على الرغم من حجم الحادث وصداه الواسع في وسائل الإعلام العالمية والإقليمية، بالإضافة إلى وسائل التواصل التي ينشط فيها الإيرانيون، إلا أن صحفا قليلة قد تطرقت اليوم إلى حادث مفاعل نطنز الذي وجّه ضربة قاسية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم حسب مسؤولين في المخابرات المركزية الأميركية. وبعد ساعات من إعلان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، عن وقوع "حادث" في جزء من شبكة توزيع الكهرباء بمنشأة نطنز النووية، أكد علي أكبر صالحي، رئيس هذه المنظمة، مساء الأحد 11 أبريل (نيسان) الحادث، واصفا إياه بأنه "إرهاب نووي"، مؤكدا أن ذلك "يعكس فشل المعارضين".

ووفقًا لصحيفة "الغارديان"، أكدت إسرائيل أنها تقف وراء الهجوم على منشأة نطنز، التي تعد واحدة من المراكز الرئيسية لبرنامج إيران النووي.

ولم تتجرأ الصحف الإيرانية الصادرة اليوم على التوقف كثيرا عند الحادث واكتفت بنقل ما ذكره المسؤولون وتأكيدهم لوقوع الحادث، وكتبت صحيفة "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري "حادث إرهابي في نطنز"، كما نقلت أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا وقوفوهم خلف هذا الحادث. 

ورغم فداحة الحادث وتوجيه ضربة مدمرة لمنشأة نطنز النووية في إيران، إلا أن الصمت يخيم على عناوين صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد علي خامنئي، التي عادة ما تتوعد بالرد قبل غيرها في مثل هذه الأحداث الأمنية.

كما أشارت "اعتماد" إلى الموضوع واعتبرته "إرهابا نوويا ضد رفع العقوبات" عن إيران، مدعية أن هذه المحاولة تأتي بهدف عرقلة مسار المفاوضات الجارية في فيينا بين إيران وأطراف الاتفاق النووي الرامية إلى رفع العقوبات وعودة والولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق.

وفي شأن آخر، اهتمت الصحف اليومية بزيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، مون جاي إن، إلى طهران ووصفت "اطلاعات" الحكومية هذه الزيارة بـ"الحساسة"، ونوهت إلى إجراء مفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين ونظرائهم من كوريا الجنوبية للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة لدى سيول. أما "جام جم" فوصفت الزيارة بأنها "زيارة السبع مليارات دولار"، في إشارة إلى ما تطمح له طهران من هذه الزيارة وهو استعادة أموالها لدى كوريا الجنوبية والمقدرة بـ7 مليارات دولار أميركي. 

كما أشارت صحف أخرى مثل "جمهوري إسلامي" إلى  تجمعات متقاعدي الضمان الاجتماعي أمام مبنى البرلمان في طهران، وما لا يقل عن 10 مدن إيرانية أخرى.

وعنونت صحيفة "مهد تمدن" عن الموضوع وكتبت "أزمة رواتب المتقاعدين". 

وفي ما يتعلق بأزمة كورونا سجلت إيران رقما كبيرا بعد شهور من الانحسار، وذلك بسبب ما قيل إنه تهاون حكومي في فرض القيود والإجراءات الوقائية لكورونا وإعطاء الضوء الأخضر للمواطنين لعطلة نهاية العام التي استمرت لما يقارب أسبوعين تقريبا. وقد سجلت إيران يوم أمس الأحد وفاة 258 مواطنا.  وکتبت "خراسان": "الموجة السوداء في الطريق". أما "كيهان" فنقلت كلام وزير الصحة وتأكيده أن خريطة البلاد تسير نحو الحمرة وقد تتجه إلى اللون الأسود، وهو أسوأ الألوان ضمن تصنيفات كورونا.

يمكننا الآن أن نطالع بعض الأخبار في صحف أخرى..

