تظهر وثيقة من وزارة الصحة الإيرانية، حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أصدر أوامر بمنع استيراد لقاحات كورونا "البريطانية والأميركية" عندما أعدت وزارة الصحة الإيرانية خطة كاملة لتوفير تكاليف اللقاح الأجنبي واستلامه وتخزينه وحقنه في البلاد، بناء على "آلية منظمة الصحة العالمية".

يشار إلى أن الوثيقة تم إعدادها يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من قبل مركز إدارة الأمراض المعدية بوزارة الصحة الإيرانية في 75 صفحة، بعنوان: "البرنامج الوطني لتوزيع وتوسيع حقن لقاحات Covid-19".

وتشير وثيقة وزارة الصحة في صفحاتها الأولى إلى أنه من بين أكثر من 200 لقاح من لقاحات كورونا يجري اختبارها، "ليس من الواضح" أي من منتجات اللقاح سيتم تسليمها إلى إيران ومتى.

ومن جهة أخرى، تمت إحالة المسؤولية التنفيذية للبرنامج الوطني للتطعيم العام إلى "لجنة التنسيق الوطنية" المكونة من ممثلين عن مختلف القطاعات.

وقد تدخّل المرشد الإيراني يوم 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، بشكل سافر وغير متوقع في هذا البرنامج الوطني، وأعلن خلال تصريح له في التاريخ المذكور عن منع استيراد اللقاحات البريطانية والأميركية.

تجدر الإشارة إلى أن أوامر خامنئي هذه أوقفت البرنامج الاستراتيجي الذي اتخذته وزارة الصحة ومحاولاتها للتطعيم العام في البلاد وفقا للبروتوكولات العالمية.

والجدير بالذكر أن لقاح فايزر الأميركي هو أحد الخيارات الرئيسية لبرنامج كوفاكس للبلدان الأعضاء. وقد يتم شراء لقاح فايزر، في الوقت الحالي حيث ثبتت فعاليته بنسبة 95 في المائة، في الاختبارات، في عشرات البلدان الأوروبية والآسيوية، فضلاً عن دول المنطقة.

كما وافقت منظمة الصحة العالمية أيضًا على الاستخدام الطارئ للقاح فايزر.

توفير تكاليف اللقاحات لـ10 في المائة من المجتمع

وأشارت الوثيقة التي حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال" إلى التكاليف اللازمة للقاح، وورد أن الموارد المالية اللازمة للتطعيم في المرحلة الأولى تلبي فقط "حاجة 10 في المائة من السكان".

وعلى هذا الأساس، أشارت الوثيقة إلى توفير 16 مليون جرعة من اللقاح لـ8 ملايين نسمة في البلاد.

وكان وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، قد أشار في تصريحاته الرسمية، إلى توفير 16 مليونًا و800 ألف جرعة لقاح من برنامج كوفاكس، كما أكد عبد الناصر همتي، رئيس البنك المركزي، على دفع المبلغ لمنظمة الصحة العالمية.

ومع ذلك، ليس من الواضح أي لقاح وافق عليه برنامج كوفاكس والذي سيتم تسليمه إلى إيران، على الرغم من أوامر خامنئي.

يذكر أن تصريحات المرشد الإيراني ومنعه استيراد اللقاحات الأجنبية أثار موجة استياء بين المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، كما أثار ردود فعل منظمة الصحة العالمية واللجان المدافعة عن حقوق الإنسان.

ودعا مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية إلى عدم تسييس لقاحات كورونا، وذلك ردًا على التصريحات الأخيرة لمرشد النظام الإيراني، التي حظر فيها استيراد  لقاحات كورونا الأميركية والبريطانية الصنع.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الطبية لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحافي، الجمعة 8 يناير (كانون الثاني)، إن المنظمة دعت مرارا إلى "عدم تسييس الفيروس".

وقال عن لقاح كورونا: "أرجوكم، لا تسيسوا اللقاح".

كما وصفت منظمة العفو الدولية أوامر خامنئي وسط تفشي فيروس كورونا بأنه "اللعب مع حياة الملايين".