أعربت عدة صحف إيرانية اليوم الاثنين عن قلقها من مستقبل المفاوضات النووية في ظل حالة من الغموض وعدم الوضوح الناجمة عن المواقف المتعارضة لأطراف الاتفاق النووي. 

فصحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية وصفت مفاوضات فيينا بـ"المتحيرة" التي لم يعد يعرف مصيرها وما ينتظرها من واقع. وتساءلت صحيفة "اعتماد" بالقول: "هل وصلت مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود؟".

أما صحيفة "خراسان" الأصولية فأشارت إلى تصريح نائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي والذي أكد أن الوقت قد حان لكي تتأخذ جميع الأطراف قرارات صعبة من أجل إحياء الاتفاق النووي، لكن الصحيفة لم يعجبها هذا التعميم وعنونت بالقول: "حان الوقت لكي يأخذ الغرب القرار الصعب".

كما علقت بعض الصحف على تصريحات رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، والذي صرح بالقول إن إيران لن تمدد مهلة الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة، وكتبت "روزكار" في عنوانها الرئيسي: "البرلمان لم يمهل الوكالة الدولية للطاقة"، وقالت "سياست روز" الأصولية: "ملفات كاميرات المراقبة لن تسلم إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وفي شأن آخر، أشارت بعض الصحف إلى ما كشف عنه الحرس الثوري من لقاح جديد تحت اسم "نورا" وعنونت صحيفة "نقش اقتصاد" بكلام قائد الحرس الثوري الذي أعلن أن "الوقت قد حان لكي تصدر إيران لقاح كورونا إلى الولايات المتحدة الأميركية". وعنونت "خبر جنوب" بكلام سلامي وقالت: "قررنا أن نكون ضمن أوائل الدول في كل ظاهرة تظهر في العالم".

على صعيد آخر لفتت صحيفة "همدلي" إلى تغيير الخطاب داخل التيار الأصولي تجاه "حركة طالبان الإرهابية" ووصفت هذا التغيير بالغريب وعنونت بالقول "مشفقون على طالبان". أما صحيفة "شرق" فحذرت من تدخل عسكري إيراني في أفغاستان ووصفت ذلك بـ"الفخ" الذي يراد منه توريط إيران بأزمة مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية.

أما صحيفة "كيهان" فقد حاولت تبرير موقفها السابق مع الحركة وادعت أنها في مقالها السابق لم تكن تنوي تطهير الحركة وأن ما كتبته هو نقل عن وسائل الإعلام الأفغانية، في خطوة تعتبر انسحابا من الصحيفة من موقفها السابق بعد أن لقي موجة كبيرة من الانتقادات.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في بعض الصحف الأخرى

"آفتاب يزد": الاتفاق النووي في حالة من الحيرة

أشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى التصريحات المتناقضة للمسؤولين الإيرانيين حيال وضع المفاوضات النووية ومستقبل الاتفاق النووي حيث يؤكد كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن الوقت الآن هو وقت اتخاذ القرار، فيما يصرح رئيس البرلمان الإيراني بالقول إن مهلة الوكالة الدولية قد انتهت وليس من المقرر أن يتم تمديد هذه المهلة مرة أخرى، وهذه التصريحات وما يخرج من العاصمة النمساوية من أخبار كلها تدل على أن الاتفاق النووي اصبح في وضع غير محدد المعالم.

في غضون ذلك قال المحلل السياسي، محمد علي بصيري، لصحيفة "آفتاب يزد" إن الجانب الغربي لديه حساسية من الحكومة القادمة وما قد تنتهجه من سياسات، ولهذا فهو يرجح أن يؤجل نتيجة المفاوضات إلى ما بعد وصول الحكومة القادمة إلى السلطة، مؤكدا أن كثيرا من سياسات حكومة روحاني قد يتم التخلي عنها أو تتأثر بعد تسلم الحكومة الجديدة لمهامها رسميا. 

"آرمان ملي": تغيير لهجة المسؤولين الغربيين هو نتيجة لعدم رد إيران على استفسارات الوكالة الدولية للطاقة

انتقد المحلل السياسي، محسن جليلوند موقف بلاده من المفاوضات النووية، وأشار في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إلى أن تغيير اللهجة في خطاب المسؤولين الغربيين هو نتيجة لعدم تفاعل إيران وردها على استفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونوه إلى تصريحات رئيس البرلمان الذي قال إن إيران لن تسلم ملفات كاميرات المراقبة إلى الوكالة الدولية واكد أن مثل هذه التصريحات التي تصدر عن شخص لا مسؤولية له في المفاوضات من شأنها أن تجمد هذه المفاوضات وتوقف مسارها.

"همدلي" مشفقون على طالبان

قالت صحيفة "همدلي" إن التيار الأصولي بدأ يسلك سياسة جديدة تجاه "إرهابيي الجارة الشرقية"، ووصفت هذه السياسة بـ"الغريبة" والمتعارضة مع تصور الناس لحركة طالبان وتعريفهم لها.

وأشارت الصحيفة إلى مقال لصحيفة "كيهان" الأصولية والتي وصفت فيه الحركة بأنها قد تغيرت عن السابق ولم تعد ترتكب الجرائم وتحولت إلى حركة سياسية. وقالت "همدلي" إن أهمية هذا الموقف من صحيفة "كيهان" يأتي بسبب كونها تمثل معظم التيار الأصولي في إيران، وأصبح واضحا أن الصحيفة باتت تدعم الحركة وتؤيدها.

"جهان صنعت": مشروع قانون فرض قيود على وسائل التواصل جاء نتيجة فشل التطبيقات المحلية في المنافسة

قال الخبير في الإعلام، أحمد مازني، في مقال له بصحيفة " جهان صنعت" إن الخطة التي يسعى البرلمان إلى المصادقة عليها في ما يتعلق بفرض القيود على وسائل التواصل الاجتماعي جاءت محاولة لحذف التطبيقات الأجنبية بعد فشل التطبيقات المحلية على التنافس مع وسائل التواصل الاجتماعي العالمية.

وأضاف مازني: "بموجب هذا المشروع سيتم تغريم كل من يستخدم برنامج لفتح التطبيقات المحجوبة حتى لو استخدم هذه البرنامج من أجل الحصول على معلومات علمية وثقافية وسياسية".

وأكد المختص في الشؤون الإعلامية أن هذه الطريقة التي يحاول البرلمان تقنينها هي محاولة للتضييق والخنق وهي طريقة تشبه طرق كورويا الشمالية.