رئيس لجنة الصحة بالبرلمان الإيراني يطالب روحاني بإغلاق طهران والمدن الكبرى بالكامل
مع تفاقم أزمة كورونا وارتفاع حصيلة المصابين والوفيات في إيران، بعث رئيس لجنة الصحة في البرلمان الإيراني، حسين علي شهرياري، اليوم الثلاثاء 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، برسالة إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، طالبه فيها بإغلاق طهران والمدن الكبرى بالكامل، لمدة أسبوعين على الأقل.
يذكر أن رؤساء جامعات العلوم الطبية، وأعضاء لجنة مكافحة كورونا، كانوا قد بعثوا برسائل مماثلة أيضًا إلى روحاني.
وأشار شهرياري في رسالته إلى روحاني إلى "تجارب الدول التي نجحت في فرض القيود المشددة، وأغلقت مدنها بالكامل"، داعيا إلى اتخاذ إجراء فوري بالإغلاق الكامل للعاصمة طهران والمدن الإيرانية الكبرى، لفترة تتراوح بين 15 إلى 30 يومًا.
وقال: "إذا لم نجد حلا لهذه الأزمة في الوقت الراهن فسوف يتأخر الوقت".
وفي الوقت نفسه، صرحت عضوة المقر الوطني لمكافحة كورونا، مينو محرز، في تصريح أدلت به إلى وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، واصفة أوضاع المرض في البلاد بأنها "مروعة"، وأعلنت عن نقص الأسرة في المستشفيات لحجز المرضى.
ووجهت محرز خطابها إلى المسؤولين، قائلة: "الطريقة الوحيدة هي إغلاق الأماكن التي يتفشى فيها المرض، أكثر من بقية المناطق، وهو ما يفعله العالم بأسره"، مضيفة: "أعتقد أنه كان علينا التفكير في الإغلاق منذ وقت طويل".
وكان 65 شخصا من رؤساء جامعات العلوم الطبية في إيران قد بعثوا، أمس الاثنين، برسالة مشتركة إلى وزير الصحة حذروا خلالها من تفاقم أزمة كورونا في البلاد، وأكدوا على ضرورة "اتخاذ إجراء مناسب وعاجل" من قبل وزير الصحة، سعيد نمكي.
رفض الإغلاق رغم انتقادات المسؤولين المحليين
تأتي هذه المطالب من قبل المسؤولين الصحيين إلى الحكومة والرئيس روحاني، بعدما أكد المسؤولون المحليون بمن فيهم رئيس مجلس بلدية طهران، وخبراء الصحة أيضًا، على ضرورة إغلاق العاصمة طهران لفترة أسبوعين، منتقدين إهمال مطالبهم.
ورغم أن العاصمة طهران تشهد أوضاعا حمراء وخطرة لفيروس كورونا، فقد قال محافظ طهران، أمس الاثنين، إن قرار إغلاق العاصمة لأسبوعين تمت مناقشته وتم رفضه أيضًا.
وقبل ذلك، وجه رئيس مجلس البلدية، محسن هاشمي رفسنجاني، أسهم انتقاداته إلى مسؤولي الحكومة لعدم تمتعهم بـ"الإرادة والحزم" الكافيين، في اتخاذ القرار الصائب للحد من تفشي فيروس كورونا.
الحكومة لا ترغب في الإغلاق
يشار إلى أن عدم رغبة الحكومة في فرض إغلاق لمدة أسبوعين، ناجمة عن مخاوف بشأن العواقب الاقتصادية التي قد تلحق بالبلاد خلال فترة الإغلاق، وذلك بحسب تصريحات سابقة أدلى بها كبار المسؤولين الإيرانيين.
وبهذا الخصوص، قدم رئيس لجنة الصحة في البرلمان توصية لروحاني، في رسالته، بأن تقوم وزارة العمل والرفاه الاجتماعي، والمؤسسات الأخرى بدعم الشرائح المتضررة في المجتمع خلال فترة الإغلاق.
وكان روحاني قد قال في سبتمبر (أيلول) الماضي، لمؤيدي قرار الإغلاق: "لا يقول أحدكم قوموا بإغلاق المدارس والجامعات والأسواق والمطاعم.. الإغلاق ليس السبيل لمكافحة كورونا".
وتفيد آخر إحصاءات وزارة الصحة الإيرانية، بأن أعداد الوفيات الناجمة عن كورونا وصلت إلى أكثر من 450 حالة وفاة يوميا، كما وصل عدد المصابين الجدد إلى نحو 10 آلاف شخص في اليوم.