؤسسة الشهداء والحرس الثوري والمؤسسات الحكومية"، مضيفًا: "للأسف، في مراسم التأبين رأيت قائد الحرس الثوري وممثل خامنئي في الحرس، كانوا واقفين جانبنا باعتبارهم أصحاب العزاء والمصيبة، فقلت لهم لست عديم الغيرة والحمية إلى درجة أن تقفوا أنتم بجانبنا باعتباركم أصحاب العزاء".

وتابع جواد سليماني أنه تلقى في يوم تشييع الجثمان رسالة فحواها: "أغلق فمك، وهذا هو التحذير الأول والأخير".

وأشار جواد سليماني إلى أنه بعد استدعائه إلى دائرة الاستخبارات في مدينة زنجان وذهابه إلى طهران، "قاموا في طهران أيضًا باتصال هاتفي مع بيت أبي هناك، ولكنني كنت قد ذهبت إلى منزل غير منزل أقاربي في طهران وبما أنني لست من أهل الصمت، اضطررت على الفور إلى مغادرة البلاد لكي أقوم بإيصال صوت مظلومية ضحايا هذه الكارثة إلى الآخرين".

وكانت الدفاعات الجوية التابعة للحرس الثوري قد استهدفت يوم 8 يناير (كانون الثاني) الحالي طائرة ركاب أوكرانية من طراز بوينغ 737 وعلى متنها 176 راكبا بعد إقلاعها من مطار الإمام الخميني في ضواحي طهران، مما أدى إلى إسقاط الطائرة ومقتل جميع ركابها".

وفي البداية أصر المسؤولون الإيرانيون على أن الطائرة تحطمت نتيجة عطل فني فيها، إلا أن الحرس الثوري الإيراني في نهاية المطاف اضطر إلى الاعتراف بإسقاطها بصواريخ أطلقت عليها عن طريق الخطأ.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة لمراسم تشييع جثامين بعض ضحايا الطائرة الأوكرانية أن السلطات الإيرانية سمحت بصعوبة لأسر الضحايا بالاقتراب من محل دفن أقاربهم المتوفين، وقامت بتحويل مراسم التشييع هذه إلى مراسم تشييع حكومية.

كما انتقد أحد آباء ضحايا الطائرة خلال مراسم التشييع عدم محاكمة المقصرين في هذا القصف الصاروخي الذي أدى إلى إسقاط الطائرة المدنية.

الجدير بالذكر أنه بعد هذه الحادثة اندلعت احتجاجات شعبية في طهران وباقي المدن الإيرانية، تنديدا بهذا العمل، فيما شهدت هذه الاحتجاجات معاملات أمنية مع المحتجين من قبل القوات الأمنية الإيرانية.

وأكد مسؤول في القضاء الإيراني اعتقال المواطنين المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية، معلنا أن عدد المعتقلين وصل إلى "نحو 30 شخصًا".