تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

خامنئي..ثلاثون عامًا من القيادة دون مساءلة

4 یونیو، لیست الذكرى السنوية لوفاة آية الله الخميني، أول مرشد لجمهورية إيران الإسلامية  فحسب؛ فقبل ثلاثة عقود، في مثل هذا اليوم، قدم معظم أعضاء مجلس خبراء القيادة حجة الإسلام خامنئي مرشدًا جديدًا للنظام. بعبارة أخرى، بلغ الآن عمر القیادة الثانية في نظام "ولایة الفقیه المطلقة، ثلاثين عامًا.

ويمكن تقييم عمل آية الله خامنئي على رأس هرم النظام السياسي الإيراني من زوايا مختلفة. أحد جوانب هذه الأعوام الثلاثين من القيادة هو "عدم خضوع أعلی سلطة في الدولة للمساءلة". 

کان مرشد جمهورية إيران الإسلامية، في العقود الثلاثة الماضية، هو "المتکلم وحده"، والمحقق الوحید، والمطالب، والمدعي. کان یلقي المحاضرات فقط، ولم يقم بإجراء أي مقابلة حاسمة وناقدة مع وسائل الإعلام وممثلي الرأي العام، ولو لمرة واحدة. كانت المقابلات التي أجراها آية الله خامنئي استعراضیة وصوریة ودعائية؛ وقد أجاب على أسئلة نمطیة ورسمیة لمراسل الإذاعة والتلفزیون الإیراني، علی هامش الانتخابات، أو عند صنادیق الاقتراع، أو على هامش زيارة، أو في احتفال حكومي، تحت غطاء أمني مشدد.. وبتعبیر أدق استخدم هذه الفرصة لإعادة نشر مواقفه.

في حالات قليلة جدًا، قام المرشد بالرد على بعض الانتقادات العامة أو الأسئلة المكتوبة، أساسًا، والخاضعة للرقابة، والمتعاطفة مع تحيزاته الأساسية، في بعض الاجتماعات العامة، وفي اجتماع مع مجموعة من الطلاب، أو أعضاء هيئة التدريس، أو طلاب العلوم الدینیة المتماهين مع الحكومة والذین "تمت دعوتهم إلی هذه الاحتفالات".

الجدیر بالاهتمام أن آية الله خامنئي حضر عدة مرات في الجامعات، في فترة ما یُعرف بـ"الإصلاحات" فقط، متأثرًا بالظروف السیاسیة- الاجتماعیة (23 مایو/ أيار 1997 في جامعة طهران، وفي أغسطس/ آب، من نفس العام في جامعة تربیة مدرس، وفي أبریل/ نيسان 1998، في جامعة شریف الصناعية؛ وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 1999، حضر مرتين في جامعة أمير كبير؛ وفي فبرایر/ شباط 2001، في جامعة شهيد بهشتي). لكن حتى الجو العام لهذه الاجتماعات، ومعظم الأسئلة المطروحة، كانت احتفالية وحكومية ودعائية بشكل ملحوظ، وكانت الأسئلة من زاوية "من التابع للحاکم".(1)

لكن، كما سبق وذکرنا، فقد رفض آية الله خامنئي الجلوس أمام الميكروفون وكاميرا المراسلين المستقلين المحليين والأجانب. ومن الأهمية بمكان أن طريقة المرشد الثاني لجمهورية إيران الإسلامية، تختلف عن أسلوب المرشد الأول، اختلافًا ملموسًا، فعلى سبيل المثال، التقی آية الله الخميني، في سبتمبر (أيلول) 1979، مع الصحافي الشهير أوريانانا فلاتشي، وأجرى مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية في نفس العام، وكذلك مع المراسلين الألمان. وفي ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام، أجری مقابلات مع مجلة "أميركان تايمز"، و"لوموند"، ومع خمسة صحافيين أوروبيين، وكذلك مع الصحافي المصري الشهیر محمد حسنين هيکل. وبالطبع، انخفضت مقابلات آية الله الخميني إلى الصفر منذ عام 1980، لكن المرشد الثاني لجمهورية إيران الإسلامية، منذ البداية، اختار هذا التحيز والمواجهة مع وسائل الإعلام.

وبغض النظر عن تجاهل آية الله خامنئي للصحافيين المستقلين والمراسلين الأجانب، وتجنب إجراء المقابلات والإجابة على الأسئلة الهامة، هناك نقطة أخرى تجدر الإشارة إليها، وهي زيادة تهمیش مجلس الخبراء على مدى العقود الثلاثة الماضية، وهي مؤسسة، وفقًا للدستور، ینبغي أن تراقب سجل العمل وأداء المرشد، ولكن علی الصعید العملي أصبحت أحد أذرعه السياسية والإدارية. لقد منع آية الله خامنئي مجلس الخبراء حتی من لعب دور الرقابة علی المرشد الأعلی.(2)

تجدر الإشارة إلى أن المرشحين لمجلس خبراء القيادة يجب أن يجتازوا حاجز "الرقابة التصحیحیة" لمجلس صیانة الدستور، وأن يتم تأكيد أهلیتهم من قبل الفقهاء الستة المعينين من قبل المرشد الأعلى.

