اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الجمعة 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن إجراء الحكومة رفع أسعار البنزين "يصب في مصلحة الشعب، وجاء من أجل مساعدة شرائح المجتمع الضعيفة التي تعيش تحت الضغط".

وخلال لقائه عددًا من أعضاء لجنة الحكومة والمسؤولين الإيرانيين، أضاف روحاني حول سياسة رفع أسعار البنزين، قائلا: "لا يتصور أحد أن الحكومة اتخذت هذا الإجراء بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وأنها قامت بذلك كي تعوض ميزانيتها، ليس الأمر هكذا أبدًا، ولن يذهب ريال واحد من هذه الأموال إلى الخزانة".

وأوضح: "الحكومة كانت منذ فترة طويلة تسعى إلى أن تجد طريقة لمساعدة ودعم الشرائح الضعيفة في البلاد الذين يواجهون ضغوطًا بسبب الأوضاع الاقتصادية، ولكن بسبب نقص الموارد في الميزانية لم يتم تنفيذ ذلك".

وفي معرض تأكيده على الضغوط الاقتصادية، خلال السنوات الأخيرة، أشار الرئيس الإيراني إلى أنه وفقًا للإحصاءات الموجودة، فإن "نحو 75 في المائة من الشعب يعيشون تحت ضغط، ونحو 25 في المائة يتمتعون بأوضاع معيشية جيدة".

كما لفت روحاني إلى بعض الآراء حول ضرورة رفع أسعار البنزين إلى مستوى أسعار الدول المجاورة، مضيفًا: "لقد عارضنا تلك (الآراء)"، موضحًا: "لأننا نعتقد أن رفع أسعار البنزين إلى 5 آلاف تومان للتر الواحد سيؤثر على حياة الشعب بشكل مباشر ويؤدي إلى ارتفاع التضخم".

وكانت الشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، قد أصدرت، فجر اليوم الجمعة 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، بيانًا أعلنت فيه عن ارتفاع سعر البنزين الحر ثلاثة أضعاف سعره الحالي في البلاد.

ووفقًا لبيان الشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، فقد أصبح سعر لتر البنزين العادي المحصص (المدعوم حکوميًا) 1500 تومان لكل لتر، وسعر البنزين العادي غير المحصص أصبح 3000 تومان لكل لتر. وکذلك سعر لتر البنزين السوبر أصبح 3500 تومان للتر.

يذكر أن سعر البنزين غير المحصص، كان 1000 تومان لكل لتر، وهو ما يعني أن الارتفاع الحالي ارتفع بنسبة وصلت إلى نحو 200 في المائة.

تجدر الإشارة إلى أن انتشار أنباء حول ارتفاع أسعار البنزين، فجر اليوم الجمعة، أدى إلى طوابير انتظار طويلة على بعض محطات الوقود، جراء تزاحم الإيرانيين بسياراتهم.

وكانت آلاف السيارات قد تجمعت في مايو (أيار) الماضي، على شكل طوابير طويلة، أيضًا، في مختلف المدن الإيرانية، بما فيها العاصمة طهران، حيث جاء ذلك في أعقاب تنفيذ قرار حكومي مماثل تم إلغاؤه ورفضه من قبل المسؤولين الحكوميين، بسبب انتشار الخبر في وقت مبكر.

يشار إلى أن ارتفاع أسعار البنزين، اليوم الجمعة، قوبل بردود فعل واسعة من قبل المستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين، فيما وصف سكرتير دار العمال، علي رضا محجوب، هذا القرار بأنه "إضرام النار في حياة الفقراء".

وقال محجوب: "إننا نقول إذا لم تتركوا شيئًا في جيوب الناس، على الأقل لا تجعلوها فارغة".

واعتبر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، أحمد توكلي، على صفحته في "تويتر"، أن هذا القرار بمثابة "نقل عبء تقاعس الحكومة على عاتق الشعب".

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس اتحاد أصحاب محطات الوقود، عطار بور، في تصريح لوكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا)، عدم عجز أصحاب محطات الوقود عن توفيره بالسعر الجديد، وقال: "يجب إعطاؤهم فرصة لمدة 15 يومًا على الأقل".