"صداي إصلاحات": حادث نطنز هجوم سيبراني وإسرائيل تقف خلف الحادث

توقعت صحيفة "صداي إصلاحات" أن يكون الهجوم على منشأة نطنز النووية تم بشكل سيبراني، ومن المحتمل أن تكون إسرائيل هي من تقف خلف الحادث وهي حالة حدثت سابقا، حيث تعرضت المنشأة قبل شهور إلى حادث مشابه. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث جاء بعد يوم من إعلان إيران أنها أعادت بناء "مركز تجميع أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد" في نطنز، بعد الهجوم الذي تعرضت له عام 2020، وأنه "جاهز للتشغيل".

"وطن امروز": هجوم إرهابي في نطنز

صحيفة "وطن امروز" الأصولية هي الوحيدة التي تجرأت بنشر عنوان عريض على صفحتها الأولى، يقول: "هجوم إرهابي في نطنز". ونقلت الصحيفة المقربة للأمن الإيراني- دون تعليق- تصريحات علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الذي وصف الحادث بالإرهابي، مطالبا المجتمع الدولي والوكالة الدولية بالتدخل.

كما أشارت الصحيفة إلى القناة الـ13 الإسرائيلية التي نسبت الحادث إلى هجوم سيبراني إسرائيلي ضد المنشأة الإيرانية.

"اعتماد": إسرائيل تحاول إفساد الأجواء بعد اجتماعات فيينا

أشارت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إلى حادث نطنز، يوم أمس الأحد، وذكرت أن إسرائيل تحاول من خلف الكواليس إفساد الأجواء التي تشكلت بعد اجتماع فيينا بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، منوهة إلى أن إحدى أدوات إسرائيل في هذا المجال هي إجبار طهران وتحريكها للقيام برد فعل تجاه هذه الأعمال والاصطياد في المياه العكرة التي تخلفها هذه الأزمة (حادث نطنز النووي). 

وذكرت الصحيفة أن تل أبيت قد أقدمت في عدة مرات على تكرار هذه السياسة إلا أن طهران لم تقع في هذا الفخ ولم تقم بأعمال انفعالية. 

"سياست روز": الثقة في واشنطن ستكون مانعا في رفع العقوبات

انتقدت صحيفة "سياست روز" الأصولية محادثات فيينا بين إيران وأطراف الاتفاق النووي، ووصفتها بـ"غير الشفافة"، وذهبت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول الالتفاف على شرط إيران المتمثل برفع كامل العقوبات والتأكد من صحة ذلك، مؤكدة أن إيران تحتاج في الحد الأدنى إلى شهور وربما سنوات للتأكد من صحة رفع العقوبات وليس يوما واحدا كما ذهب مسؤولون إيرانيون.

ولفتت الصحيفة إلى أن الثقة بالولايات المتحدة الأميركية ليست في محلها، وأكدت أن هذه الثقة ستكون مانعا في رفع العقوبات عن طهران، منوهة أن واشنطن تريد إعطاء الوعود بالنسبة لرفع العقوبات وخداع الوفد الإيراني المفاوض في فيينا. 

"ابتكار" انهيار البورصة في ظل إهمال الحكومة 

علقت صحيفة "ابتكار" على انهيار البورصة واندلاع احتجاجات نظمها المساهمون المتضررون في البورصة، حيث احتجوا، أمس الأحد 11 أبريل (نيسان)، أمام مقر البورصة ونددوا بأوضاع سوق المال. 

وقال بيمان حدادي، الخبير في أسواق المال إن الحكومة ارتكبت مخالفات قانونية في قضية البورصة حيث إنها خدعت المواطنين ودعتهم على لسان رئيس الجمهورية ووزير الاقتصاد إلى المساهمة في هذا القطاع وعندما انهارت الأسواق عللوا ذلك بأن هذا الانهيار والتراجع طبيعي في مجال البورصة.

ولفت حدادي إلى أن الحكومة باعت الأسهم بأسعار غير واقعية حيث سلمتها للمواطنين بسعر أغلى من قيمتها الحقيقية.