تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

خطة إيران الثلاثية لمواجهة ضغوط ترامب

يقول مسؤولو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد كل إجراء يتخذه الجانب الأميركي، أثناء العقوبات، إنه "سیتم اتخاذ الإجراءات المناسبة"..

تُرى ما هذه الإجراءات المناسبة؟ وما أبعادها؟ وهل وقفت السطات الإیرانیة مکتوفة الأیدي لتری ما یحل بنظامها أم أنها فعلت کل ما بوسعها من أجل بقاء هذا النظام؟ وهل جميع هذه التدابير علنية أم إن هناك تدابير خفية؟ ثم ماذا لو وضعنا أنفسنا في مکان أعضاء مجلس الأمن القومي، وقادة الحرس الثوري، وسلطات بيت المرشد وحكومة روحاني.. ما الاستراتيجيات التي يمكن أن نتخذها لمواجهة الولايات المتحدة؟

بملاحظة مواقف وتدابير وزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي، ومجلس الحرس الثوري الإيراني، وأجهزة دعاية الجمهورية الإسلامية (بالإضافة إلى مواقف المرشد والرئيس والمسؤولين الآخرين) لمدة عام، يمكن رؤية خطة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمواجهة ترامب بمحاورها الثلاثة: الدبلوماسية، والعسكرية، والدعائية.. وسأقوم هنا بشرح هذه التدابير التي تظهر نفسها تدريجيًا واحدة تلو الأخری.

 

الدبلوماسية: ركل العلبة إلى أبعد ما یکون

مکالمات کيري وظريف الهاتفية قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ولقاءات کيري مع بعض الإيرانيين وجهًا لوجه، وبعد ذلك رؤية اسم ظريف على هاتف السيناتورة الديمقراطية الأميركية، ديان فينشتاين، يظهر أن الجمهورية الإسلامية وجماعات الضغط المتصلة بها في الولايات المتحدة، ما زالا نشطين بين أعضاء إدارة أوباما والديمقراطيين.

 

تسعى هذه الاتصالات إلى تحقيق هدفين:

1) التأثير على قرارات حكومة ترامب عن طريق قوى إدارة أوباما، التي لا تزال تعمل في المؤسسات الحکومية الأميركية، وفي بعض الأحيان جمع التوقيعات على بيانات تنتقد سياسة إدارة ترامب تجاه الجمهورية الإسلامية.

2) تهيئة الظروف لليوم الذي تنتهي فيه فترة إدارة ترامب ويحل الديمقراطيون مكانه حتى تتمكن السلطات الإيرانية من التعامل معهم مرة أخرى.

دبلوماسية جمهورية إيران الإسلامية بعد قطع الأمل من الاتفاق النووي والفشل في التفاوض أو تهديد أوروبا، تركز فقط على المنافسات السياسية في الولايات المتحدة والعلاقات مع أعضاء الحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى عدد من زيارات ظريف الاستعراضیة إلى روسيا والصين، وسفر المسؤولين إلى جارتهم الوحيدة التي يتمتعون بعلاقات ودية معها (العراق).

ما أدی بالاتفاق النووي إلی أن یصل إلی طريق مسدود، هو الترکیز علی هذه الصداقة مع الديمقراطيين والعزف بأوركسترا خصوم الولايات المتحدة وأعدائها. مما سيغلق طريق التفاوض مع الولايات المتحدة واستثماره في المستقبل. تقوم جمهورية إيران الإسلامية حاليًا بركل عُلب العقوبات المربوطة في قدمها، وتتقدم دون أن يكون واضحًا إلى أي مكان، وبأي إجراء، سوف تسأم من القيام بذلك.

