وصل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسن روحاني، إلى بغداد، صباح اليوم الاثنين 11 مارس (آذار)، على رأس وفد سياسي واقتصادي، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام.

وقد كتبت الوکالة الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" أن الزيارة كانت "بسبب نجاح العراق في هزيمة داعش، والنجاح في إجراء الانتخابات البرلمانية، وتشكيل الحكومة".

وتهدف هذه الزيارة أيضًا، إلى "استمرار التعاون والدعم للعملية الديمقراطية، وإعادة إعمار العراق"، من خلال توقيع "عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية بين البلدين".

ولأن أحد أسباب أهمية العراق بالنسبة لإيران هو وجود مقابر عدد من الأئمة الشيعة هناك، فقد ذهب روحاني بعد وصوله بغداد إلى زيارة الإمامين الشيعيين في الكاظمين شمال بغداد.

يشار إلى أن كثيرًا من الإيرانيين يسافرون إلى العراق لزيارة الأئمة الشيعة. كما أن الإيرانيين مسؤولون عن الاستثمارات الرئيسية في إعادة بناء وتطوير هذه المقابر.

وذكر روحاني، في مطار مهرآباد قبل مغادرته طهران، أن هناك دراسة لمشاريع تطوير طرق المواصلات بين إيران والعراق، ولا سيما إقامة خط سكك حديدية بين البلدين لتسهيل سفر الزوار.

ومن المتوقع أن يلتقي روحاني بالرئيس برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، إلى جانب آية الله علي السيستاني، الزعيم الروحي للشيعة العراقيين. 

إلى ذلك، قال روحاني إن "قضية البيئة والغبار" من بين قضايا أخرى يمكن اتخاذ "إجراءات مشتركة" بخصوصها، حيث إن السنوات الأخيرة شهدت وصول الغبار من العراق إلى المحافظات الحدودية الإيرانية، وخاصة خوزستان، وهو ما تسبب في مشاكل دائمة.

وأعلن الرئيس الإيراني أن حجم التبادل الاقتصادي مع العراق "نحو 12 مليار دولار"، وقال: "يمكننا بسهولة زيادة هذا الرقم إلى 20 مليار دولار في السنوات المقبلة".

كما أشار روحاني إلى وجود الولايات المتحدة في العراق، قائلاً إن العلاقة بين طهران وبغداد "لا تقارن بعلاقة هذا البلد مع محتل مثل الولايات المتحدة".

وفي الآونة الأخيرة، أثار تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول مراقبة أنشطة إيران النووية من القاعدة الأميركية في العراق، جدلاً، وتسبب في ردود فعل في طهران وبغداد.

يذكر أن زيارة روحاني إلى بغداد جاءت قبل أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق.

وتعتبر هذه هي الزيارة الأولى لروحاني إلى العراق وهو في منصب رئيس الجمهورية، كما تعد الثانية لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العراق بعد سقوط صدام حسين، حيث كانت الأولى زيارة قام بها محمود أحمدي نجاد عام 2007.

ويرى بعض المراقبين أن زيارة الرئيس الإيراني للعراق في سياق الضغوط الاقتصادية والسياسية الدولية المتنامية ضد طهران، مهمة جدًا، وهي استمرار لما يقدمه جيران إيران من مساعدة لتخفيف ضغط العقوبات الأميركية.