روحاني: نريد بناء "قوة إقليمية عظمى" مع العراق
دعا حسن روحاني، في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لبغداد، العراقيين إلى التوحد مع إيران، وذلك بحضور "قادة الأديان والطوائف والأعراق والقبائل" في البلاد. وقال روحاني، اليوم الثلاثاء 12 مارس (آذار): "نحن بحاجة إلى وحدة قوية وتحالف كبير لخلق قوة إقليمية عظمى".
وفي الوقت الذي أعربت فيه الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، عن قلقها إزاء دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، قال روحاني إن الغرض من هذه "القوة العظمى" ليس "العمل ضد دولة أخرى"، ولكن لجذب "الدول الصديقة الأخرى في المنطقة"، کي "تصبح القوتان ثلاثًا أو أربعًا أو خمس قوى، بأسرع وقت ممكن".
كما وصف الرئيس دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة داعش في العراق وسوريا بـ"الدعاية". وقال: "الولايات المتحدة والغرب لم يلعبوا أي دور في هزيمة الإرهاب، وقاموا فقط بعمليات تمثيلية من خلال بعض القصف".
وقال أيضًا إن "الأميركيين لديهم خطة جديدة للمنطقة، ويقومون بنقل الإرهابيين إلى أفغانستان وآسيا الوسطى والقوقاز".
کما ذکر روحاني أن "القوة التي دمرت الإرهابيين هي الشعب والجيش والمجاهدون العراقيون وفتوى المرجعية".
كما أشار رئيس الجمهورية الإسلامية إلى أهداف زيارته إلى العراق، مفيدًا باتخاذ قرار بشأن "ربط السكك الحديدية بين البلدين بعضهما ببعض، وتسهيل العلاقات التجارية، وإلغاء رسوم التأشيرة".
وكانت طهران تنوي إلغاء التأشيرة بالكامل بين إيران والعراق، لكن الحكومة العراقية وافقت فقط على إلغاء رسوم التأشيرة، حيث يسافر ملايين الإيرانيين إلى العراق سنويًا لزيارة مراقد الأئمة الشيعة.
كما دعت إيران إلى اعتماد "العملة الوطنية" في التجارة مع العراق، بحيث لا تكون هناك حاجة إلى العملة الأجنبية.
يشار إلى أن هذا المطلب الإيراني جاء في حين لم تسدد العراق ديونها الدولارية لإيران، وفي نفس الوقت الذي كان روحاني يقوم فيه بزيارة العراق، تم تحويل الجزء الأول من هذه الديون إلى البنك المركزي الإيراني.
إلى ذلك، لم يتم تقديم أي تفاصيل حول حجم الأموال المودعة، لكن المعروف أن حجم صادرات إيران إلى العراق وصلت حاليًا إلى 12 مليار دولار سنويًا، 4 مليارات دولار منها تختص بصادرات الكهرباء والغاز.
وتعتزم طهران زيادة حجم هذه التبادلات إلى 20 مليار دولار. كما دعت إيران إلى استبعاد الدولار من "العلاقة بين البنوك الإيرانية والبنوك العراقية، وضرورة قبول ضمانات الدينار بدلاً من ضمان الدولار لأنشطة المقاولين الإيرانيين".
وفي السياق، التقى روحاني، اليوم الثلاثاء، مع رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب الدعوة المقرب من إيران نوري المالكي، فضلاً عن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وزعيم تيار الحكمة الوطنية عمار الحكيم.
وفي أثناء زيارة روحاني للعراق، أعلنت بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن السفير الإيراني في دمشق، عن "إمكانية زيارة روحاني لسوريا".