 

العسكرية: عمليات تحرش محدودة

لقد قال المسؤولون العسكريون والسياسيون في الجمهورية الإسلامية دائمًا: إذا لم تتمكن إيران من تصدير النفط، فلن يسمح بذلك للبلدان الأخرى. ووفقًا للاستراتيجية نفسها، مع تراجع مبيعات النفط الإيرانية وإلغاء الإعفاءات من أوائل مايو (أيار) 2019، بدأ الحرس الثوري الإيراني عملياته العسكرية على أساس مرسوم خامنئي بشأن "الاستعداد الحربي":

أولاً، طبقًا لتقرير صادر عن مسؤولين أمنيين وعسكريين أميركيين، تم نصب صواريخ على زوارق بين ميناءي جاسك وتشابهار (ولم تنفِ الجمهورية الإسلامية هذا الادعاء). بعد ذلك تعرضت أربع ناقلات سعودية وإماراتية ونرويجية للهجوم، وفقًا لخبراء التأمين النرويجيين والمسؤولين الأميركيين والسعوديين، وشوهد أثر الحرس الثوري الإيراني في العملية.

الخطوة الأخرى تتمثل في أمر القوات شبه العسكرية القريبة من فيلق القدس في العراق (النجباء) بالاستعداد لمراقبة القوات الأميركية، وقد نشرت أجهزة دعاية الجمهورية الإسلامية مقاطع فيديو من هذه الخطوة.

في نفس الفترة، تم أيضًا نشر أفلام من مراقبة السفن الأميركية التقطت قبل سنوات، وكرر المسؤولون العسكريون تهديدهم بمهاجمة هذه السفن.

يتصور المسؤولون الإيرانيون أن تهديد الولايات المتحدة بمهاجمة قواتها في المنطقة سيجعل الولايات المتحدة تخاف وتتراجع عن فرض العقوبات.

كانت العملية العسكرية الأكثر أهمية خلال هذه الفترة هي الهجوم على ناقلات النفط في الفجيرة. وهناك ثلاثة شهود ضمنيون يعززون آراء الخبراء حول تورط الحرس الثوري في هذه العملية: 

الشاهد الأول هو البرلماني بهروز نعمتي، الذي قال لوکالة أنباء "إيسنا" يوم الثلاثاء 14 مايو (أيار): "وقعت حادثة في الإمارات العربية المتحدة، يبدو أن المكر الإسرائيلي هو من يقف وراء هذه الحادثة".

دائمًا ما کانت السلطات الإيرانية، ترمي المسؤولية على إسرائيل والولايات المتحدة، في الحالات التي يتورطون فيها ولا يرغبون في تحمل المسؤولية، في حين أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليس لهما مصلحة في هذه الهجمات.

الشاهد الثاني هو أن أوَّل نبأ عن هذه الحادثة نُشر على قناة "الميادين" التي تقوم إيران بتمويلها، وتعد البوق الدعائي لحزب الله اللبناني. ولم يكن الإعلان عن الحادث في "الميادين" مصادفة، نظرًا لأن هذه القناة الصغيرة ليست وكالة أنباء، وعادة ما تأخذ الأخبار من مصادر الأخبار الأخرى.

الشاهد الثالث هو العناوين الکبيرة لصحيفة "کيهان". التي تبجحت بها؛ مثل: "لقد صُفعت أميرکا في المنطقة وسقط حلم الحرب من رأسها". (18 مايو/ أيار 2019)، وكذلك: "انفجارات الفجيرة، أبعدت النوم عن الشيوخ الرجعيين" (14 مايو/ أيار 2019 ).

إن سلوك صحيفة "کيهان" في حالات مماثلة يفید بتورط الجمهورية الإسلامية في مثل هذه الأحداث.

الخطوة الأخرى هي إطلاق صواريخ من قبل الميليشيات التابعة لفيلق القدس، والتي سقطت بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد. وقد كان الهجوم يهدف فقط إلى إظهار قدرة هذه القوات في العراق على إيذاء القوات الأميركية. وفي ضوء التطورات في السنوات الأخيرة، لم يكن لم يكن للميليشيات  الموالية لإيران الهجوم على الأميركيين، وهو ما يعزز احتمال تورط الجمهورية الإسلامية على خلفية ضغط العقوبات.

