في حين انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، بشدة، تصريحات الدول الأوروبية حول برنامج إيران الصاروخي، قال في إشارة ضمنية إلى الأجواء التي أعقبت الانتخابات في الولايات المتحدة والتي أدت إلى فوز جو بايدن: "لا يمكننا الاعتماد على أقوالهم والتخطيط بناء عليها".

وقال علي خامنئي، الذي تحدث في اجتماع المجلس الاقتصادي، صباح اليوم الثلاثاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، دون أن يشير إلى أي تيار محدد: "البعض يعقدون الأمل عليهم، لكن يجب أن نفترض أنه لن يكون هناك انفراج من الخارج".

وشدد المرشد خامنئي على أن "رفع العقوبات" هو أحد سبل "معالجة العقوبات"، قائلا: "جربنا طريقة رفع العقوبات مرة واحدة وتفاوضنا لعدة سنوات، لكننا لم نتوصل إلى نتيجة".

وكان المرشد خامنئي يشير إلى 18 شهرًا من المفاوضات التي سبقت الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ثم أقل من 3 سنوات، وبعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، واجهت هذه الاتفاقية العديد من المشاكل في تنفيذها.

ودعا علي خامنئي في خطابه اليوم إلى "إبطال مفعول العقوبات والتغلب عليها"، قائلا إنه في حال فعلنا ذلك "فإن الجانب الآخر سيرفع العقوبات تدريجيا".

يذكر أنه في السنوات الأخيرة، أثار المرشد الإيراني، مرارًا، فكرة "اقتصاد المقاومة" كبرنامج يقترحه لحل مشاكل البلاد الاقتصادية، لكن التقرير الأولي الذي نُشر عن خطابه اليوم لم يذكر "اقتصاد المقاومة".

تأتي وجهة نظر المرشد الإيراني بشأن "رفع العقوبات" في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون في إدارة روحاني، في الأسابيع الأخيرة، إلى هذه القضية باعتبارها مطلبًا رئيسيًا .

وفي غضون ذلك، بعث محمد باقر نوبخت، رئيس منظمة التخطيط والميزانية، برسالة انتقادية إلى رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكد خلالها أن الشعب يريد "رفع العقوبات"، وليس الحصول على المزيد من الدعم.

وفي وقت سابق، خاطب رئيس البرلمان الإيراني المسؤولين الحكوميين، ساخراً من أن المشاكل في مجالات الإسكان والجمارك وغلاء الأسعار "مرتبطة بمنطقة باستور، وبهارسان، وباب همايون، وميرداماد، وليس بجورجيا، وميتشيغان، وأريزونا".

تجدر الإشارة إلى أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، تراجعت مبيعات النفط الإيرانية بسبب العقوبات الشديدة والضغط الأقصي من إدارة ترامب.

ويقول محللون اقتصاديون إنه بالإضافة إلى ضغوط العقوبات، فإن عدم الكفاءة الإدارية، والفساد، وتعدد مراكز صنع القرار في إيران، كل ذلك ضاعف من الصعوبات الاقتصادية.

يشار إلى أن الحكومة الإيرانية تتوقع رفع جزء من العقوبات الاقتصادية الإيرانية، بعد تنصيب بايدن، ومع عودة الإدارة الأميركية الجديدة إلى ما يسمى "الاتفاق النووي".

رد فعل خامنئي الحاد على مطالب القوى الأوروبية

 انتقد علي خامنئي بشدة القوى الأوروبية، قائلا "إنهم يقولون لا ينبغي أن يكون لديكم صواريخ. ما علاقة ذلك بكم؟ أنتم أصلحوا أنفسكم أولاً. ثم علقوا".

وقال إن الأوروبيين "لديهم أكثر تدخلات خاطئة في الشؤون الإقليمية"، لكنهم يقولون للنظام الإيراني "لا تتدخل في المنطقة".

يذكر أن برنامج إيران الصاروخي وتدخل إيران في الشرق الأوسط من بين الموضوعات التي أشار إليها بعض المسؤولين الأوروبيين في الأشهر الأخيرة.

إلى ذلك، أصدرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الأعضاء الأوروبيون في الاتفاق النووي، بيانًا مشتركًا يوم 19 نوفمبر( تشرين الثاني) الحالي، لمطالبة طهران بالعودة إلى التزاماتها، كما أعربت الدول نفسها عن القلق "العميق" إزاء الإجراءات الإيرانية الأخيرة في أنشطتها النووية.