حصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على وثيقة تُؤكِّد اختفاء 11000 عيّنة اختبار كورونا في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، في حين أن مسؤولي الصحة في المحافظة نفوا سابقًا فُقدان عيّنات اختبار كورونا، وحاولوا إخفاءها. 

يُذكر أنه قد تم إعلان الوضع الأحمر فيما يتعلق بانتشار كورونا في محافظة خوزستان منذ عدّة أسابيع.

وتُظهر هذه الوثيقة أنه رغم إنكار السلطات، فقد تم رفع دعوى قضائية سرية لاختفاء 11000 اختبار كورونا في خوزستان.

وفي وقت سابق، عقب نشر تصريحات محمد علوي، رئيس مركز خوزستان الصحي، يوم الاثنين 15 يونيو (حزيران)، حول "اختفاء 11000 عيّنة اختبار كورونا"، نفى مسؤولون في وزارة الصحة وجامعة الأهواز للعلوم الطبية "فقدان العيّنات".

وفي الوثيقة التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، ووقَّع عليها حسين عابد بور، المحقق في مكتب المدعي العام ومحكمة الثورة بالأهواز، كتب عابد بور مُخاطبًا ممثل وزير الصحة في محافظة خوزستان قائلاً: "فيما يتعلق بملف فقدان 11000 عيّنة من اختبارات كورونا، وإحالة القضية إلى هذا الفرع، يُرجى الطلب، بشكل سري، وفي أقرب وقت مُمكن، من الأنظمة الحالية، الإجابة عن الأسئلة التالية، في الفترة من بداية تفشي كورونا في المحافظة (خوزستان) حتى 18 يونيو (حزيران) 2020".

في السؤالين الأول والثاني، دعا الفرع 19 من مكتب المدعي العام للأهواز إلى الإعلان عن "العدد الإجمالي للعيّنات المأخوذة من بداية تفشي كورونا حتى 18 يونيو (حزيران) 2020"، والإعلان عن "عدد النتائج النهائية من بداية تفشي كورونا حتى 18 يونيو (حزيران) 2020".

وفي السؤال الثالث، طُلِبَ من ممثل وزير الصحة في خوزستان الإعلان عن "عدد العيّنات المفقودة"، وفي السؤال الرابع، طُلِبَ ذكر "تحديد موقع العيّنات المفقودة، وتاريخ اختفائها، واسم المسؤول المعني" بذلك.

يُذكر أن اختفاء 11000 عيّنة لاختبار كورونا تم الإعلان عنه لأول مرة، في 15 يونيو (حزيران) من قِبَل محمد علوي، رئيس مركز خوزستان الصحي، حيث قال: "فُقِدَت 11 ألف عيّنة كورونا من إجمالي 29 ألف عيّنة أُخِذت في الأسابيع الأخيرة من مرضى أُحيلوا إلى مركزي الأهواز وخوزستان الطبيين".

وأضاف علوي: "نقوم بأخذ العيّنات في المراكز الصحية، ثم نُرسلها إلى المختبر، وليس لدينا إشراف على المختبر؛ لأنه في وحدة منفصلة، وعندما نأخذ العيّنة نُرسلها فقط إلى هناك. وعلى الرغم من أن المختبر يتبع جامعة جندي شابور للعلوم الطبية، فإنه تحت سيطرة وحدات أخرى".

ووصف رئيس مركز خوزستان الصحي موقع اختفاء العيّنات بأنه "مختبر تحت إشراف جامعة خوزستان للعلوم الطبية"، وقال: "نحن لسنا مُندمجين في جامعة العلوم الطبية. لدينا قسم صحة في الجامعة، وقسم للعلاج، وقسم للتعليم، وغيرها من الأقسام المختلفة، ونحن من المُطالبين في قضية اختفاء عيّنات 11000 مريض".

وفي اليوم نفسه؛ أي في 15 يونيو (حزيران)، قال محمد علوي: "عندما نأخذ عيّنات من الناس يأتون إلينا ويطلبون نتائج اختباراتهم، ونحن نخجل منهم؛ لأننا لا نستطيع أن نُجيب عن سؤالهم".

هذا، وقد نفى المسؤولون في وزارة الصحة وجامعة الأهواز للعلوم الطبية تأكيد فقدان 11000 عيّنة اختبار كورونا من قِبَل رئيس مركز خوزستان الصحي. كما نفى فرهاد أبو النجديان، رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية، فقدان 11000 عيّنة اختبار كورونا في محافظة خوزستان، واصفًا هذه الأخبار بأنها "شائعات"، وأنها "خاطئة تمامًا"، وقال إن "سبب انتشار هذه الشائعات هو فصل أحد مُديري مراكز الأهواز الصحية".

يُذكر أن جامعة جندي شابور الأهواز للعلوم الطبية، كانت قد أعلنت في 15 يونيو (حزيران)، في بيان، أن الأخبار المتعلقة باختفاء 11000 عيّنة اختبار كورونا في خوزستان "خاطئة تمامًا، وبعيدة عن الواقع"، وقالت إنه "من المُدهش كيف تم تضخيم وتشويه هذه القضية بوسائل الإعلام المختلفة، ونشرها، بسُرعة، تحت عنوان زائف، وهو (اختفاء العيّنات)؟".

وذكرت الجامعة أيضًا أن عدد العيّنات غير القابلة للاستخدام "لا يتجاوز 6 في المائة من إجمالي العيّنات، في حين أن ما يصل إلى 10 في المائة كعيّنات مُشوّهة في جميع المختبرات معيار قياسي ولا مفرَّ منه".

والآن، بعد ما يقرب من 20 يومًا، ورغم الإنكار المتكرر من قِبَل المسؤولين، تُشير وثيقة المُحقّق في الفرع 19 بمكتب المدعي العام والثوري في الأهواز إلى وجود ملف قضائي سري بشأن اختفاء 11000 عيّنة اختبار كورونا في خوزستان.