 

مثل هذه العمليات، على الرغم من ضجيجها (وهي تنفذ لزيادة أسعار النفط نوعًا ما)، لكن نطاقها محدود. وفي حالة التكرار قد تواجه ردًا. كما أن تكرار هذه الأعمال سيمهد الطريق لرد عسكري على القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية.

لا يدرك المسؤولون أنهم يثقلون ملفهم بأيديهم، وهم تحت الرادار. تصبر الولايات المتحدة وحلفاؤها حاليًا من أجل التحقيق في هذا الحادث، وكذلك لإقناع الرأي العام تدريجيًا بأن هذه الانفجارات من أعمال الحرس الثوري الإيراني، لكن هذا الصبر لن يدوم.

وينبغي أن يكون واضحًا أن دولة مثل إيران، لديها مليونا شاب متهرّب من الخدمة العسکرية الإلزامية، لا يمكن أن تصمد أمام حرب استنزاف.

 

دعاية "الشيطنة"

إن استعداد وسائل الإعلام الغربية لـ"شيطنة" ترامب وأعضاء إدارته، سمح لسلطات الجمهورية الإسلامية- من خلال وصف مساعدي ترامب بـ"زعماء حرب"- بأن تقدم نفسها "کمحبة للسلام".

كما سمح ذلك للنظام الإيراني الذي يوجد اليوم في جميع مناطق الحرب والتوتر في الشرق الأوسط بأن يقدم نفسه بوصفه داعمًا للمعاهدات الدولية والسلام الإقليمي، كما أن وسائل الإعلام الغربية، وهي في الغالب يسارية، لا تطرح أسئلة صعبة، في هذا الصدد، على سلطات الجمهورية الإسلامية وأنصارها. 

ويعرف ظريف وبقية أبواق النظام الإيراني إلى أي مدى يكره اليساريون الأميركيون بولتون، وهو ما دفع ظريف إلى اختراع ما سماه "فريق بي"، (الأسماء التي تبدأ بالحرف "بي"، وهي في الحقيقة لا تبدأ كلها بالحرف بي، لأن "بن" في الأسماء العربية ليس اسمًا لأحد).

إن تکتيك فريق ظريف وجماعات الضغط المتعاونة معه في الولايات المتحدة، قائم على التمييز بين ترامب وأعضاء فريقه الأمني ودبلوماسيته مع بولتون وبومبيو. هذا التكتيك قد ينفع مع الثغرات الموجودة في الأنظمة الديكتاتورية، لكن في الديمقراطيات التي تكون الأمور فيها أكثر شفافية، فإنها لا تنفع.. إن فريق ظريف لن يتمکن من تعقيد أمور أي طرف عن طريق لعبة الإعلام، لأن ترامب هو من اختار فريقه، وهو الذي يستطيع، في أي وقت يشاء، تغيير تشکيلة الفريق، ولا يخشى ضجيج وسائل الإعلام حول عدم الاستقرار في الحكومة.

قد ينفع تقديم فريق ترامب وحكومته کمحبين للحرب لصالح خصوم ترامب الديمقراطيين في الولايات المتحدة (أشك في ذلك أيضًا)، لكنه لا ينفع لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث إن ترامب لم يدخل في أي حملة عسكرية جديدة على مدار العامين ونصف العام الماضيين، وتركزت جهوده حول سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط.

لا شك أن تقديم ترامب وفريقه بهذه الصورة، وهم يفرضون عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية كل بضعة أسابيع، ليس ردًا مناسبًا لمواجهة الضغوط، بل هو إجراء دعائي ضد إجراء عملي يقلص قوة إيران.

إن جميع أبواق الجمهورية الإسلامية الإعلامية مكتظة، كل يوم، بالهجمات الإعلامية ضد ترامب وسياساته، وكذلك مراكز الفكر الأميركية. وتثبت هذه الأمور فقط أن الإسلاميين واليسار الأميركي مؤتلفان وليس من الواضح لأي منهما أنه يمكن أن يكون إيجابيًا في استنتاجاته السياسية.



 

محلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More