بالإضافة إلى ما ذُكر، خلال العقود الثلاثة الماضية من قيادة آية الله خامنئي، فإنه لم یتقبل المسؤولية عن أي أزمة أو مشكلة أو تقصیر. إن مرشد جمهورية إيران الإسلامية، خاصة في الحالات التي لا يتماشى فيها تكوين الحكومة أو البرلمان مع نهجه السياسي ورغباته، یُلقي کرة المسؤولية في أرض جهة أخرى. هذا في حين أن القوة الاقتصادية والأمنیة والدعائية للمؤسسات التابعة للشخص الأول في النظام، وبعبارة أخرى، التابعة لشخصه، لا يمكن تجاهلها ولا يمكن إنكارها.(3)

بالإضافة إلى ذلك، تجب الإشارة إلی الموقع الفرید للمرشد في اتخاذ القرارات، والسياسات الكلية للنظام. ومع ذلك، لم يعلق بطريقة مسؤولة علی فشل الاستراتيجيات، وعدم جدوی التکالیف، أو النتائج السلبية لتوجهاته، في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدولية. فالشخص الأول في النظام دائمًا ما یُحیل إلى العامل الخارجي (الكلمة المفضلة له: العدو) أو یشیر إلى الأداء السيئ أو الضعيف للمسؤولين الحكوميين والوكلاء.

على مدى ثلاثين عامًا، لم تخضع قيادة آية الله خامنئي لأي مساءلة، أما الطغيان المتزايد على رأس الهرم السياسي، فقد حوّل الأمل في إصلاح هذا النهج والتحیز إلى يأس.

 

هوامش:

1. على سبيل المثال، بعض الأسئلة التي أثيرت في اجتماع جامعة بهشتي هي كما يلي:

أرجوك سیدي القائد، أن تتحدث عن واجبنا نحن الطلاب، وعن مستقبل بلدنا کیف سیکون؟

أخبرنا، في هذه الحالة المضطربة، ما هي مهمة الطالب الواعي والمستعد لمواجهة التيارات السياسية المختلفة؟

في رأيك، ما هو الحل العملي والحاسم لـ"الغزو الثقافي"؟

يرجى تقديم بعض النصائح لتعزيز إرادة شبابنا..

نحن نحب الطلاب، وفقًا لحدیث الإمام الحسين، نحب الصلاة، لكن لسوء الحظ ليس لدينا قناعة للصلاة في جامعة العلوم الطبية.

نحن نخطط للقيام بزيارة خاصة لك؛ يرجى اتخاذ إجراء بشأن هذا.

ما النصيحة التي تقدمها إلى البرلمان لتخلیه عن واجباته الرئيسية ومعالجة مشكلة الفقر والبطالة والتمييز والفساد؟

يرجى التنبیه علی معالجة قضیة حجاب الفتيات والعلاقة بين الفتيات والفتيان.

2. قال أكبر هاشمي رفسنجاني قبل بضع سنوات في مقابلة: "إن كثيرًا من القضايا التي تُنسب إلی المرشد، تشمل الحرس الثوري، والباسيج، وقوة الشرطة، والإذاعة والتلفزیون، ومؤسسة آستان قدس رضوي، وضریح معصومة في قم، ومزار عبد العظيم في ري، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، والمجلس الأعلى للثورة الثقافية، ومجلس صيانة الدستور، تقع تحت إشراف المرشد الأعلی... وقد دعا مجلس الخبراء بعض المسؤولين للاستفسار والإجابة.

في البداية، عندما کنا ندعو أي شخص یُسرّ بذلك ویقدم لنا الشکر ویقول: أنا مستعد، وسوف آتي وأقدم تقریرًا. بعد بضعة أيام، یقول لنا إنه لن یأتي. دعونا مسؤولين آخرين ولکن لم یقبل أي منهم. أدركنا أن الدعوة ثم التراجع عن قبولها.. لم يكن أمرًا طبيعيًا.. لم يأت أي من المسؤولين، حتى رئيس مجلس سياسة أئمة الجمعة، وهو أقلهم شأنًا. وعندما سألت عن السبب، قال: لقد قال لنا مكتب المرشد لا تذهبوا! فوجئت وسألت المرشد نفسه، فأكد ذلك. قلت: هذا هو قانون الخبراء، ونحن مسؤولون أيضًا عن التنفيذ. قال: "أنا ضد اعتماد هذا القانون، لكنني لم أرغب في قول ذلك، حینها، والآن حیث یُراد العمل بهذا القانون، أقول رأیي".

3. يشمل نطاق هذه المؤسسات المقر التنفيذي لمرسوم الإمام، ومؤسسة آستان قدس رضوي، ومؤسسة مستضعفان، وكذلك الحرس الثوري الإسلامي، ومؤسسة الإذاعة والتلفزیون، ومنظمة الدعاية الإسلامية.

 

محلل سياسي وخبير في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More