كان توقيت القصف الإسرائيلي على مواقع فيلق القدس في سوريا، مبررًا كافيًا أمام الصحافة الإيرانية لعدم ذكر الموضوع، فقد بدأ القصف الإسرائيلي في ساعات متأخرة من ليل السبت-الأحد، حيث كانت كل الصحف الإيرانية في طريقه لمنافذ التوزيع.

أما اهتمامات الصحف الإيرانية اليوم فقد تركزت، كما كل عام، على ما يسمى أسبوع الحكومة، حيث يذهب رئيس الجمهورية والوزراء إلى قبر آية الله الخميني، تعبيرًا عن الاحترام، أو كما يعبر عنه الصحافيون في الداخل: "يجددون العهد مع مبادئ الثورة ومع الإمام الراحل".

جرى هذا التقليد السنوي، يوم أمس، فاستغل الرئيس حسن روحاني هذه الفرصة، محذرًا معارضيه من أن تقويض حكومته لن يؤدي إلى تقوية أحد.

هذه العبارات القصيرة، صنعت عناوين الصحافة اليوم، لكن يبدو أن الصحف، وخلافًا للأعوام الماضية، لا تريد الحديث عن "إنجازات حكومة روحاني"، في أسبوع الحكومة.

صحيفة "جمهوري إسلامي" طالبت وزير الصناعة والمعادن، بالاستقالة، وذكرت أن المؤسسات التابعة لهذه الوزارة مليئة بالفساد والريعية.

صحيفة "كيهان" المقربة للمرشد، كتبت تقريرًا منتقدًا لتصريحات روحاني حول "انخفاض التضخم في الشهرين الماضيين" واستنتجت في تقريرها أن الإحصاءات التي عرضها روحاني صحيحة، لكنها انتقائية وأن التضخم انخفض فقط في بعض البضائع، بينما ارتفع في بضائع أخرى، مثل المأكولات.

ذكّرت صحيفة "كيهان"، الرئيس روحاني، بأن الأوضاع تمر بصعوبة على المواطنين، وفهم هذه الأوضاع لا يحتاج إلى عرض إحصاءات.

لنقرأ أيضًا من صحيفة "إيران" الحكومية، التي أعلنت- نقلاً عن مصادرها- أن البرنامج الصاروخي تم حذفه من مقترح الرئيس الفرنسي ماكرون، ويبدو أن المحادثات بين ماكرون ووزير الخارجية محمد جواد ظريف كانت مثمرة.

وأشار مهدي مطهرنيا، في صحيفة "آرمان"، إلى زيارة وزير الخارجية ظريف إلى أوروبا والصين، واستنتج أن العقوبات ضد ظريف لم يكن لها أي تأثير على الدبلوماسية الإيرانية.

صحيفة "اعتماد"، وفي تقرير لها عن نتائج رحلة ظريف، نصحت وزير الخارجية بأن يتحدث في مؤتمراته الصحافية في الخارج عن القضايا الخارجية والدولية، وأن لا يتحدث عن السياسات الداخلية، وأن يتجاهل الأسئلة حول حقوق الإنسان.

يوم أمس، أصدر القضاء الإيراني حكمًا ضد مرضية أميري، مراسلة صحيفة "شرق"، ويقضي الحكم بسجنها عشرة أعوام ونصف العام، بتهمة "التآمر ضد النظام"، بسبب مشاركتها في تجمعات العمال الاحتجاجية.

صحافيو "شرق" بعثوا برسالة إلى رئيس السلطة القضائية، مطالبين بالإفراج عن زميلتهم، حيث نشرت "شرق" رسالة صحافييها. وصحيفة "همدلي" نشرت صورة كبيرة لمرضية أميري، وتحتها الحكم الصادر ضدها. أما بقية الصحف فاكتفت بنشر خبر خال من أي تحليل عن هذا الحكم.

"اعتماد": كان ينبغي على روحاني أن لا يترشح لفترة ثانية

ذكر وزير الطرق والإسكان السابق، عباس آخوندي، لصحيفة "اعتماد"، أن الترشح للمرة الثانية في عام 2017، لم يكن في صالح حسن روحاني، لكن تم دعمه وحدث ما حدث.

