أعلنت قناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، أنها حصلت على ملف صوتي سري من اجتماع داخلي لأحد الأحزاب الإصلاحية، بواسطة أحد مراسلي القناة، ويشير التسريب الصوتي إلى أن الاحتجاجات الأخيرة على ارتفاع أسعار البنزین زادت بشكل غير مسبوق من انتقادات مؤيدي الحكومة لحسن روحاني، وأن تقییم الإصلاحيين الحقیقي للوضع الحالي في إيران أسوأ بكثير مما يظهر للعلن.

وقد تم عقد الاجتماع الاستثنائي لحزب "اعتماد ملي"، علی مستوى المحافظات، يوم الجمعة 29 نوفمبر (تشرین الثاني) الماضي، عندما أبرز كبار مسؤولي هذا الحزب الموالي للحكومة، في أخبارهم الرسمیة، جانبًا من حدیث فاطمة كروبي، زوجة مهدي كروبي أحد قادة الحركة الخضراء، حين تحدثت عن الحاجة إلى الترشح في الانتخابات.

ومع ذلك، فإن الملف الصوتي الكامل للاجتماع يُظهر أن تصريحات فاطمة كروبي شملت جوانب مختلفة، بما فیها انتقادات صريحة لحسن روحاني، الذي تولى منصبه تحت شعار "المصالحة مع العالم"، و"احترام المواطنة".

وأشارت كروبي إلى تهديد روحاني للمتظاهرين، قائلةً: "یؤسفني أن السيد روحاني، الذي يدرك مشاكل البلاد، قد خاطب هذه الأمة، التي کانت حاضرة في جمیع المواقف، بهذا الشکل. لا یلیق بالسید روحاني، کخبیر في القانون، أن يهدد الناس بالكاميرات".

ولا تقتصر الانتقادات الموجهة لحسن روحاني على السیدة كروبي فحسب، بل إن كثيرًا من الأعضاء الأساسيين الآخرين في حزب "اعتماد ملي"، في مختلف المحافظات ألقوا باللوم على رئيس الحكومة، بما في ذلك نوذر إمامي، سكرتير حزب "اعتماد ملي" في محافظة فارس، الذي أکد أن "الشعب مخزن بارود وقد أشعل کبریته رؤساء السلطات الثلاث"، مضيفًا: "الرئیس وهو المسؤول عن تنفیذ الدستور، والذي جاء من خلال تصویت الشعب، أصبح اليوم من رجال الأمن، وأخذ یهدد المواطنین بالتعرف علیهم من خلال الکامیرات. كما أن وزير الداخلية يقول إن نصفًا في المائة من الناس يحتجون، بينما 90 في المائة لا يحتجون".

وفي السياق، أشار محمد رضا ناصري شوهان، عضو المكتب السياسي لحزب "اعتماد ملي"، إلی أن "روحاني يتحدث مع المواطنين بلغة التهديد". ووصفه بأنه "شخص متقلب یسخر من الناس".

خطر الإطاحة بالنظام

ويعكس الجزء الآخر من النقاشات المطروحة في هذا الاجتماع السياسي، صورة دقيقة لما مر في أيام الاحتجاجات، ويكشف أن تقييم الإصلاحيين الحقيقي للأوضاع الحالية التي تمر بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية سلبية أكثر مما يُعلن بين العامة.

وفي هذا السياق، تأتي على سبيل المثال، تصريحات البرلماني الإيراني، إلياس حضرتي، في هذا الاجتماع غير العلني، التي أكد فيها أن "ثقة المجتمع بالنظام وأمل الشعب في المستقبل هبط إلى أدنى مستوى ممكن".

وفي معرض حديثه أشار حضرتي إلى أن "أداء النظام خلال السنوات الأربعين الماضية أدى إلى عدم متابعة المواطنين لوسائل الإعلام المحلية، وإذا تابعوها فلا يصدقونها"، مضيفًا: "بسبب أداء النظام، لم تنتقل المرجعية الإعلامية فقط إلى خارج البلاد، بل انهارت المرجعية السياسية أيضًا في الداخل، وانتقلت إلى الخارج".

وفي جزء آخر من تصريحاته، قال البرلماني الإيراني: "التجربة الإنسانية تقول إذا ما تم احتقار الناس فلن تنظروا إليهم بعين الاعتبار، ولن تلتفتوا إلى الرأي العام، وإذا عملت برامجكم وقراراتكم على اتساع الفجوة الطبقية يومًا بعد يوم، فسيكون (المجتمع) أفقر وأحقر، وستنفجر مشاكل الناس يومًا ما، وقد أظهر الشعب الإيراني هذا الانفجار بشكل مهذب جدًا".

وفي الأثناء، قال ممثل حزب "اعتماد ملي" في محافظة فارس: "لقد ذهبت إلى المدعي العام، وقلتُ إن المشاكل لن تحل بإطلاق النار المباشر على الشعب"، وأضاف: "في شيراز، تم إحراق 75 مصرفًا، كذلك قاموا بإحراق حوزة كلستان وصدرا العلميتين، كما تم إحراق ثلاثة مبانٍ للبلدية بالكامل. كما يقال إن أعداد القتلى في شيراز وصل إلى 18 شخصًا، ولكن العدد أكثر من هذا. وهكذا ستكره جميع طوائف القتلى في شيراز نظام الجمهورية الإسلامية.. يجب القيام بشيء ما قبل الإطاحة بهذه الثورة".

إلى ذلك، حذر أحد الممثلين لحزب "اعتماد ملي" في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، في هذا الاجتماع من سخونة الأوضاع في المحافظة، قائلا: "إن خوزستان قنبلة موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة. وإن 85 في المائة من نفط البلاد يتم استخراجه من هذه المحافظة، كما أن أنابيب النفط تمر بجوار أكثر المناطق حرمانًا في المحافظة".

ووصف أحد أعضاء حزب "اعتماد ملي" في قم أوضاع المدينة، قائلا: "قم هي مركز حكم المستقلين فی اتخاذ القرار، حيث تنشط إلى جانبهم المحكمة الخاصة برجال الدين التي تقف بصرامة أمام رجال الدين المنفتحين فكريًا، وتواصل القمع، إضافة إلى ذلك فإن مراجع الدين يتمتعون بنفوذ عال هناك".