واجه رفض هيئة مراقبة البث التلفزيوني البريطانية (أفكوم) للشكوى الإيرانية المقدمة ضد قناة "إيران إنترناشيونال" ردود فعل شتى من وسائل الإعلام الإيرانية التي تحتوي غالبًا على تغريدات السفير الإيراني لدى بريطانيا، حميد بعيدي نجاد.

وادعت بعض وسائل الإعلام الإيرانية، مثل وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، وقناة "العالم"، في تقرير لهما بعنوان "المعايير المزدوجة لـ(أفکوم) في قضية قناة (إيران إنترناشيونال)"، أن طريقة تغطية القناة لهجوم الأهواز المسلح يمكن أن تكون جريمة، حسب "قانون (مواجهة) الإرهاب" الذي اعتمدته المملكة المتحدة عام 2006 (2006 Terrorism Act).

وکتبت وكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا)، الأربعاء 27 مارس (آذار)، في خبرها الذي نقلته عن السفير الإيراني في لندن، تحت عنوان "بعيدي نجاد: أفكوم ترفض تبريرات قناة (إيران انترناشيونال)"، أن "(أفكوم) في المجمل رفضت تبريرات قناة (إيران إنترناشيونال) حول المقابلة التي أجرتها مع ممثل الهجوم المسلح، ولكن (أفكوم) في بيانها أوضحت أن القناة، حاولت تغيير أجواء الاتهامات الموجهة إليها من خلال تعديل مواقعها".

ونقلت "إیسنا"، أمس الأربعاء، تغریدة بعیدي نجاد على "تویتر"، فيما صرح بأن "رئيس تحرير قناة (إيران إنترناشيونال)، والرئيس السابق لقناة (بي بي سي الفارسية) كانا يبرران كثيرًا هجمات الأهواز، بأنه لا ينبغي أن نعتبر الهجمات المسلحة، هجمات إرهابية. لكنهما نسيا أن سياسة كلتا الشبكتين تعتبر الهجمات داخل بريطانيا هجمات إرهابية".

وأشارت "إيسنا" إلى الشكوى الإيرانية المقدمة ضد القناة، معتبرة أن البث التلفزيوني لمقابلة المتحدث باسم الحركة الأحوازية، بمثابة "نشر للإرهاب والعنف"، وأضافت أن "السفارة الإيرانية في لندن أدانت في سبتمبر (أيلول) الماضي هذا الإجراء، وطالبت هيئة "أفكوم" باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا البث باعتباره يعزز نشر الإرهاب والعنف".

وادعت "إرنا"- استنادًا إلى تغريدات بعيدي نجاد- أن "قناة (إيران إنترناشيونال) رغم ادعاءاتها بالحياد، امتنعت عن بث رؤية السفير الإيراني في لندن الذي غرد عدة تغريدات اليوم ظهرًا بتوقيت لندن".

ونقلت وکالة "إرنا" للأنباء قول السفير الإيراني في لندن: "إن رمضان بور- من مسؤولي قناة (إيران إنترناشيونال)- يدعي بكل وقاحة أن السفارة الإيرانية دفعت مبلغًا هائلاً من المال لشكواها في (أفكوم)، وأنا أعلن رسميًا أن السفارة لم تدفع حتى فلسًا واحدًا لهذه الشكوى"، مضيفًا أنهم "قارنوا السفارة بأنفسهم، حيث دفعوا من أجل الرد مبالغ هائلة للمحامين".

ونقلت الوكالة، في تقريرها، عن بعیدي نجاد قوله: "تحاول القناة حماية نفسها من الإجراءات العملية التي تتخذها (أفكوم)، وذلك من خلال تغيير أجوائها وتعديل موقفها الأول، وفقًا لوجهة نظر المحامين، کما تقوم بتوفير الأسس اللازمة لتبرئتها، ويجب علی هذه القناة أن تلقن نفسها درسًا عظيمًا إثر سلوكها الخاطئ وغير القانوني، وأن لا تكرر مثل هذه الإجراءات غير الشرعية في المستقبل".

واعتبرت وکالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن قناة (إيران إنترناشيونال) قناة "مناهضة للثورة"، مضيفة أن "موضوع شكوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت بسبب كيفية تغطية قناة (إيران إنترناشيونال) المناوئة للثورة الإسلامية للهجوم الإرهابي يوم 22 سبتمبر (أيلول) 2018 على العرض العسكري في الأهواز".

كما ادعت هذه الوكالة أن قناة "إيران إنترناشيونال" لها "علاقات واسعة النطاق" مع الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم.

ووصفت وکالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، "الحكومة البريطانية" بأنها "ملاذ للإعلام المناهض لإيران، وحائكة للمؤامرات ضد الشعب الايراني"، مضيفةً أنه "إلى جانب شبكة (بي بي سي الفارسية)، فهناك كثير من القنوات المناهضة للثورة باللغة الفارسية تسعى إلى إثارة الرأي العام الإيراني ".