وقال آخوندي، المستقيل من الحكومة: "إن أكبر إنجاز في حكومة روحاني، هو الاتفاق النووي، حيث كان وثيقة مهمة، لكن الحكومة لم يكن لديها أي برنامج لما بعد الاتفاق والقضايا الداخلية، مثلا كان ينبغي المصادقة على (FATF) تزامنا مع توقيع الاتفاقية، كما أن الاستثمار الأجنبي لم يأتي للبلاد لأسباب مختلفة".

وقال وزير الطرق والإسكان السابق إن اختلافه مع روحاني يأتي بسبب الطرق والحلول، وإن ذلك لم يسمح له أخلاقيًا بأن يستمر مع الحكومة. 

وأضاف آخوندي أيضًا أن "الثروة الاجتماعية في البلاد تدمرت، وأن الأخلاق آخذة في التدني في المجتمع الإيراني، لكن لا يزال هناك أمل متبق، حيث يوجد في البلاد من يستطيع إعادة الثقة بين المواطنين".

"ابتكار": التضخم من 10% إلى 42%

ذكر مركز الإحصاء الإيراني أن التضحم ارتفع 1.8 في المائة، خلال الشهر الماضي، حيث بلغ معدل التضخم في أغسطس (آب) 42.3.

صحيفة "ابتكار" كتبت- نقلا عن الخبير الاقتصادي آلبرت بغزيان- أن أحد عوامل التضخم المنفلت هو سياسات العملة الخاطئة، وتخصيص سعر 4.200 تومان للدولار الواحد لشراء البضائع الحكومية.

وقال بغزيات، وهو أستاذ جامعي، إن رقابة البضائع المستوردة بأسعار العملة الحكومية كان ضعيفًا جدًا، وخلق ريعية، حيث تم عرض البضائع المستوردة بالعملة الحكومية للمواطنين بأسعار حرة، ما أدى إلى التضخم. الآن رغم أن سعر الدولار مستقر نسبيًا، لكن هناك من لا يريد عرض بضائعه بأسعار منخفضة.

"إيران": حذف "البرنامج الصاروخي" من حزمة فرنسا المقترحة

كتبت صحيفة "إيران" الحكومية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن محادثات الرئيس ماكرون ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، خلت من شرط "التفاوض حول البرنامج الصاروخي".

ونظرًا إلى أن إيران لم تقبل أي شروط مسبقة للتفاوض، وأكدت على أنه ينبغي أن يكون في إطار الاتفاق الحالي فقط، يبدو أن السلطات الفرنسية حاولت التركيز على الآليات المالية للاتفاق النووي.

صحيفة "إيران" توقعت أن فرنسا لن تعتمد كثيرًا على موافقة ترامب على إعفاء النفط لعملائها لإنقاذ الاتفاق النووي، وتعتزم تفعيل آلية "إينستكس" لاسترضاء إيران، حسب ما جاء في الصحيفة.

"جهان صنعت": رافضو الاتفاق النووي سبب ما آلت إليه أحوال البلاد

كتب المحلل داريوش قنبري مقالا في "جهان صنعت"، أشار فيه إلى معارضي حكومة روحاني الأصوليين، قائلا إن "هناك من يريد معارضة الحكومة في كل الأوقات، وبأي ثمن كان. وهذه المعارضة ليست في إطار النقد بل تريد إسقاط الحكومة".

وقال كاتب "جهان صنعت" إن معارضي الحكومة لهم مصالح لن تتحقق إلا باستمرار العقوبات ضد الحكومة وهو ما يعارض المصالح الوطنية.

وأضاف كاتب الصحيفة أن المعارضين الأصوليين يريدون الذهاب بروحاني إلى التعامل معهم أو التنحي، وتقديم السلطة لهم.

وقال قنبري إن "الأصوليين الذين يعارضون الحكومة بشكل مستمر، كانوا يومًا ما مستائين من إبرام الاتفاق النووي، وبعدها تذمروا لعدم تنفيذ بنود الاتفاق النووي. هم من أوصلوا البلاد إلى هذه الحال، لكنهم يضعون أنفسهم في موقع المطالب، متناسين أن المواطنين باتوا يعرفونهم جيدًا".