استمرارا لردود الفعل على تصريحات حيدر مصلحي، وزير المخابرات الإيراني السابق، حول سبب استبعاد علي أكبر هاشمي رفسنجاني من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2013، طالب النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري بنشر فيديو اجتماع مجلس صيانة الدستور في هذا الخصوص.

وقال مصلحي الذي شغل منصب وزير الاستخبارات الإيرانية في حكومة أحمدي نجاد، في هذه المقابلة التي نشرت السبت الماضي 12 يونيو (حزيران)، إنه أبلغ مجلس صيانة الدستور بأن تقييم وزارة المخابرات من نبض الشارع يشير إلى فوز هاشمي رفسنجاني في انتخابات 2013، وأكد أن استبعاد رفسنجاني ضروري للحفاظ على النظام.

وعلقت الصحف الإصلاحية بشكل واسع على هذا الموضوع حيث كتبت حوله "اعتماد" و"آرمان ملي" و"آفتاب يزد"، "وستاره صبح"، و"شرق"، و"ابتكار"، وغيرها من الصحف، ودعت إلى ضرورة إعادة النظر في "دور" مجلس صيانة الدستور وتحجيمه، كما طالبت بضرورة الاعتذار وقول الحقيقة في هذا الموضوع.

أما الصحف الأصولية فالتزمت الصمت حيال هذه الضجة الإعلامية، وغطت في المقابل قضايا أقل أهمية. ومن بين صحف هذا التيار نلاحظ صحيفة "كيهان" وقد أشارت إلى هذا الموضوع، لكن من زاوية مجلس صيانة الدستور نفسه، حيث نقلت نفي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، عباس علي كدخدائي تصريحات مصلحي، وكتب على "تويتر": "إن مصلحي لم يقل شيئا من هذا القبيل في اجتماع المجلس [آنذاك] وقد تم الاحتجاج بشدة على ملاحظاته الكلية ورفضها أعضاء المجلس".

على صعيد آخر أشارت صحيفة "ابتكار" إلى نتائج آخر استطلاعات الرأي التي يجريها مركز إيسبا (مركز طلاب إيران لاستطلاع الرأي) حيث كشف عن زيادة بنسبة عشرة في نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات لتصل إلى 42 في المائة، بعد أن كانت في آخر استطلاع أجرته ذكرت أن نسبة المشاركة لا تتجاوز  34 في المائة. 

ويأتي هذا الاستطلاع في الوقت الذي كشف استطلاع رأي أجراه معهد "ستاسيس" لتحليل البيانات، بطلب من قناة "إيرانإنترناشيونال"، أن نسبة المشاركة قد تكون 32 في المائة في الانتخابات، وتوقع فوز المرشح إبراهيم رئيسي بنسبة 62 في المائة.

واللافت للنظر في هذا الموضوع هو أن هذه النتائج للمركز الإيراني تأتي في ظل إقرار المسؤولين الإيرانيين أنفسهم أن المناظرات التلفزيونية لم يكن لها أي تأثير في رفع نسبة المشاركة في الانتخابات. 

ووصفت صحيفة "جوان" نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مركز إيسبا الإيراني بـ"المفاجئة"، وتوقعت زيادة نسبة المشاركة إلى أكثر من 50 في المائة دون أن تبين كيفية ارتفاع هذه النسبة، زاعمة أن عدم المشاركة قد يحدث بسبب استياء الشعب من الحكومة "حصرا". 

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"جمهوري": نظام الجمهورية الإسلامية يمارس الكذب والإخفاء 

أشار مدير تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري، إلى تصريحات وزير المخابرات الإيراني السابق، حول سبب استبعاد علي أكبر هاشمي رفسنجاني من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2013، وقال "سواء كان مصلحي صادقا في تصريحاته أو أن نفي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور لكلام الوزير السابق هو الأصدق، فالنتيجة النهائية هي أن نظام الجمهورية الإسلامية أصبح يمارس "الكذب" و"الإخفاء" و"التهرب" من الشعب في مؤسساته السيادية.

وذكر الكاتب أن هذا السلوك والممارسات نفسها التي جعلت الناس لا تثق بالنظام وبالتالي وجه ضربة إلى النظام نفسه.

ودعا مهاجري مرة أخرى إلى ضرورة إعادة النظر في دور مجلس صيانة الدستور، وحذّر من مغبة عدم الإسراع في ذلك قائلا: "أنقذوا النظام قبل فوات الأوان".

"شرق": خيار الإصلاحيين.. دعم أفضل الموجودين أم المشاركة غير النشطة في الانتخابات؟

تساءلت صحيفة "شرق" المقربة من رئاسة الجمهورية عن موقف التيار الإصلاحي من الانتخابات الرئاسة القادمة، بعد إبعاد الوجوه البارزة في هذا التيار من قبل مجلس صيانة الدستور، وقالت "إلى ماذا توصل الإصلاحيون؟ دعم أفضل الموجودين أم المشاركة غير النشطة"، وأكدت أن الإصلاحيين لابد لهم من أن يختاروا من بين هذين الخيارين.

ونوهت الصحيفة أنه وبعد إبعاد المرشحين الإصلاحيين من السباق الرئاسي، قرر التيار الإصلاحي عدم دعم أي من المرشحين للرئاسة وهذا هو موقفه الأخير حتى الآن، إلا أن حزبين اثنين من التيار الإصلاحي هما حزب "كوادر البناء"، وحزب "ندا" يعتقدان أنه من الوارد أن يختار الإصلاحيون أحد المرشحين وهما عبدالناصر همتي ومحسن مهر عليزاده.

"آفتاب يزد": عدم انسحاب المرشحين الأصوليين يزيد مخاوف التيار الأصولي

أشارت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية إلى استمرار أزمة عدم انسحاب المرشحين الأصوليين الأربعة لصالح إبراهيم رئيسي وتداعيات ذلك على الانتخابات، وأكدت أن ما نشرته صحيفة "كيهان" ومدير تحريرها المقرب من المرشد، حسين شريعتمداري، من تحذير للمرشحين الأصوليين المُصِرين على عدم الانسحاب، وكذلك تصريحات صهر المرشد حداد عادل، لم تؤتِ أكلها بعد ولم تؤثر على موقف المرشحين، مضيفة أن التحدي والمخاوف لم يزولا بعد بل إن ذلك قد وصل إلى مرحلة خطيرة. 

"همشهري": رواج كبير للقاح فايزر الأميركي في السوق السوداء بطهران

أظهرت تحقيقات صحيفة "همشهري"، التابعة لبلدية طهران، أنه وفي ظل نفاد لقاحات كورونا في إيران أصبحت السوق السوداء في قطاع الأدوية داخل إيران "ساخنة الأجواء"، بعد أن حُرم الكثير من المواطنين الذين تلقوا الجرعة الأولى للقاح من الحصول على الجرعة الثانية، منوهة إلى أن لقاح فايزر الأميركي يلق رواجا كبيرا، ويتم بيعه في الأسواق غير الرسمية في العاصمة طهران بنسبة تتراوح ما بين 25 و60 مليون تومان .

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن المتحدث باسم منظمة الغذاء والأدوية الإيرانية أن تطعيم لقاح فايزر، أمر مخالف للقانون في إيران وإن مستوردي هذا اللقاح وجميع العاملين في هذا المجال سيعاملون كمهربين.