حسن روحاني: أنا مستعد للتفاوض مع أي شخص من أجل المصالح الوطنية
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاثنين 26 أغسطس (آب)، أنه مستعد للقاء أي شخص والتفاوض معه من أجل تحقيق المصالح الوطنية. وذلك بعد يوم واحد من الزيارة غير المتوقعة لوزير الخارجية الإيراني إلى اجتماع مجموعة السبع في فرنسا.
وأشار روحاني، اليوم الاثنين، في مؤتمر إنجازات الحكومة في تطوير البنية التحتية في الريف، إلى أولوية المصلحة الوطنية بالنسبة للحكومة. وقال: "إذا علمت أنني، في حال اجتماعي بشخص ما، ولقائي معه، سیتطور البلد، وتُحل مشاکل المواطنين، فلن أتردد في ذلك؛ مصلحتنا الوطنية هي الأساس".
وقال الرئيس الإيراني منتقدًا خصومه الداخليين: "إذا كان الحل يأتي من خلال ممارسة الضغوط، فكلنا يستطيع القيام بذلك".
تأتي تصریحات روحاني بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى فرنسا، ومناقشة الاتفاق النووي والتوترات الدولية مع الجمهورية الإسلامية.
وقال روحاني عن المحادثات التي أجراها ظريف إنه على اتصال دائم بـه، معلنًا اجتماع المسؤولين الیوم، لمناقشة إيجابيات وسلبيات رحلة ظریف، مضيفًا: "أعتقد أنه يجب استخدام كل الأدوات لصالح البلاد".
وأكد روحاني على أنه "عندما تكون هناك فرصة للنجاح تتراوح بين 10 و 20 في المائة، يجب علينا المضي قدمًا وعدم تضييعها".
كان روحاني قد أعلن، في وقت سابق، أن الجمهورية الإسلامية ستكون مستعدة للمحادثات إذا تم رفع العقوبات.
وتابع الرئيس الإيراني في انتقاد معارضيه: "يبدو الأمر كما لو كان في آذان البعض قطن، فکلما تحدثنا عن المفاوضات، قالوا: وماذا تُجدي المفاوضات".
وفي هذا الصدد، ذكر روحاني الإفراج عن الأرصدة الإيرانية وزيادة صادرات النفط كنتيجة للمفاوضات السابقة، قائلاً: "لقد جئنا بمليارات الدولارات إلى البلاد، وأفرجنا عن مليار دولار شهريًا من أموالنا".
كما تطرق روحاني إلى رفع العقوبات، قائلاً: "لقد حطمنا القرارات التي کانت الولايات المتحدة تعمل من أجلها منذ 20 عامًا، کما تُحطم الأصنام".
تجدر الإشارة إلى أنه، في وقت سابق من شهر مايو (أيار) الماضي، تحدث مرشد الجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، عن الضغوط الدولية المتزايدة على إيران للتفاوض حول اتفاق شامل، وخطر الصراع العسكري في المنطقة، قائلاً "لن تحدث حرب، ولن نتفاوض"، قبل أن يضيف: "إن إيران ستقاوم".
كما وصف حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، في أغسطس (آب) الحالي، المفاوضات بأنها "خدعة ومنطق مشوش في أذهان المواطنين"، وحذر من الاستسلام للضغوط.
وفي السياق نفسه، وصف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وصف المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "مجرد استسلام للعدو". وقال: "إننا لن نقبل بهذا الإذلال".
وفي المقابل، أکد روحاني على ضرورة التفاوض لحل للتوترات، وأشار إلی قضیة توقیف الناقلة "غریس-1"، قائلاً: "إذا أوقفوا سفینتنا، فسنتفاوض بشأنها، وسنوقف سفنهم لأسباب قانونية"، مضيفًا: "يجب استخدام القوة والدبلوماسية معًا، البعض مخطئون في تصور أن واحدة منهما تكفي".
يذكر أن التوترات بين إيران والولايات المتحدة تزايدت في الأشهر الأخيرة مع تزايد العقوبات، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على النفط والبنوك والبتروكيماويات الإيرانية، مع التأكيد على استعدادها للتفاوض، دون قيد أو شرط، مع الجمهورية الإسلامية، وشكلت تحالفًا عسكريًا دوليًا لضمان سلامة الملاحة البحرية في الخليج.
وقد وصف المسؤولون العسكريون والسياسيون الإيرانيون هذه الخطوة بأنها "تؤدي إلی انعدام الأمن وتتسبب في نزاع عسكري".