بعد يوم من خطاب المرشد حول المفاوضات والاتفاق النووي خرج روحاني بتصريحات في الاتجاه الآخر إلى حد ما، ليخفف من حدة وقع تصريحات المرشد، الذي أكد بأن مسار المفاوضات لم يكن ذا نتيجة، وأن طهران لن تعود مرة أخرى للتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية حول الاتفاق النووي. لكن روحاني أعرب عن أمله في أن "تدين الإدارة الأميركية المقبلة، بشكل صريح، سياسات ترامب تجاه إيران في المقام الأول"، كما طالب جو بايدن بانتهاج خط جديد في التعامل مع إيران، قائلًا إنه "إذا كانت هناك إرادة لدى حكام الولايات المتحدة في المستقبل، فسيكون من السهل حل القضية" بين البلدين.

واعتبرت معظم الصحف الإصلاحية والمقربة من الحكومة هذه التصريحات بمثابة رسالة واضحة من إيران للولايات المتحدة الأميركية ومقترح لحل الأزمات بين البلدين، فصحيفة "إيران" عنونت بالخط العريض وقالت عن تصريحات روحاني "طريق حل أساسي لتغيير الوضع بين إيران وأميركا"، وأشارت إلى قول روحاني وتأكيده بأن الإدارة الأميركية لو ألغت قرارات ترامب فيمكن للبلدين الإعلان عن عودتهما إلى ما قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كما عنونت "سازندكي" بـ "رسالة روحاني إلى بايدن".

أما الصحف الأصولية فهاجمت تصريحات روحاني واعتبرتها محاولة لتكرار التاريخ وتجاهلًا لواقع جديد يختلف عما كان موجودًا في السنوات السابقة، فصحيفة "كيهان" انتقدت روحاني وتصريحاته، لا سيما أنها تأتي بعد يوم من تصريحات المرشد وأكدت أن هذه التصريحات تتضمن نسيان حقائق الأمس وتتجاهل الظروف الحالية وهي تنظر إلى الخارج في البحث عن حل المشاكل في البلاد، فيما وصفت "وطن امروز " روحاني بـ "المحكوم بتكرار التاريخ".

صحيًا، حذرت صحيفة "اعتماد" الحكومة من التفاؤل المفرط والخطير بانحصار كورونا نسبيًا، وأشارت إلى الالتزام الشعبي بنسبة 90 بالمئة بالبروتوكولات الصحية أثناء فترة تنفيذ الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها الحكومة لمدة أسبوعين، وأشارت الصحيفة إلى أنه من المبكر الحكم على نتائج هذه الإجراءات الجديدة حيث لم تمر عليها سوى خمسة أيام فقط.

كما أشارت العديد من الصحف إلى وفاة النجم الأرجنتيني وأسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، عن عمر 60 عامًا، بعد إصابته بسكتة قلبية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أرجنتينية محلية الأربعاء.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل الأخبار الأخرى:

"آرمان ملي": ترامب وفرضية العملية العسكرية ضد إيران

قال الكاتب والمحلل السياسي، حامد روشن جشم، في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" إن الإجراءات والتحركات التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب تشير إلى التخطيط لحدث جديد في المنطقة، مشيرًا إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى دول في المنطقة وكذلك إرسال أميركا لقاذفات قنابل من طراز B-52 إلى الشرق الأوسط.

وذكر روشن جشم أن العملية العسكرية قد تحقق عدة أهداف للرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك إسرائيل والسعودية، كما أن انسحاب وخفض عدد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان في الوقت الذي تتزايد فيه الأحداث العسكرية والإرهابية في هاتين الدولتين كلها تدل على تركيز واشنطن على هدف عسكري جديد في المنطقة.

"جوان": الحكومة الإيرانية في انتظار قرارات بايدن

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية تصريحات الرئيس حسن روحاني حول الإدارة الأميركية وضرورة إلغاء العقوبات الأميركية المفروضة على طهران والعودة إلى الاتفاق النووي، واعتبرتها عودة إلى مواقفه السابقة، وإصرارًا من جانبه على أن الحل يأتي من الولايات المتحدة الأميركية، وقالت الصحيفة في هذا الخصوص: "تصريحات الرئيس حسن روحاني يوم أمس أظهرت مرة أخرى أنه ينتظر قرارات جو بايدن".

وخاطبت الصحيفة روحاني بالقول: هل تعتقدون أن فترة الحرب الاقتصادية قد انتهت؟ وهي تشير إلى وصف روحاني عهد ترامب بـ"الترامبية" وتأكيده على أن هذه الحقبة قد انتهت، منتقدة هذا الاتجاه من روحاني واستخدامه الأفعال الماضية لوصف "الحرب الاقتصادية" التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية.

"كيهان": مفتاح حل مشاكل البلد بيد الحكومة أم بيد بايدن؟

أما صحيفة "كيهان" فهي الأخرى انتقدت ما جاء في خطاب الرئيس حسن روحاني يوم أمس حول الاتفاق النووي والعلاقة مع الولايات المتحدة ورأت في خطابه تعويلًا على الرئيس الأميركي الجديد في حل مشاكل البلاد وتساءلت بالقول "هل مفتاح حل المشاكل لدى الحكومة أم في جيب بايدن؟".

وذكرت الصحيفة أن الشخصيات المقربة من جو بايدن وعلى الرغم من تصريحاتها عن الرغبة في العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب إلا أنها لم تقل بأنها سترفع العقوبات وتعود إلى الاتفاق النووي بشروطه السابقة، وبالتالي فإن ما يمكن استنتاجه من تصريحات المقربين من بايدن حسب "كيهان" هو أن الإدارة الأميركية القادمة سوف توسع من دائرة الاتفاق النووي ليشمل قضايا جديدة وتستهدف اتفاقًا نوويًا بعيد المدى يتضمن قيودًا على البرنامج النووي الإيراني.

كما أشارت الصحيفة إلى تاريخ العقوبات الأميركية المفروضة على إيران منذ بداية الثورة وحتى اليوم، وذكرت أن واشنطن حتى الآن قد قامت 35 مرة بفرض عقوبات على إيران وكان 24 منها من قبل الديمقراطيين فيما كان 11 مرة من جانب الجمهوريين.

وختمت الصحيفة أن توقع العودة إلى ما قبل ترامب لا ينسجم مع الواقع الحالي، كما أنه يعد تجاهلًا للحقائق الماضية ونقض واشنطن لعهودها السابقة.