تفشي ظاهرة الفقر والجوع في بلوشستان إيران
لم يؤثر تفشي الفقر والجوع في إقليم بلوشستان في جنوب شرقي إيران - كما في السابق - من خلال هجرة سكان القرى إلى الأرياف والعشوائيات على هامش المدن داخل المحافظة ذاتها فحسب، وإنما بدأت الظاهرة تتطور بسبب شدتها؛ فالمحافظة برمتها بات يتركها سكانها الجياع؛ إذ تشهد في الوقت الراهن موجة نزوح وهجرة واسعة إلى المناطق والأقاليم الأخرى.
في بلوشستان جنوب شرق إيران يعاني السكان من أعلى المستويات في نسب البطالة والفقر والإدمان والتردي في الأوضاع المعيشية والصحية. تلاميذ المدارس يتضورون جوعًا في البيت والمدرسة على حد سواء، وباتوا يحلمون بالخبز، بعد أن كانت بلوشستان تُعرف في أيام مضت بسلة غذاء إيران.
بیعدالتی آموزشی سهم دانشآموزان دبستان «عدالت» در سیبوسوران #سيستان_و_بلوچستان! نیازی به شرح بیشتر نیست. خودتون وضعیت دانشآموزان این روستا رو ببینید و مقایسه کنید با مدارس شمال تهران با شهریه چند ده میلیونی تا عمق اختلاف طبقاتی مرکزنشینان و حاشیهنشینان براتون ملموس باشه... pic.twitter.com/OeoeePN5pb
— amir ebtehaj (@amirebtehaj) July 9, 2018
في ظل الظروف الراهنة - وحسب ما جاء في الخطاب الذي ألقاه عزيز ساراني ممثل الإقليم في المجلس الأعلى للمحافظات والعضو في المجلس البلدي لمدينة زابل الذي لقي اهتماما كبيرا في شبكات التواصل الاجتماعي - أصبحت بلوشستان تعاني من أشد حالات الفقر والمجاعة بسبب موجة الجفاف، وكذلك من سوء الإدارة والإهمال الناجمين عن سياسات التمييز والتهميش والحرمان ضد سكان المنطقة من البلوش.
كان اقتصاد المنطقة يعتمد على إنتاج المحاصيل الزراعية، إلا أن موجات الجفاف المستمرة خلال السنوات الأخيرة الماضية، واختفاء المياه الجوفية الصالحة للري، وكذلك انقطاع مياه الأنهار الموسمية الجارية عبر الحدود مع أفغانستان، كل ذلك أدى إلى انهيار القطاع الزراعي في هذه المنطقة، وتسبب في ارتفاع معدلات المجاعة والبطالة والفقر، حيث بات سكان المنطقة يعتمدون في قوتهم اليومي على المساعدات التي توزعها جمعيات الهلال الأحمر الإيرانية في تلك المناطق كحلول مؤقتة، دون الاكتراث بمستقبل المنطقة ومصير سكانها، وهناك أكثر من ثمانمائة قرية دون مياه تعاني أزمة العطش والجوع في أطراف مدينة زابل وذلك على غرار نظيراتها في منطقة تشابهار.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن سكان منطقة زابل يعتمدون في مواجهة أزمات العطش والجوع والبطالة والحرمان على معونات حكومية شهرية لا تتجاوز قيمتها خمسة دولارات للشهر الواحد في ظل العقوبات الأميركية التي تواجهها إيران في الوقت الراهن.
وكان نائب بلوشستان، قد اعتبر أن العام الإيراني الجاري هو الأسوأ من حيث تفشي الفقر والجوع والبطالة والحرمان بالنسبة لسكان المنطقة، مؤكدًا أن 85 في المائة من سكان المنطقة يعيشون أشد حالات الفقر والجوع، بينما تقول الإحصائيات الرسمية إن نسبتهم 75 في المائة فقط.