قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول)، إنه فشل في الوفاء بالوعود التي قطعها في بداية حكومته، قائلاً: "لقد قطعنا هذه الوعود عندما کنا في حالة سلام، ثم دخلنا بعدها في حالة حرب".

وفي خطابه أثناء الاحتفال باليوم الوطني لصناعة البتروكيماويات، اليوم الاثنين، وصف النقد الذي وُجه لأداء حكومته بأنه "على نطاق محدود"، وقال إنه "ليس من المعقول القول إن لهجة الحكومة تغیرت في أبريل (نيسان) 2019 مقارنة بعام 2017"

ولم يقدم روحاني المزید من الإیضاحات حول حالة الحرب، لكن المسؤولين في إیران یعتبرون أن عودة العقوبات الأميركية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تعتبر "حربًا اقتصادیة".

كما قال الرئيس الإيراني: "إننا لم نختر الحرب، ولم نبدأ، ولم نعطهم ذريعة للبدء، بل هم الذین بدأوا الحرب".

جاءت تصريحات روحاني في الوقت الذي يقول فيه منتقدو سياسات إيران إن سياسة طهران الإقليمية المتمثلة في "تصدير الثورة"، و"تدمير إسرائيل" تسببت في التوتر مع الولايات المتحدة وتهيئة الظروف التي يصفها حسن روحاني بأنها "حرب".

وزعم أن "أميركا كانت تخبر أصدقاءها في اجتماعات خاصة بأنها كانت مخطئة في حساباتها".

ووفقًا لما قاله الرئيس الإيراني، فقد كان هدف الولايات المتحدة هو دفع الناس للنزول إلى الشوارع ضد الحكومة، ووصف هذا النهج بأنه "جهل وتضلیل"، مشيرًا إلى احتواء التضخم باعتباره "إحدى السمات المميزة لفشل أميركا في حساباتها".

تجدر الإشارة إلى أن مزاعم السیطرة علی التضخم، و"هزيمة العدو" في الوقت الذي أعلن فیه مكتب الإحصاء الإيراني يوم 22 دیسمبر (کانون الأول) الحالي، أن معدل التضخم السنوي حتى نوفمبر (تشرین الثاني) وصل إلى 40 في المائة، بعد أن كان قد بلغ 41.1 في المائة في شهر أکتوبر (تشرين الأول).

وتقول حكومة الولايات المتحدة إن هدفها هو ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران، وتغيير سلوكها، وإعادتها إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي والصاروخي، وفي النهاية التوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً.

وأكد روحاني أيضًا أنه في ظل الظروف الحالية "لا یمکن الذهاب إلى طاولة المفاوضات، وقبول كل ما يقولون".

وأشار الرئيس الإيراني، عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، إلى أن "العقوبات الأميركية لا يمكن أن تستمر"، وأن الأميركيين سیضطرون للتراجع عن المسار الذي انتهجوه من قبل.ولم يقدم روحاني مزیدًا من الإیضاحات عن هذا التكهّن، لكن المسؤولين الحكوميين الأميركيين، بمن فيهم براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية، أصروا على أنه بمواصلة سياسة الضغوط القصوى "ستتقلص قدرة إيران على تحمل هذا الضغط أکثر فأکثر".

ووفقًا لما قاله براين هوك، فإن الحكومة الإيرانية "فارغة الیدین اقتصادیًا، فإما أن تطبع النقود وإما أن تؤخر رواتب المواطنین ومعاشاتهم".